غزة.. وأشياء أخرى

غزة.. وأشياء أخرىسعيد عبده

الرأى12-8-2022 | 13:14

أوراق اعتماد الحكومة الإسرائيلية فى الانتخابات القادمة فى مواجهة حزب الليكود وبعد مرور عام ونصف على اعتداءات الجيش الإسرائيلى على غزة فى مايو العام الماضى ومرت الذكرى السنوية بسلام بعد نجاح الدبلوماسية المصرية فى وقف إطلاق النار حقنًا للدماء الفلسطينية ووقف الدمار الشامل، الذى تعرضت له غزة وأبناؤها فى تلك الأيام.

ولا تزال إعادة الإعمار، الذي تقوم به مصر فى القطاع مستمرًا ولم ينته حتى بداية الاعتداء الغاشم الأخير.

وكان حصاده فى ثلاثة أيام 47 شهيدًا بينهم عدد من الأطفال والنساء إضافة إلى 360 مصابًا بجروح متفاوتة كل ذلك فى ثلاثة أيام والجهود الدبلوماسية المصرية بدأت منذ أول لحظة وبصعوبة شديدة ومالها من ثقل دولى وأدوات لدى الطرفين بحمد الله وصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

قدمت الحكومة الإسرائيلية الحالية نتائج هذا العدوان لتصحيح المسار وقربان للناخب الإسرائيلى للحفاظ على أدوات النجاح فى معركة الانتخابات القادمة.

ستظل أوراق اللعبة مفتوحة بين الطرفين؛ لأن أسباب الخلاف لا تزال موجودة وأن تفرض القوة الغاشمة رأيها على الطرف الأضعف فى ظل حماية أمريكية ورعاية يؤكدها كل رئيس أمريكي وكأنها جزء مهم من وظيفة الرئيس الأمريكى أن يحافظ على أمن إسرائيل.

وكانت الرحلة الأخيرة للرئيس بايدن من أهم الخطوات للتأكيد على أمن إسرائيل وأين أمن وحقوق الشعب الفلسطيني الأعزل؟ وليس لهم إلا الله فهم يعيشون فى ظل تهديد دائم وأيام صعبة يدفع ثمنها أجيال وراء أجيال منذ تأسيس دولة إسرائيل.

والإضافة المهمة من جانب العرب تأييد القضية الفلسطينية بالتصريحات وأصبحت القضية عند معظم العرب فى ذيل الأولويات ولا يخرج الأمر عن عبارات شجب وتنديد بالاحتلال وعدم السعى بقوة للحصول على حق هذا الشعب، مضيفة إليها مشاركة الفلسطينيين أنفسهم فى ضياع هذا الحق أو تأجيله وعدم وضعه على الأجندة الدولية للمشاكل المهمة بانقسامهم وضياع القضية بينهم أولا قبل أن تضيع مع العرب أو فى الأمم المتحدة.

لابد من استيعاب الدروس والنتائج، التى تحدث على الأرض والتى تؤكد أن الانقسام الفلسطينى ليس فى صالح القضية ونتيجته مسلسل الاعتداءات ووقف دخول المواد اللازمة لهم للحياة من خلال غلق المعابر مع كل حدث وأيضًا منع الفلسطينيين من الدخول والعمل فى إسرائيل.

وأقول «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» أفيقوا أيها الفلسطينيون وكونوا على كلمة سواء لتستطيعوا أن تعرضوا مشاكلكم على العالم ويقف معكم العالم هذا لصالح الأجيال الموجودة والأجيال القادمة.

روسيا.. أوكرانيا

لا تزال الحرب دائرة فى الأراضى الأوكرانية على الرغم من بدء تنفيذ الاتفاق بين روسيا و أوكرانيا فى تركيا وخروج آمن للحبوب من الموانئ الأوكرانية وفك الحصار عن إبحار السفن محملة بالحبوب فى ظل أزمة غذائية كبيرة أحدثتها الحرب وأثرت على العالم كله..

وأبحرت عدة سفن بسلام على الرغم من بعض المشاكل.. ولكن سيطرت روسيا على أجزاء كبيرة من أوكرانيا بالرغم من الدعم المباشر من أمريكا وأوروبا بالسلاح الحديث وكذلك الأموال بدون حدود للجانب الأوكرانى بهدف هزيمة روسيا..

هذا على الرغم من ظهور رئيس أوكرانيا فى تصريح بأن كل ما قدم من دعم مادى أو عسكرى لم يحقق شيئا أمام تقدم الآلة العسكرية الروسية، التى حققت حتى الآن بعد فترة من الحرب نتائج على الأرض لتحقق أمن روسيا فى ضوء زحف دول الناتو من جوار روسيا وبدء قصة زابوروجيا النووية كفصل جديد فى تصعيد الحرب بأوكرانيا.

الصين.. تايوان

هناك إصرار أمريكى على إيجاد بؤر توتر فى كل مكان فى العالم ولم تكتف بمصادر التوتر الموجودة وتوريط أوروبا فى النزاع مع روسيا واغتيال الظواهرى فى أفغانستان، على الرغم من إعلانها الانسحاب الكامل للوجود الأمريكى هناك..

ولكن يبدو أن لكل رئيس أمريكى أن يعلن عن قتل زعيم من القاعدة ولكن موجودة وفروعها الجديدة منتشرة فى إفريقيا وآسيا من داعش وغيرها وتستطيع أمريكا لو تعاملت بجدية فى هذا الملف أن تغلقه خلال فترة قصيرة.. ولكن يبدو أن هناك الكثير مما لا نعرفه فى السياسة أو كواليسها..

أصرت نانسى بيلوسى أن تزور تايوان ضمن جولة لها فى آسيا لتحدث شرخا جديدا فى العلاقات الصينية الأمريكية، على الرغم من الاستقرار الدولى لصين واحدة وعدم التدخل فى هذا الملف..

إن هذه الزيارة كان الهدف منها هو إدخال التنين الصينى أو جره إلى صراع مسلح مثل روسيا – أوكرانيا..

ليصب كل هذا فى مصلحة القطب الواحد لإدارة العالم والمسارعة فى إنهاك الاقتصاد الصينى وشغلها عن دعم روسيا..

إن تنامى الصين كقوة اقتصادية كبيرة ومؤثرة فى العالم.. بل وأيضا قوة عسكرية يقلق أمريكا، خاصة التطور المفاجئ فى القوة العسكرية الصينية.. ولكن حكمة الجانب الصينى ساعدت على عدم الوقوع فى الفخ الأمريكى.. على الرغم من عدم رضاء قطاع كبير من الشعب الأمريكي عن تصرف بيلوسى..

وإن غدًا لناظره قريب.

أضف تعليق