علي جمعة يكشف أسباب نفور الملائكة من المنزل

علي جمعة يكشف أسباب نفور الملائكة من المنزلعلى جمعة

الدين والحياة16-8-2022 | 11:02

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الصحابي عبادة ابن الصامت كان يسمع سلام الملائكة عليه إذا دخل داره،حتى إذا عالج نفسه بالكي فامتنع سماعه للملائكة لأن الملائكة تكره هذا النوع من العلاج برغم أنه جائز كما أنها لا تحب الوجود في المنازل التي بها رائحة كريهة وتنفر من الدم و التماثيل و الكلاب وهنا الأحكام الشرعية تختلف عن ما يحبه الملائكة وما تكره.

وقال الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية : ما مِن خَلْقٍ لله تعالى إلَّا وفيه شيءٌ مِن المنفعة والحكمة ؛ فعن عبد الله بن مغفَّل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا» (سنن أبي داود/ 2845)، و الكلاب في جملتها لها منافع كثيرة .

وأضاف عاشور اتفق الفقهاء على جواز اقتناء وتربية الكلاب لأغراض الحراسة والصيد ، لما ورد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا ، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطٌ ، إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ» ، وفي رواية : «إِلَّا كَلْبَ غَنَمٍ أَوْ حَرْثٍ أَوْ صَيْدٍ» (صحيح البخاري/ 2322).

وأوضح المستشار السابق للمفتي اختلف الفقهاء في جواز القياس على هذه الأغراضِ الواردة في الحديث ، فذهب المالكية إلى كراهة اتخاذه لغير هذه الأغراض ، وذهب الشافعية في وجه والحنابلة إلى وجوب الاقتصار على هذه الأغراض ؛ وقوفًا عند مَورد النص ، وذهب الحنفية وبعض المالكية والشافعية في وجه إلى جواز الزيادة على هذه الأغراض الواردة ما دامت هناك حاجة لذلك ؛ إذ هي العِلَّة المفهومة مِن الحديث.

وتابع: أما عن أثر وجود الكلب في المنزل على دخول الملائكة ؛ فقد ورد ذلك في حديث أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لا تَدخُلُ المَلائِكةُ بَيتًا فيه كَلبٌ ولا صُورةُ تماثيل» (رواه البخاري ومسلم) ، وهذا الحديث ليس على عمومه ، فيُستثنَى مِن ذلك الملائكة الحَفَظَةُ والكَتَبَة وغيرُهم مِمَّن لا يُفارِقُون ابنَ آدم ، كما أن هناك اختلافًا بين العلماء في أن ذلك عام في كلِّ الكلاب ، أم هو خاصٌّ ب الكلاب التي لا يُؤذَن في اقتنائها ، والراجح فيهما الثاني ؛ لقرينة الإذن الشرعي ، فضلا عن أن بعض العلماء مَن يُخَصِّص ذلك بملائكة الوحي ، فيكون ذلك خاصًّا بالنبي صلى الله عليه وسلم .

أضف تعليق