أمريكا وروسيا.. حروب البحار الثلاثة

أمريكا وروسيا.. حروب البحار الثلاثةجمال رائف

الرأى14-8-2022 | 14:26

تزداد مع الوقت رقعة صراع النفوذ الدولي بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، فبعد توقيع الأخيرة بروتوكولات انضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو بهذه السرعة، يتضح أن التواجد الروسي فى بحر أزوف والبحر الأسود جنوب شرق أوروبا يقابله محاوله أمريكية للسيطرة والتواجد فى بحر البلطيق شمال شرق أوروبا بمساعدة حلف الناتو، ولنفس السبب انطلقت منذ بداية الأزمة عدد من التدريبات لدول الناتو وأيضا فنلندا والسويد بهذا النطاق الجغرافى.

الجانب الغربي يخشى من السيطرة الروسية على الممرات الملاحية بشمال وجنوب شرق أوروبا، بعد أن أسفرت السيطرة الروسية على بحر "ازوف"، بالتحديد عن أزمة غذاء عالمية بعد تعطل حركة النقل البحري بسبب العمليات العسكرية، سيناريو تخشي واشنطن تكراره فى البلطيق وحينها ستتحول الأزمة إلى كارثة تعطل سلاسل النقل والإمداد القادمة من هذا النطاق، بجانب الخسائر السياسية التي سيخسرها الغرب أمام الهيمنة الروسية على تلك البحار، لهذا تدفع أمريكا بكل من فلندا والسويد سريعا للانضمام لحلف الناتو فى محاولة لتعزيز جبهة الحلف على شواطئ البلطيق، هذا أيضا لا يعني أن أمريكا ستترك البحر الأسود مجالا رحبًا للسيطرة الروسية، بل ستواصل ما بدأته قبل الأزمة الروسية الأمريكية من محاولات تواجد وفرض نفوذ ظهرت عبر المناوشات العسكرية بين أمريكا و روسيا فى هذا النطاق، لنجد كل من البحار الثلاثة (الأسود - أزوف - البلطيق)، هم ساحات صراع بحرية بين الجانبين، لهذا يسعي كل طرف للتمركز بالنقاط ذات الأهميـــة الجيوسياسية، وهو ما يبرر سرعة انضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو.

ما هو يعد مكسب للحلف الأطلسي هو فى واقع الأمر خسارة للمجتمع الدولي الذي سيفقد نقاط حياد مهمة كانت محور التقاء الشرق بالغرب فى غالبية المباحثات السياسية والدبلوماسية، حيث تمتع الدولتين بحياد مكنهما من لعب دور الوساطة الدولية فى الكثير من القضايا والأزمات العالمية، خسارة دبلوماسية، ربما لا ينظر لها فى ظل تعزيز الانتشار العسكري للقوى الكبرى كسلاح ردع يدعم صراع النفوذ.

أضف تعليق