أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، أن النظام العالمي أحادي القطب أصبح شيئًا من الماضي، وأن "الدول الغربية تتشبث بشدة بهيمنتها الآخذة في التلاشي".
وقال بوتين، في خطابه أمام مؤتمر موسكو العاشر للأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، إن "الغرب يحتاج لوجود الصراعات من أجل الحفاظ على الهيمنة، لذلك فإن الولايات المتحدة وحلفائها يتدخلون بفعالية في شؤون الدول الأخرى، ويثيرون كل أنواع الاستفزازات والحروب الأهلية"، مؤكدًا أن الهيمنة الغربية تسبب الركود للعالم بأسره.
وأشار الرئيس الروسي، في كلمته - بحسب ما نقلته وكالة أنباء "تاس" الروسية- إلى أنه من الممكن تقليل التوترات الراهنة والتغلب على التهديدات المشتركة من خلال تعزيز نظام العالم الحديث متعدد الأقطاب، مُشددًا على أن موسكو ستواصل اتخاذ خطوات نحو بناء عالم أكثر ديمقراطية وتعزيز الآليات القائمة للأمن الدولي.
وأضاف بوتين: "فقط من خلال تعزيز نظام العالم الحديث متعدد الأقطاب بشكل كبير، من الممكن تقليل التوترات في جميع أنحاء العالم، والتغلب على التهديدات والمخاطر في المجالين العسكري والسياسي، وزيادة مستوى الثقة بين البلدان وضمان تنميتها المستقرة".
واتهم بوتين دول الغرب بأنها "تحتاج إلى صراعات دائمة من أجل التمسك بهيمنتها؛ ولهذا السبب بالتحديد خططت لاستخدام شعب أوكرانيا كوقود للمدافع، ونفذت مشروع مناهض لروسيا، وغضت الطرف عن انتشار أيديولوجية النازيين الجدد، والمذابح الجماعية لسكان دونباس".
كما أوضح أنه في ظل هذه الظروف، قررت روسيا إجراء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا مع الامتثال الكامل لميثاق الأمم المتحدة، مُضيفًا: "لقد تم تحديد أهداف هذه العملية بوضوح؛ وهي ضمان أمن روسيا ومواطنينا، والدفاع عن سكان دونباس من الإبادة الجماعية".
واختتم حديثه في هذا الشأن قائلاً: "إن الوضع في أوكرانيا يشهد على محاولات الولايات المتحدة لإطالة أمد هذا الصراع... وهي تتصرف بنفس الطريقة تمامًا من خلال إشعال صراعات محتملة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية".
وكان بوتين قد أعلن، في 24 فبراير الماضي، شن عملية عسكرية ضد أهداف في أوكرانيا بهدف حماية سكان منطقة دونباس، الأمر الذي دفع العديد من دول الغرب والولايات المتحدة لفرض عقوبات اقتصادية ضخمة ضد روسيا.
وفي كلمة خلال مؤتمر موسكو العاشر للأمن الدولي، اتهم رئيس المديرية العامة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، إيجور كوستيوكوف، الولايات المتحدة والدول الأوروبية بأنها تعيق عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
وقال كوستيوكوف، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء "تاس" الروسية، إن "الولايات المتحدة والدول الأوروبية تمنع عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، رغم أن دمشق هيأت الظروف لذلك".
وعلى هامش مؤتمر موسكو العاشر للأمن الدولي، التقى وزير الدفاع السوري العماد علي محمود عباس مع نظره الروسي الجنرال سيرجي شويجو؛ وأكد الجانبان أهمية مواصلة تعزيز التعاون الثنائي بينهما فيما يتعلق بمواصلة مكافحة الإرهاب الدولي وزيادة التعاون في جميع المجالات.
وجدد شويجو -بحسب وكالة أنباء "تاس"- ثبات مواقف بلاده تجاه الشعب السوري، منوهًا بعلاقات الصداقة المتينة بين البلدين.
وأكد وزير الدفاع الروسي أن سوريا بلد صديق ولا تقتصر العلاقات بين البلدين على محاربة الإرهاب بصورة مشتركة فحسب بل حقق البلدان الانتصار على الإرهاب الدولي معا، مشيرًا إلى أن الأحداث في سوريا تتسم بأهمية خاصة بالنسبة ل روسيا وكذلك عملية إعادة الإعمار فيها.
من جانبه، قال عباس إن مشاركة سوريا في مؤتمر موسكو العاشر للأمن الدولي تؤكد وقوفها إلى جانب روسيا، مشيرًا إلى أن بلاده تبذل حاليًا مع الأصدقاء الروس جهودًا كبيرة، وأن ما تم إنجازه جاء نتيجة لجهود الشعب والجيش السوري ومساندة الأصدقاء، معربًا عن ثقته بأن المؤتمر سيخرج بقرارات وأفكار جديدة لتعزيز الأمن الدولي وهو ما يتوجب على الجميع العمل من أجله.
يُذكر أن وزارات الدفاع في 35 دولة أعلنت مشاركتها في مؤتمر موسكو العاشر للأمن الدولي، الذي يعقد في الفترة من 15 إلى 21 أغسطس. وتخطط وزارة الدفاع الروسية لإبرام عقود تزيد قيمتها على 522 مليار روبل خلال المنتدى.
كما شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، في حفل افتتاح المنتدى العسكري الفني الدولي للجيش 2022 والألعاب العسكرية الدولية 2022، وزار أرض المعارض للاطلاع على نماذج متقدمة من المعدات العسكرية في باتريوت بارك، وتم تقديم أكثر من 1000 طراز جديد من المعدات العسكرية.