هى فى الحقيقة لعنة مادية محسوسة وملموسة لها طعم ولوم ورائحة تنطلق من كل مكان يكون على موعد قريب مع انتخابات أى كان نوعها..
هذه اللعنة لم تعد كما كنا نراها فى الانتخابات متجسدة فى أفعال يغلفها النفاق والرياء من المرشحين، أملاً فى الفوز بصوت الناخب البسيط المستدرج فى كل الأحوال إلى فخ كبير، ولكنها أصبحت لعنة بلون الدم ورائحة الموت ورأيناها متجسدة وتفوح فى غزة الفلسطينية بعدما أقدمت آلة الحرب الإسرائيلية على قصفها قبل أيام من نجاح المساعى المصرية فى وقف هذه الاعتداءات وإعادة الهدوء النسبى إلى القطاع.
ما حدث فى غزة خلال الأيام الماضية فى ظنى أن سببه الأساسى اقتراب الانتخابات الإسرائيلية والتى ينتوى رئيس الوزراء الحالى يائير لبيد خوضها فلقد قرر هو الآخر أن يداعب خيال وأفكار وعقول الناخب الإسرائيلى بفكرة رئيس الوزراء القادر على حمايتهم من صواريخ حماس وفتح بالضبط مثلما كان يفعل نتنياهو فقد أطلق "لبيد" ذئابه نحو قطاع غزة وبدأت شرارة خطته لخوض الانتخابات باعتقال بسام السعدى القيادى فى حركة فتح وأكثر من 20 ناشطا آخرين.
واغتيال بعض القيادات فى الحركة ومنهم تيسيرالجعبرى قائد سرايا القدس وهو ما انطلقت بعده الصواريخ من غزة، وهذا بالضبط ما أراده "لبيد" دعمًا لفكرة خوضه الانتخابات القادمة..
وبين "القبة الحديدية" والصواريخ المنطلقة من غزة انطلقت صافرات الإنذار فى تل أبيب وجرى الإسرائيليون مذعورين نحو الأنفاق فيما شاهدنا صراخ واستغاثات الأشقاء الفلسطينيين من هول هجمات الصواريخ الإسرائيلية على منازلهم.
أرادت إسرائيل اختبار تطوير القبة الجديدة وقد فعلت وأرادت اعتقال واغتيال بعض القيادات الفلسطينية فى حركة فتح وغيرها وقد فعلت وأرادت أن تدمر ورش تصنيع وتجميع الصواريخ التى تأتى إلى غزة من الخارج، وقد فعلت، نجحت إسرائيل فى أهدافها الدموية ووقع الفلسطينيون فى فخ الانتخابات وأصابتهم لعنتها ولم يكن لهم سوى (مصر) التى كانت وماتزال فى ظهر أشقائها الفلسطينيين، ومثلما تدخلت فى الأحداث التى جرت قبل العام الماضى وتمكنت من التوصل إلى اتفاق ووقف التصعيد والعنف، وبادرت بتقديم المساعدات للأشقاء لإعادة إعمار منازلهم، تدخلت أيضا الأسبوع الماضى وتمكنت من وقف التصعيد وإعادة الهدوء إلى القطاع ولاقى المجهود المصرى تقديرًا من الجانبين، الفلسطينى والإسرائيلى، وأيضا أمريكا والأمم المتحدة وتلقت القيادة المصرية الشكر من جهات كثيرة لمجهودها الملحوظ فى هذا الشأن.
قد تكون الأوضاع هدأت الآن فى غزة ولكن لابد أن ينتبه إخواننا فى فلسطين لهذا الفخ، "فخ الانتخابات" الذى نصبته إسرائيل ليحقق قادتها مصالحهم، ويحرصوا على توحيد صفوفهم تفاديًا للوقوع فى هذا الفخ.