عودة مصاصى الدماء على أيدي علماء

عودة مصاصى الدماء على أيدي علماءحسين خيرى

الرأى15-8-2022 | 08:34

تحولت صناعة أفلام الرعب من واقع افتراضي إلي ممارسات طبيعية وواقعية، وتبدلت المشاهد السينمائية بشرب دراكولا للدماء لاستمرار بقائه علي الحياة بمحاولات لتجارب علمية بهدف عودة الشيخ الكبير المسن إلى شاب يافع.

وفى وقت تزايد الإقبال علي فقاعة تأجيل الموت تروج إحدى الشركات البريطانية منذ سنوات قليلة لشراء أحذية من جلد الإنسان، ويتخطي سعر الحذاء الواحد آلاف الدولارات، ولا تستغرب من ارتداء إنسان حذاء من جلد شقيقه الإنسان.

وحكاية عودة مص دماء الشباب أو نقلها عبر الوريد ترجع إلي أحلام باحثين فى إطالة العمر وتأخير الشيخوخة، واستطاع علماء أمريكيون بجامعة واشنطن التوصل إلي مؤشرات حول تحقيق تلك الفرضية، وكشفوا مركبا فى دم الفئران الشابة ويتوافر فيه بغزارة ذلك ويطيل العمر بنسبة 16% وقت نقله إلي كائنات مسنة.

ويظل ما يلفت الانتباه بقوة أن كثيرًا من المحدثين فى العصر الحالى يرسخون لمنهج أقرب إلي حياة الذئاب وإلى كل ما هو شاذ، ويؤطر هؤلاء لهذا المنهج بقواعد منطقية وبنظريات علمية، ويلهثون جاهدين لإثبات ذلك بكل السُبل.

ولا يهم واضعو منهج الذئاب سوى الربح مهما كانت وسيلته أو مصدره، ويسعون حثيثا فى تقنينها بحيل قانونية كمن يشرع لموت إنسان علي قيد الحياة لمجرد أنه يرغب فى الانتحار، ويعرضون عليه كل وسائل التخلص من الحياة سواء من خلال نومه فى نعش مجهز لقتله أو باستنشاقه عطرًا سامًا.

ونهجت شركات عابرة للقارات منهج مصاصى الدماء، وشرعت فى تشجيع عملائها بالتبرع بجلودهم بعد موتهم وسلخهم فى مشرحة تابعة لشركة كبري، وتعمل تحت أعين سلطات الدولة وفى إطار قانونى حتى يتسنى لها صناعة منتجات جلدية من البشر وطرحها فى الأسواق بآلاف الدولارات.

وشركات عملاقة أخرى تنفق على أبحاث علمية تستخرج بلازما من متبرعين بدمائهم لإعادة نضارة الوجوه التي تعلوها التجاعيد، وهذا ما روجت له "كيم كاردشان" بظهور وجهها مضرجا بالدماء، وتتغاضى هذه الشركات تماما عن الترويج للتبرع بالدم لإنقاذ حياة ملايين المرضي، وحاليا تئن بنوك الدم حول العالم من انحسار مخزونها من فصائل الدم.

وفكرة صناعة منتجات من جلد إنسان فكرة قديمة، وكانت قاصرة علي حالات محدودة، استخدمها أحيانا مجموعة تتسم بأخلاق إجرامية تتشابه حديثا مع واضعي منهج الذئاب، وآخرين صنّعوا منتجا جلديا من جلد مجرم كأسلوب للترهيب، وهو ما أمر به قاضى أمريكى فى عام 1833 بإعدام مجرم فرنسى مقيم بولاية نيوجيرسى وسلخ جلده.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2