خطط تايلاند للحصول على مقاتلات "إف-35 إيه" الأمريكية قد تبوء بالفشل

خطط تايلاند للحصول على مقاتلات "إف-35 إيه" الأمريكية قد تبوء بالفشلمقاتلات إف-35 إيه الأمريكية

عرب وعالم11-8-2022 | 20:40

أكدت دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية أن سعي تايلاند الحصول على مقاتلات "إف-35 إيه"، يتزامن مع تصاعد التوتر في آسيا، كما ترى أن خطط سلاح الجو الملكي التايلاندي للحصول على المقاتلات متسرعة وقد تبوء بالفشل وسط ضعف التمويل وتردد أمريكي.

وأشارت دورية "ذا ديبلومات" المتخصصة في الشئون الآسيوية - في تقرير - إلى أن سلاح الجو الملكي التايلاندي اتخذ خطوة امتلاك طائرات "إف-35 إيه" بعد الكثير من المشاحنات والتعديلات في الميزانية وسط توقعات اقتصادية قاتمة تواجه البلاد؛ إذ وافقت لجنة تدقيق الميزانية في مجلس النواب مؤخرًا على ميزانية قدرها (14.7 مليون دولار) للسنة المالية 2023 لتسهيل شراء طائرتين من طراز "إف-35 إيه"، بتكلفة إجمالية 207 ملايين دولار، وسيتم سداد المدفوعات على أقساط على مدى أربع سنوات.

ولفت ال تقرير إلى أن لجنة تدقيق الميزانية في مجلس النواب منحت وزارة الدفاع الضوء الأخضر لاستثمار 4.8 مليون دولار في بناء مصنع للذخيرة في لوبوري - وهي مقاطعة تاريخية في وسط تايلاند.

ورصد ال تقرير وجهة نظر التايلانديين، الذين يشعرون بقلق أكبر بشأن تعميق المشكلات الاجتماعية والاقتصادية؛ نظرًا لأنهم يعتبرون أن هذه الاستثمارات الدفاعية الجديدة لا معنى لها، مع تمتع تايلاند بعلاقات ودية مع جميع جيرانها والقوى الكبرى، مما يعني أن احتمال وقوع صدام مسلح يشمل تايلاند وجيش أجنبي آخر ضعيف للغاية.

وأوضح ال تقرير أن سلاح الجو الملكي التايلاندي مجهز جيدًا بالفعل بسرب من الطائرات بدون طيار، ومجموعة من طائرات "إف-16" و"إف-5" المعدلة، و12 مقاتلة سويدية "جريبن" (جاس-39) تخضع الآن لتعديلات لتعزيز القدرات القتالية الجوية؛ ومما عزز الآراء الداخلية الرافضة لهذه الصفقة هو تلكؤ تايلاند في صد توغل جوي من جانب ميانمار في وقت سابق من يونيو الماضي.

ومع ذلك، رصد ال تقرير وجهة نظر عسكرية ترى أن " تايلاند ليست بأي حال من الأحوال دولة في بيئة منخفضة التهديد، فالمعضلة الأمنية موجودة في آسيا، ويمكن القول إنها أشد من أي منطقة أخرى، واحتمال تصعيد العمل العسكري مرجح أكثر من أي وقت مضى وسط تدريبات بالذخيرة الحية واسعة النطاق من الصين حول تايوان، وفي حالة وقوع هجوم غير متوقع، لن تحظى طائرات تايلاند القديمة بأي فرصة ضد خصوم أكثر تقدمًا، كما أن أسطول جريبن لا يكفي بالتأكيد ليكون بمثابة ردع جوي موثوق به".

وذكر ال تقرير أن تايلاند تنظر إلى المستقبل وتطمح إلى أن تصبح أكبر قوة جوية في جنوب شرق آسيا؛ ما يزيد الإصرار للحصول على مقاتلات التخفي من الجيل الخامس طائرات "إف-35" الأمريكية الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية، وفيما تعد طائرات "جي-20" الصينية جيدة، لكنها غير متاحة للتصدير، كما أن مبيعات مقاتلات "سوخوي -57" الروسية تأثرت بسبب العقوبات الاقتصادية.

وأشار ال تقرير إلى أن اعتبارات السياسة الخارجية في تايلاند ساهمت بشكل كبير في تفضيل المقاتلات الأمريكية على خلفية التنافس الجيوسياسي المتزايد، إذ سعت تايلاند بشكل متزايد إلى تنويع موردي الأسلحة للتحوط بين الكتلة الغربية التي تقودها الولايات المتحدة و"المحور" الذي تقوده الصين، وطلبت حكومة البلاد بالفعل غواصات وفرقاطات ودبابات من الصين، للحفاظ على التوازن المنشود.

وتطرق ال تقرير - أيضًا - إلى التردد الأمريكي في الموافقة على تصنيع المقاتلات لصالح تايلاند وسط القيود المالية أمام سلاح الجو التايلاندي، فيما اختارت تايلاند شراء المقاتلات (الأرخص ثمنًا) بدون تجهيز ملائم وسط تصريحات سلاح الجو بأن تايلاند ستقوم من جانبها بتجهيز المقاتلات بأنظمة أسلحة خاصة بها، الأمر الذي يثير تلقائيًا تساؤلات حول فعالية الطائرات الحربية، فإذا لم يحصل سلاح الجو التايلاندي على المقاتلات بتجهيزاتها الكاملة ، فلا داعي لشرائها.

واعتبر ال تقرير أن ما أعلنه سلاح الجو التايلاندي من خطة طموحة لامتلاك 12 مقاتلة "إف-35" بحلول 2032 أمراً مكلفًا، وربما يكون غير واقعي ويستنزف ميزانية البلاد، كما أن تكاليف تشغيل وصيانة هذه المقاتلات باهظ الثمن، لدرجة أن القوات الجوية الأمريكية لا تستطيع بشكل فعلي استبدال جميع طائرات "إف-16" القديمة، غير أن العديد من المراقبين يتفقون على أن برنامج تايلاند للحصول على مقاتلات"إف-35" قد ينتهي به الأمر إلى "الوفاة" إذا لم يتمكن مطور المقاتلات مؤسسة "لوكهيد مارتين" من خفض التكاليف ومعالجة أوجه القصور الفنية الأخرى.

أضف تعليق