انطلقت فعاليات اليوم الرابع للأسبوع الثقافي الثالث من مسجد الفتح برمسيس بالقاهرة، الثلاثاء تحت عنوان: "آداب البيع والشراء"، وذلك في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف.
وقد حاضر في الفعاليات الدكتور أحمد القاضي، كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم، والشيخ عبد الخالق صلاح إمام وخطيب مسجد الفتح برمسيس، وقدمها الأستاذ عماد عطية المذيع بالتلفزيون، والقارئ الشيخ أحمد الغيطاني قارئًا، والمبتهل الشيخ إبراهيم راشد مبتهلًا، وبحضور الدكتور سعيد حامد مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وأكد الدكتور أحمد القاضي - في كلمته- أن المساجد صارت واحة لتلاوة القرآن الكريم وتحصين النشء من الأفكار المتطرفة، مشيرًا إلى أن الأمانة من محاسن الأخلاق، والتعامل في التجارة والأمور المادية يستلزم الأمانة؛ حتى تتم الأمور والتعاملات بين الناس بلا منازعات، وبلا إثارة شرور في المجتمع، موضحًا أن الغش والخداع يجلبان على المجتمع الويلات والبغضاء والتشاحن بين الناس.
وشدد على أن الغش ليس من الإسلام في شيء، وأن الغاشَّ على خطر عظيم، فقد مر رَسول اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ) علَى صُبْرَةِ طَعامٍ فأدْخَلَ يَدَهُ فيها، فَنالَتْ أصابِعُهُ بَلَلًا فقالَ: ما هذا يا صاحِبَ الطَّعامِ؟ قالَ أصابَتْهُ السَّماءُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعامِ كَيْ يَراهُ النَّاسُ، مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي"، كما مر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في بعض الليالي يتفقد الرعية، وإذ بامرأة تقول لابنة لها: قومي إلى ذاك اللبن فامذقيه بالماء (أي اخلطيه بالماء) فقالت لها: يا أماه أو ما قد علمت بما كان من عزمة أمير المؤمنين؟ قالت: وما كان من عزمته يا بنية؟ قالت: انه أمر مناديه فنادى: لا يشاب اللبن بالماء، فقالت لها: يا بنية قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء فإنك بموضع لا يراك فيه عمر ولا منادي عمر ـ وعمر يسمع هذه المحاورة بين الأم وابنتها ـ فقالت البنت: يا أماه إن كان عمر لا يرانا ولا يعلم، فإله عمر يرانا ويعلم، والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاءِ.
من جانبه، أكد الشيخ عبد الخالق صلاح - في كلمته - أن ديننا الإسلامي شامل وكامل؛ فديننا كما هو دين العبادات فهو دين المعاملات، مشيرًا إلى أن المعاملات هي نتاج العبادات الصحيحة، وأن أكل الحلال ينور القلب ويصلحه، فتزكو بذلك الجوارح، وتُدرأ المفاسد، وتكثر المصالح.
وأكد أن أكل الحلال والسعي إليه سبب لاستجابة الدعاء، وعنوان سعادة العبد، إذ يقول (صلى الله عليه وسلم): "يا أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: "يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"، ويقول (سبحانه): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ"، ثم ذكر الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر، يَمد يديه إلى السماء: يا ربِّ، يا ربِّ، ومَطعمه حرام ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك"، فأكل الحلال، والصدق، والأمانة في البيع والشراء والمعاملات من أسباب تقدم الأمم.