وزير الرياضة اللبنانى: الرئيس السيسي شخصية استثنائية

وزير الرياضة اللبنانى: الرئيس السيسي شخصية استثنائيةوزير الرياضة اللبنانى

شهدت أروقة وزارة الشباب والرياضة اللبنانية، نشاطًا ملحوظًا فى مختلف قطاعاتها خلال الأشهر القليلة الماضية، وفى فترة وجيزة ترجم وزير الشباب والرياضة جورج كلاس طموحاته للارتقاء بواقع الرياضة والشباب فى مختلف المجالات واكتشاف المواهب وتنميتها والارتقاء بها وتطويرها من أجل خدمة لبنان، إلى أفعال مجسدة، الدكتور جورج كلاس، وزير الشباب والرياضة اللبناني، حائز على دكتوراه فى الآداب عام 1984 من جامعة القديس يوسف وماجستير الألسنية اللغوية عام 1981 من الجامعة اللبنانية، وإجازة فى الحقوق والعلوم الإدارية عام 1980 وإجازة فى اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية، شغل منصب عميد كلية الإعلام والتوثيق فى الجامعة اللبنانية ومدير عام الأبحاث والدراسات فى مجلس النواب بين عامى 2005 و2006 ومدير كلية الإعلام والتوثيق فى الجامعة اللبنانية الفرع الثانى بين عامى 1999 و2005، عن واقع الشباب والرياضة فى لبنان، وأهم الصعوبات التى واجهته فى بداية توليه وزارة الشباب والرياضة، وخطته فى تطوير ملف الرياضة فى لبنان، وكواليس التعاون اللبنانى والمصرى خلال الفترة المقبلة، كان لـ «أكتوبر - بوابة دار المعارف» حوار خاص مع وزير الشباب والرياضة اللبناني، وإليكم نص الحوار:

شاركتم فى لقاء وزراء الشباب والرياضة العرب مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.. فما انطباعكم عن لقاء الرئيس السيسي وما أهم التوصيات التى تم إقرارها فيما يتعلق بلبنان؟

الرئيس السيسى شخصية استثنائية، تُدرك أنها تحمل على كاهلها حملاً كبيرًا فى توقيت صعب، تُدرك أنها تقود بلدًا بحجم وقيمة وموقع مصر الجغرافى والسياسى والتاريخى والحضاري، فتمضى به فى طريق النهضة والعمران والتطور والرقيّ نحو بناء «الجمهورية الجديدة»، وهو ما بدأنا نتلمّسه ونشاهده فى كل مكان فيها، وتُدرك أنها تلعب دورها الرئيسى فى قيادة أمّة كاملة.

وسعيد بفرصة أن ألتقى بهذه الشخصية الفذّة ذات الرؤية الواضحة، التى تبرز فى كل كلمة وعبارة وتصرّف، فى العودة بمصر الغالية نحو المستقبل، وربطها بماضيها المجيد، وفى اهتمامه بكل ما يتعلق بالتنمية التى تبرز فى المشروعات العملاقة كقناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية والمدن الجديدة وشبكة الطرقات الهائلة، ومبادراته تجاه الشباب مثل «مستقبلنا فى أيدينا» و«البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة» و «مهنتك مستقبلك» و «التحول الرقمي»، والدعم اللامحدود الذى يمنحه لوزارة الشباب والرياضة بقيادة الوزير النشيط الصديق الدكتور أشرف صبحي.

بخصوص تثبيت تمويل بيروت عاصمة الشباب العربى 2022 بمبلغ مائة ألف دولار.. مع إمكانية زيادة المبلغ ومضاعفته.. ماذا أنجز فى هذا الإطار؟

للأسف، لم يُنجز شيء بعد سواء فى مبلغ المائة ألف أو مُضاعفته، والمسألة فى يد قطاع الشئون الاجتماعية فى جامعة الدول العربية وإدارة الشباب والرياضة فيه، لصرف وتحويل المبلغ «المُضاعف» من الصندوق العربى لدعم الأنشطة الشبابية والرياضية إلى وزارة الشباب والرياضة اللبنانية.

فى هذا الإطار، تم طرح مسألة تسريع إجراءات التحويل من قبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتى مع الدكتور أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة، خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، وتُرجم ذلك من خلال كتاب رسميّ وجهناه كوزارة إليه بناء على توجيهات الرئيس.

كما وجهنا كتابًا بالمعنى نفسه إلى الدكتور أشرف صبحي، بصفته رئيس المكتب التنفيذى لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، نظرًا لانعقاد المكتب التنفيذى قريبًا، وكلنا ثقة باحتضانه لهذا الملّف واهتمامه به، باعتبار لبنان يعنيه تمامًا كما مصر، وكلنا إيمان أيضًا بالرعاية الكاملة التى يحظى بها هذا الموضوع من قبل الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لقطاع الشئون الاجتماعية، والوزير المفوّض فيصل الغسال، مدير إدارة الشباب والرياضة فى الجامعة.

وكان من أبرز مقررات مؤتمر وزراء الشباب والرياضة العرب الخامس والأربعين، الإعلان عن جائزة التميز العربية، وإطلاق المبعوثين الافتراضيين للشباب العربى تحت عنوان طارق وبلقيس، وإطلاق جائزة «ذا فيرست» التى أقرها المجلس لاختيار أفضل رياضى عربى رائد، والإعلان عن «الشارقة عاصمة الثقافة الرياضية العربية».. حدثنا عن أهمية ذلك؟

يعكس ذلك كله، الدور المهم الذى يلعبه مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، وقطاع الشئون الاجتماعية فى جامعة الدول العربية وإدارة الشباب والرياضة فيها، تجاه الشباب العربي، فهذه الأنشطة الرائدة تُعبّر عن مدى إيمان الجامعة والحكومات العربية بدور الشباب وضرورة احتضانهم ورعايتهم، وتحديدًا من قبل وزراء الشباب العرب، خصوصًا فى ظل الأحداث الكبرى المتتالية والتطورات العلمية والتكنولوجية وثورة الاتصالات، وما جائزة التميز العربى والمبعوثين الافتراضيين للشباب العربى وجائزة «ذا فيرست» والإعلان عن «الشارقة عاصمة الثقافة الرياضية العربية»، إلا تعابير متنوعة وذات تأثير فى اتجاهات مختلفة.

حقق لبنان العديد من الإنجازات فى عهدكم.. آخرها الوصول إلى نهائى كأس آسيا لكرة السلة فكيف تحديتم الصعاب والمعوقات للوصول إلى تلك النتائج المشرفة؟

سأكون عادلاً ومُنصفاً بالقول إن الإنجازات التى تحققت فى كرة السلة وكرة القدم والعديد من الألعاب الرياضية، يعود الفضل فيها بشكل أساسى إلى تضحيات الاتحادات الرياضية واللاعبين وأهاليهم، فهم يقاتلون باللحم الحيّ، ويستخدمون علاقاتهم ومبادراتهم الفردية لتمويل احتياجاتهم وتحقيق طموحاتهم، ونحن كوزارة نعمل حاليًا كمساندين، فى ظل الأوضاع المالية الصعبة التى تعيق سبل الدعم والتمويل، ونسعى لوجستيًا لتسهيل مهامهم ما أمكن ذلك، واستغل هذا المنبر العربيّ، لأوجه لهم التحية والشكر على ما يفعلون، باسمى واسم الحكومة وكل لبنانيّ ساهموا فى جلب الفرح إلى قلبه.

ما تعقيبكم عن واقع الرياضة اللبنانية خلال السنوات الأخيرة؟

واقع الرياضة اللبنانية خلال السنوات الأخيرة، وتحديدًا منذ الربع الأخير من العام 2019 هو واقع صعب، بفعل الأحداث السياسية المتتالية التى عصفت بلبنان، وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية الهائلة على جميع القطاعات، وفى طليعتها الرياضة، وانهيار القوة الشرائية للعملة الوطنية، وابتعاد الشركات الراعية ورجال الأعمال عن الرياضة، بالإضافة إلى ما تركته تداعيات الأوضاع الصحية على العالم و لبنان على السواء، وتراجع قدرة الدولة على دعم الحركة الرياضية إلى حدود كبيرة للغاية، لكن المبادرات الإيجابية الكبيرة التى تقوم بها الاتحادات الرياضية هى أمر تُرفع له القُبّعة، وهى موقع احترام من الجميع دون استثناء.

طلبتم استضافة لبنان للمركز العربى الإقليمى لمنتدى التعاون الإسلامى للشباب.. ما أهمية هذه الاستضافة؟

منتدى التعاون الإسلامى للشباب هو مؤسسة مهمة، كونها مؤسسة جامعة، تقوم بالأنشطة على مستوى العالم الإسلامي، وتُقدّم الدعم للمشاريع ذات الصلة، وقد كان لنا تجارب طيبة معها، ونعلم بأن استضافة لبنان للمركز العربى الإقليمى للمنتدى، سوف يعزز من دور بلدنا فى استقطاب الكوادر العربية والإسلامية للمشاركة فى أنشطة ومشاريع كبيرة، ويخدم الشباب اللبنانى فى الاحتكاك واكتساب الخبرات، ويجعل من بيروت مركزًا للتواصل، وهى مسألة ذات أبعاد كبيرة، خصوصًا فى ظل الأوضاع الصعبة التى نعيشها.

ماذا ترى الدور المصرى فى لبنان؟

نقلت رسالة صادقة من الرئيس العماد ميشال عون، الرئيس نبيه بري، والرئيس نجيب ميقاتي، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مفادها الشكر العميق على كل ما قدمته وتقدمه وستقدمه مصر ل لبنان من دعم مستدام فى كل المجالات.

هذا الشكر طبيعى جدًا، فلطالما كانت مصر الأم والحضن والصديق، و الرئيس السيسي هو الذى أكّد خلال المؤتمر الدولى الثالث لدعم الشعب اللبناني، الذى نظمته فرنسا والأمم المتحدة، بمشاركة مجموعة من رؤساء الدول والحكومات، أنَّ يد مصر ممدودة للتكاتف، وتسخير كل إمكانياتها لدعم لبنان، وهو ما حصل بالفعل فى مناسبات عدّة، حيث كانت مصر على سبيل المثال أول من وقف داعمًا بعد انفجار الرابع من آب - أغسطس فى مرفأ بيروت.

ولطالما عبّر مصر و لبنان تاريخيًا فى كل مواقفهما، عن عمق العلاقات ‏الوطيدة بين البلدين على المستويين الرسمى والشعبي، وحرص مصر على سلامة ‏وأمن واستقرار لبنان، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات ‏فى المنطقة.

ما تقيمكم لجهود الرئيس السيسي وما بذله من إسهامات منذ نكبة انفجار المرفأ إلى جائحة كورونا وتداعياتها إلى تسهيل تصدير المنتجات اللبنانية واهتمامه بقضايا لبنان؟

إننا نعوّل بصدق على دور جمهورية مصر العربية عمومًا، وجهود الرئيس السيسي خصوصًا فى دعم لبنان، وتسهيل ما نحتاج إليه سواء فى مجال الطاقة أو الدعم الصحّى وتسهيل المنتجات اللبنانية وخلافه، لكننا ننظر أيضًا بعين الأخ الصغير إلى الدور الجامع الذى لعبه ويلعبه الرئيس، الأخ الأكبر، فى عودة الأشقاء العرب إلى لبنان، واحتضانهم له، وهو الشخصية الفريدة المقبولة من الجميع، والقادرة على لعب هذا الدور.

جاء فى تصريح لكم «لقد أطلقتم فى منتدى شباب العالم.. الذى عقد فى شرم الشيخ.. خطاب السلام الذى توجهتم به إلى شباب وشابات العالم انطلاقا من إنسانية السلام ورسالة الأديان وتنامى الحضارات»، كيف ترى أهمية مؤتمرات الشباب التى تعقد فى مصر؟

صحيح، فهذه المبادرة تعكس الرؤية الشاملة لدى الرئيس السيسي لدور مصر فى العالم، ولضرورة الاعتراف بالمشكلات الجمّة التى تواجهها الكرة الأرضية ككل وتضع مستقبلها أمام مخاطر حقيقية، لأن تجزئة المصاعب غير طبيعي، والجمع ضرورى من خلال إنسانية السلام ورسالة الأديان وتنامى الحضارات، ومن خلال توحيد الجهود فى محاربة ثنائية الفقر والجهل، وسواها من العناوين الأساسية التى تخدم الإنسان.

هى دعوة من أجل الإنسانية جمعاء، ودعوة لتجاوز تحديات البقاء، والاهتمام الجمعيّ بقضايا تمس المجتمعات كافة، ودعوة للاعتراف الشامل بدور الشباب، وإطلاق حوار عالمى بين الشباب.

تعمل جاهدًا على صياغة خطة عمل وطنية شبابية.. فهل من الممكن أن تحدثنا عن ملامح تلك الخطة؟

بصراحة، خطة العمل الوطنية الشبابية، التى نعمل على إنجازها والإعلان عنها قريبًا، بالتعاون مع مؤسسات محلية ودولية، هى خطة تنفيذية منقّحة ومُطوّرة للسياسة الشبابية التى أقرّتها الحكومة اللبنانية فى العام 2012، والتى شارك فى إعدادها قطاعات حكومية ومحلية أهلية ودولية، وتعذّر تنفيذها خلال السنوات العشر الفائتة بفعل الظروف والأوضاع التى توالت علينا.

نعمل اليوم على استكمال هذه الخطة التنفيذية فى بنود محددة قابلة للتنفيذ، تراعى المتغيرات والظروف الراهنة وإمكانيات الدولة، ونأمل أن يتم إنجازها والإعلان عنها قريبًا.

ونسعى فى خطة العمل التنفيذية هذه، أن نراعى تطلعات الشباب وانتظاراته، وأن نتوافق وخصوصيات المجتمع اللبنانى الانفتاحى والملتزم بالقيم والصريح الانتماء إلى أصوله وتراثه وإيماناته الروحية، التى تشكل مكونا إنسانيا حضاريا فريدًا.

ماذا عن اتفاقيات التعاون المرتقبة بين مصر و لبنان فى المرحلة المقبلة؟

هناك اتفاقية تعاون موّقعة بالفعل بين وزارتيّ الشباب والرياضة فى البلدين، وهناك برنامج تنفيذى موّقع أيضًا لهذه الخطة، ونتواصل مع الصديق الدكتور أشرف صبحى وفريق عمله، لترجمة الاتفاقية وبرنامجها التنفيذى إلى أنشطة فى القريب العاجل، بما يتناسب مع حاجات الشباب فى البلدين، والإمكانيات التى نمتلكها حاليًا.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2