قبل قتل المزيد من الفتيات

قبل قتل المزيد من الفتياتأميرة خواسك

الرأى16-8-2022 | 08:31

هكذا تتكرر مرة ثانية واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها المجتمع المصري وتُذبح فتاة بريئة على يد شاب بدعوى الحب والهجر، فمنذ عدة أسابيع تابعنا الجريمة البشعة التي وقعت فى المنصورة لفتاة فى عمر الزهور ( نيرة أشرف) التي نحرت جهارًا نهارًا أمام جامعتها ولم يستطع أحد إنقاذها من مجرم قتلها باسم الحب والانتقام منها.


ثم تتكرر نفس الجريمة فى مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية وتقتل (سلمى الشوادفى) على يد زميلها الذي يدعى أن قصة حب جمعتهما، ولأننا فى الجريمة الأولى صعقنا وصدمنا، فكانت العدالة ناجزة وصدر ربما أسرع حكم فى تاريخ القضاء المصرى، فهل ستشهد جريمة قتل (سلمى الشوادفى) الفتاة المتفوقة علميًا نفس السرعة التي هدأت قليلًا من روع المجتمع المصرى الذى فيما يبدو عليه أن يعتاد مثل هذه الجرائم فى الفترة المقبلة.


نعم.. فما شاهدناه من ترويج لتعاطف كاذب مع محمد عادل قاتل (نيرة)، وتداول تولى محام شهير الدفاع عنه بكتابة مذكرة النقض جعل منه نجمًا ومثار حديث فى المجتمع ربما شجع المجرم الجديد على تكرار الجريمة بنفس الأسلوب والبشاعة، وهنا مكمن الخطر الحقيقى الذي من الواضح أنه سيواجه المجتمع المصرى فى المرحلة القادمة، خاصة وقد سبق هذان الحادثان جريمة أخرى فى الإسماعيلية قام فيها القاتل بتنفيذ جريمته فى عرض الشارع أمام المارة وذبح شابًا يدعى أنه اعتدى على زوجته وأمه ثم اتضح كذب كل هذا!


نحن إذن أمام شكل جديد للجريمة فى مصر، يصحبه تطور خطير، بتنفيذها بالطعن والذبح دون تردد، وهذا ما يستوجب وقفة جادة أرى أننا لم نبدأ حتى فى الإقدام عليها، واعتبار ما يحدث خطر داهم يهدد المجتمع، ويهدد كل فتاة قررت أن تصد معجب بها أو حتى من تربطها به علاقة عاطفية.


المدهش فى هذا هو التغير الأخطر الذي طرأ على الشباب الذى يقدم على مثل هذه الجرائم ولابد أن هناك غيرهم، وعلينا أن ندرس عقولهم وسلوكهم لنعرف كيف يفرط شاب فى مقتبل عمره فى حياته ومستقبله وعائلته ويتحول إلى قاتل لأنه لا يحتمل ترك حبيبته له، وعلينا أن نحدد إذا كان هؤلاء مجرمون أم هم مرضى نفسيون، أو أنهم فاقدوا التربية والأخلاق؟، وفى كل حالة من تلك الحالات علينا أن يكون لدينا العلاج وأيضا الرادع المناسب، لكن ترك المجتمع هكذا سيحوله إلى غابة بشعة من الجرائم المستحدثة واللامعقولة.


ربما تحفظ البعض على ما طالب به القاضي الجليل بهاء المرى من عرض تنفيذ أحكام الإعدام لهؤلاء القتلة ربما يرتدع البعض، لكن ما نراه اليوم يدق ناقوس خطر، ويجعلنا نطالب بدراسة هذا الأمر القاسى الذى ربما يعتبره البعض غير إنسانى لكنه ربما يتسبب فى إنقاذ أرواح ستتكرر معها جرائم جديدة.


الأمر أصبح جد خطير، والمجتمع المصري لا يحتمل مزيدًا من تلك الجرائم، وعلى الدولة المصرية أن تسارع الخطى لإيجاد وسيلة ردع وتأديب كافية قبل أن نفقد مزيدًا من فتياتنا.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2