منذ القِدم و غزة شوكة إسرائيل، ففي عام 1992، خرج رئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين متحدثا عن غزة: "أتمنى أن نستيقظ يوما من النوم، فأرى غزة وقد ابتلعها البحر"، مات "رابين"، ومات كثيرون قبله وبعده، وظلت غزة.
استيقظت غزة منذ ثلاثة أيام على غارات إسرائيلية أسفرت عن سقوط ضحايا، لتتزايد يوم بعد يوم، إثر هذه الحروب الإسرائيلية على فلسطين المحتلة، والاعتقالات المستمرة، التي كان أخرها اعتقال محافظ القدس عدنان غيث، حيث إن إسرائيل تجدد القصف على الفلسطينيين في وقت ما تشاء.
أعلنت إسرائيل عدوانها على غزة ثلاثة أيام من العنف والقتل و الدمار للمنازل الفلسطينية شمال وجنوب قطاع غزة، بالتزامن مع قهر المستوطنيين للأبرياء الأطفال منهم والنساء في المسجد الأقصى بشكل خاص، وفلسطين بأكملها بشكل عام.
View this post on Instagram
A post shared by Eye On Palestine (@eye.on.palestine)
استهدفت طائرات الاحتلال بصاروخين مجموعة من المواطنين وسط مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، ما أدى إلى وقوع عدة إصابات.
ولم تكتف إسرائيل، شنت طائراتها غارات غرب رفح جنوب القطاع، ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين داخل منزلهم.
تحت شعار "فلسطين حرة"، تظاهر العشرات في تل ابيب، ضد إسرائيل، وذلك تنديدًا بالعدوان على قطاع غزة، مطالبين بوقف الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد المدنيين في القطاع، فهل ستظل فلسطين مكتوفة الأيدي؟
وبالرغم من المظاهرات داخل تل أبيب، لم تتوقف إسرائيل بل أصابت فلسطينيين من بينهم أطفال، في ظهر اليوم التالي، في غارات جوية جديدة نفذتها طائراتها على مدينة غزة وبلدة "بيت لاهيا" شمال القطاع.
View this post on Instagram
A post shared by Eye On Palestine (@eye.on.palestine)
ردٌ من المقاومة الفلسطينية
عشرات الرشقات ضمت مئات الصواريخ، أُطلقت من غزة في إتجاه مختلف المناطق المحتلة، كما أن صفارات الإنذار دوت أيضا في القدس المحتلة.
خاضت المقاومة الفلسطينية مواجهات مع إسرائيل بقدرةٍ صاروخية راكمتها على مدى سنوات، صحيحٌ إنها متواضعة، ما تمت مقارنتها بترسانة إسرائيل.
ولكن، يعلم الفلسطينيون أن ما لديهم لا يُحقق لهم نصرا، بل، يحقق لهم "توازن" ردعٍ ورعب للإسرائيليين.
استباحت إسرائيل قطاع غزة من شماله إلى جنوبه قصفًا وتدميرا، فبأي مدى خاضت المقاومة الفلسطينية المواجهة؟
خاضت فلسطين المواجهة بـ "قذائف الهاون، صاروخ جراد، صاروخ بدر، صاروخ القاسم، وصاروخ بُراق بنماذجه 70، 100، بالإضافة إلى النموذج الأحدث وهو بُراق 120.
ووفقًا لمخرجات المرحلةَ الأولى من عملية "وحدة الساحات"، أُطلقت مائة صاروخ، لاستهداف مستوطنات غلاف غزة، وهي: نتيفوت، وسديروت، وكيسوفيم نيرعوز، ونريم، وصوفا، وموقع فج العسكري، والعين الثالثة، والنُصب التذكاري.
بمرور الساعات، دخلت المقاومة الفلسطينية مرحلة عسكرية وجغرافية جديدة، حيث تضمنت توسيع المدى الجغرافي لصواريخها، لتصل إلى أهداف فى مركز الاحتلال الإسرائيلى: "ريشون لتسيون، وبات يام، حولون، وتل أبيب، ومطار بن جوريون"، وأيضا "السدود وبئر السبع وعسقلان".
وبالتوازى مع التقدم الجغرافى، شهدت العملية توحيدًا لصفوف المقاومة، وضم فصائل فلسطينية جديدة في المواجهة، وهي: "كتائب المواجهة الوطنية، وكتائب المجاهدين، وكتائب شهداء الأقصى".
يشار إلى أنه بعد تدخل مصر في الضغط على إسرائيل لإعلان الهدنة ووقف إطلاق النار، أصدر رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، مساء اليوم الإثنين، قوله: "العملية في غزة كان معد لها مسبقًا وفق خطة محكمة"، موضحا أنه كان لديهم المزيد من الخطط، والعديد من العمليات سواء في غزة أو الشمال أو الساحات الأخرى، وهذا تصريح لاستباحة الاحتلال دماء الأبرياء المقيدين في وطنهم.