سن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته صيام يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من محرم كونه يوماً نجا الله سبحانه وتعالى فيه موسى عليه السلام وقومه من بني إسرائيل من بطش فرعون، فحرص موسى وبنو إسرائيل على صيامه حتى أخبر النبي محمد أمته أنهم أولى بموسى والاحتفاء بنجاته فكان الندب إلى صيامه، وزاد النبي يوم تاسوعاء مخالفة لليهود، إلا أن لبعض الفقهاء رأي في مراتب صيام عاشوراء تمثلت في جواز الجمع بين تاسوعاء وعاشوراء أي يوم التاسع والعاشر من محرم، أو الاكتفاء باليوم العاشر يوم عاشوراء، أو الجمع بين عاشوراء والحادي عاشر من محرم لمن فاته يوم تاسوعاء.
حيث يستحب صوم يوم الحادي عشر من المحرم مع يوم عاشوراء لمن لم يصم يوم التاسع؛ قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" (1/ 431): [وَإِنْ لَمْ يَصُمْ مَعَهُ -أي عاشوراء- تَاسُوعَاءَ (فَصَوْمُ الْحَادِيَ عَشَرَ) مَعَهُ مُسْتَحَبٌّ... عَلَى أَنَّ الشَّافِعِيَّ نَصَّ فِي "الْأُمِّ" وَ"الْإِمْلَاءِ" عَلَى اسْتِحْبَابِ صَوْمِ الثَّلَاثَةِ، وَنَقَلَهُ عَنْهُ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ وَغَيْرُهُ، وَيَدُلُّ لَهُ خَبَرُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ: «صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا الْيَهُودَ وَصُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا»] اهـ.
كما يجوز صوم يوم عاشوراء منفردًا، ولا حرج في ذلك شرعًا؛ لمن لم يستطيع صيام التاسع أو الحادي عشر، لأنه لم يرد نهي عن صومه منفردًا، بل ورد ثبوت الثواب لمن صامه ولو منفردًا؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري في "صحيحه".
دعاء اليوم الحادي عشر من محرم
1- اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من غلبةِ الدَّينِ، وغَلَبَةِ العدِّو، وشماتَةِ الأعداءِ.
2- اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت.