أكدت دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية احتدام التنافس الصيني الأمريكي في المجال العسكري والاقتصادي وهما أحد الجوانب الأكثر وضوحًا في صراع أوسع، من أجل السيادة في نظام عالمي متغير، مشيرة إلى أن التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي يعني الهيمنة العالمية لأحد الأطراف لعقود قادمة.
وذكرت دورية "ذا ديبلومات" المتخصصة في الشئون الآسيوية في تقرير حديث أن الكشف الأخير عن خطط استثمار ضخمة في البنية التحتية من كل من بكين وواشنطن هو الساحة التي تشهد الصراع الأكثر خطورة، بسبب الآثار بعيدة المدى المرتبطة بهذه البرامج، إذ تعد دليلا على أن كلا البلدين يسعيان إلى الخروج من المناخات المالية الصعبة، لكن نجاحهما سيعمل أيضًا على الإشارة إلى تفوق أنظمتهما الخاصة بالحوكمة السياسية والاقتصادية، ويمهد الطريق للهيمنة العالمية.
وأشارت إلى أنه ليس من المستغرب أن الرئيس الصيني "شي جين بينج" وضع هدفاً أعلى في مجال دفع مؤشرات النمو الاقتصادي لبلاده إذا ما قورنت بما يتطلع إليه الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، حيث توجه واشنطن الجزء الأكبر من الأموال الأمريكية للتعامل مع صيانة البنية الأساسية في البلاد، مع تخصيص "القليل جدًا للاستثمار في الابتكارات المتطورة"، داعية واشنطن للتأكد من أنها ستستفيد من الذكاء الاصطناعي في خطط بنيتها التحتية للمستقبل، في ظل مخططات الصين للاستفادة من هذه الابتكارات المربحة.
وألقت "ذاديبلومات" الضوء على توقعات بايدن في وقت سابق من هذا العام أن النمو الأمريكي يمكن أن يتجاوز النمو الصيني للمرة الأولى منذ عام 1976، على الرغم من محاولة وزارة الخزانة تهدئة الشائعات بأن الولايات المتحدة قد تعلن الركود بعد ركودين فصليين متتاليين، بينما تسبب المزيد من عمليات الإغلاق بسبب كوفيد -19 في الصين، انكماش الاقتصاد بنسبة 2.6 في المائة في الربع الثاني من عام 2022، ويبدو إصرار الرئيس الصيني على أن يبلغ الناتج المحلي الإجمالي 5.5 في المائة بحلول نهاية العام.
وأشارت إلى أن بكين اتخذت رغم ذلك، خطوات أكثر تقدماً من الولايات المتحدة بهدف وقف الركود، ونشرت كلتا الدولتين مقترحات تاريخية للاستثمار في البنية التحتية في الأشهر الـ 12 الماضية، على الرغم من أن مبلغ 2.3 تريليون دولار الذي تخطط الصين لإنفاقه في عام 2022 وحده يتجاوز ضعف 1.1 تريليون دولار التي تنفقها واشنطن على مدى السنوات الخمس المقبلة حيث تقوم الصين بتوجيه الاستثمارات إلى حلول أكثر تكنولوجية من أمريكا، ومن المقرر أن توجه الصين أكثر من نصف المبلغ المخصص لإصلاح مشاريع البنية التحتية المتعثرة التي كان من المفترض أن تكتمل منذ سنوات، وبالتالي ، فإن واشنطن تلعب دور اللحاق بالركب بدلاً من الابتكار، كما هو الحال في الذكاء الاصطناعي.