أكدت صحيفة "اللواء" اللبنانية أهمية الحضور المصري لحل الصراعات في المنطقة.. ورأت أن الدور المصري مترفع دائما عن السياسات الاستعراضية والارتجالية بشكل قد يساهم في عودة الحياة الى الانتظام في بلاد الشام، وخصوصا مع الفهم المصري العميق لأعباء تراكمات النزاع العربي الاسرائيلي الطويل ومخاطره الدائمة والداهمة مع عودة احتمالات الحروب الاستباقية المستجدة والمرتقبة وتأثيرها السلبي على تماسك النسيج المجتمعي الطبيعي والانسيابي للمكونات الوطنية.
وأوضحت الصحيفة - في الصفحة الأولى بعددها الصادر اليوم السبت، أن الحضور المصري الفاعل في قطاع غزة والعراق أعاد بعض التوازن للشرعية العربية، مشيرة إلى أن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال قمة جدة للأمن والتنمية، التي عقدت في المملكة العربية السعودية الشهر الماضي كان بمثابة رؤية عربية متقدمة لمستقبل الدولة الوطنية المستقرة، وكأن الرئيس السيسي أراد أن يتحدث عن ضرورة إرساء قواعد الانتظام بعد سنوات طويلة مع استراتيجية الفوضى الفتاكة نتيجة ما وصفته الصحيفة بـ"المغامرات الأمريكية" الفاشلة، سواء بالتدخل العسكري في العراق أو الانسحاب منه.
وأضافت الصحيفة، في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان (الحضور المصري وانتظام بلاد الشام الجديدة) أن الرئيس السيسي استطاع مع الجيش المصري حماية مصر من الوقوع فيما وصفته بـ"متاهات الفوضى الأمريكية المدمرة"، لافتة إلى أن هذه الفوضى لا تزال تسيطر على معظم الواقع العربي.
وشددت على أن خطاب الرئيس السيسي في جدة جاء بمثابة "دفتر شروط عربية" حول ضرورة عودة الانتظام الى مجتمعات بلاد الشام الجديدة مع إعلان عودة أمريكا إلى المنطقة.
وأشادت الصحيفة بالاهتمام المصري المميز بالعراق، منوهة بأنه يهدف إلى تعزيز الحوار الوطني بين المكونات العراقية وتجديد أسس الوحدة الوطنية وتقديم العراق كنموذج للمصالحة المجتمعية في دول بلاد الشام الجديدة.
وشددت الصحيفة كذلك على أن الدور المصري الاستثنائي برز في أحداث غزة ليتمكن من استيعاب التداعيات ومنع الانزلاق إلى حرب مدمرة مع ضمانات دولية غير مسبوقة والتعهد بمعالجة موضوعات الخلاف.