«ذا ديبلومات»: التهديدات الأمنية بأفغانستان تلقي بظلالها على التدريبات العسكرية لأوزبكستان وطاجيكستان

«ذا ديبلومات»: التهديدات الأمنية بأفغانستان تلقي بظلالها على التدريبات العسكرية لأوزبكستان وطاجيكستانتدريب

عرب وعالم15-8-2022 | 13:31

قالت مجلة "ذا ديبلومات"، المتخصصة في الشئون الآسيوية، إن التعاون العسكري المتزايد بين أوزبكستان وطاجيكستان خلال السنوات الأخيرة لم يعكس مدى التعاون الوثيق بين البلدين فحسب، بل يؤكد كذلك توافق قادة البلدين على ما يرونه تهديدات أمنية من جانب جارتهما أفغانستان، وذلك رغم اختلاف أسلوب كلا البلدين في التعاطي مع نظام طالبان الحاكم في أفغانستان.

وأشارت المجلة إلى أن هذا التوافق أظهرته التدريبات العسكرية المشتركة الأخيرة بين البلدين، والتي انطلقت في 4 أغسطس الجاري بمدينة "ترمذ" الأوزبكية على الحدود مع أفغانستان، فضلا عن اللقاءات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين.
ووفقا لبيان لوزارة الدفاع الأوزبكية، فقد ركزت التدريبات المشتركة، "كومنولث 2022"، بشكل أساسي على كيفية التصدي لأي اختراق لحدود البلدين، حيث تضمنت التدريبات محاكاة لصد هجمات حدودية، مؤكدة نجاح القوات المشاركة في تدمير أهدافها بدقة باستخدام البنادق الآلية والدبابات والمدفعية وغيرها من الوحدات القتالية الأخرى.


وأوضحت المجلة أن وزارتي دفاع البلدين لم تكشفا عن حجم القوات المشاركة في التدريبات التي اختُتمت بوصول وزير الدفاع الطاجيكستاني شيرالي ميرزو إلى طقشند في 9 أغسطس للاجتماع مع نظيره الأوزبكي الفريق باهونير كوربانوف.
وأعرب كوربانوف خلال اللقاء عن ثقته في إمكانية توسيع آفاق التعاون بين البلدين، كما أشار الجانبان إلى إمكانية دفع علاقات التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي، والتعاون في مجال العمل الإنساني والمسائل المتعلقة بالأمن والدفاع. كما وقعا اتفاقية لتوفير فرص تدريب لأفراد الجيش الطاجيكستاني في بعض المؤسسات الأوزبكية.


ولفتت "ذا ديبلومات" إلى أنه على الرغم من أن التدريبات المشتركة لم تتضمن أي إشارة مباشرة إلى التهديد الأفغاني، إلا إن جميع النقاشات الأمنية بين مسؤولي البلدين تطرقت إلى هذه القضية لاسيما وأن البلدين استهدفتا، خلال الأشهر القليلة الماضية، بهجمات صاروخية موجهة من داخل الأراضي الأفغانية، يعتقد البعض أن تنظيم داعش ولاية خراسان (ISK) ورائها.


وأضافت، نقلا عن وسائل إعلام أوروبية، أن التنظيم دأب خلال الأشهر الماضية على توجيه نقد لاذع لعدد من قادة البلدين من خلال حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.


وأشارت المجلة إلى اختلاف النهج الذي يتبناه البلدين في التعامل مع حكومة طالبان، فبينما تنخرط أوزبكستان في محادثات مباشرة مع قادة طالبان بل وتستضيف مؤتمرات يشارك فيها قادة الحركة، تبدي طاجيكستان عزوفها عن أي تفاعل مباشر مع طالبان، بل ووصل الأمر إلى حد الزعم بتسترها على قيادات جبهة المقاومة الوطنية المناهضة لحركة طالبان (NRF).


ورغم ذلك، تتلاقى أوزبكستان وطاجيكستان عند مصلحتهما المشتركة المتعلقة بحماية الحدود الإقليمية، إذ ترى المجلة أن تركيز التدريبات العسكرية الأخيرة بينهما على محور صد الهجمات الحدودية ربما كان في إطار استعدادهما للتعامل مع تهديدات حدودية محتملة من الجبهة الأفغانية.


وأوضحت "ذا ديبلومات" أن أوزبكستان وطاجيكستان ليستا الدولتين الوحيدين القلقتين من التهديدات الأمنية الإقليمية، فمنذ عام 2004 دفعت مخاوف الولايات المتحدة الأمريكية المستمرة بشأن الأمن الإقليمي في جنوب ووسط آسيا إلى تنظم تدريبات سنوية مشتركة مع بعض القوى الإقليمية والتي تجري هذا العام في الفترة من 10 إلى 20 أغسطس الجاري تحت عنوان "التعاون الإقليمي 2022".


وأضافت أن الولايات المتحدة الأمريكية، في إطار هذه التدريبات، التي تُعقد بانتظام منذ عام 2004 باستثناء العامين المنصرمين نظرا لظروف جائحة كورونا، تشارك في تدريب على مستوى القادة مدته 6 أيام يضم كل من طاجيكستان وكازاخستان وقيرغيزستان ومنغوليا وباكستان، بينما تشارك في تدريبات ميدانية مدتها 5 أيام مع طاجيسكتان.


من جهته رحب السفير الأمريكي لدى طاجيكستان، جون مارك بوميرشيم، بالقوات المشاركة في التدريبات التي وصفها بـ"أكبر تدريبات عسكرية مشتركة مع دول وسط وجنوب آسيا".
وأضاف أن تدريبات "التعاون الإقليمي 2022" تُعد فرصة فريدة لتعزيز العلاقات مع شركاء الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة ومناقشة القضايا والتحديات الإقليمية المشتركة، والتي تشمل طرق الاستجابة السلمية للتحديات العالمية وتبادل المعلومات والتعاون الأمني.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2