اختتمت وزارة الأوقاف، فعاليات الأسبوع الثقافي الرابع من مسجد فاطمة الزهراء بمدينة نصر بالقاهرة بعنوان " حق الطفل في الرعاية الشاملة"، وذلك في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به الوزارة.
وحاضر في الفعاليات الدكتور محمد عزت محمد أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور خالد صلاح مدير مديرية أوقاف القاهرة.
وأكد الدكتور محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – في كلمته – أن الإسلام اعتنى بالطفل بداية من حسن اختيار الزوج والزوجة، وجعل لهذه المرحلة من عمر الإنسان حقوقًا؛ منها الحق في التعليم، مشددًا على أن التعليم عملية شاملة من تقديم معلومات نافعة وتنمية مواهب ورعاية ملكات، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) مع انشغاله بمهمات رسالته إلا أنه كان يهش ويبش مع الأطفال.
وشدد عزت على وجوب منح الطفل فسحة من الوقت ليلعب وأن لا نثقله طوال وقته بالمذاكرة فهذا أدعى لنمو عقله وإدراكه، كما أنه من حق الطفل أن نمنحه جزءًا من حياتنا ولا ينحصر مجرد الاهتمام بمجرد توفير الطعام والشراب فحسب، بل لابد من مجالستهم واللعب معهم.
من جانبه، أكد الدكتور خالد صلاح مدير مديرية أوقاف القاهرة – في كلمته – أن الأولاد هبة من الله (عز وجل) وأن لا شيء يجري في الكون إلا بإرادة الله سبحانه، فالأولاد رزق، والمال رزق، والعلم رزق، وكمال الشكر أن تشكر الله على كل هذا، موضحًا أنه يجب علينا أن نتعلم من الأنبياء (عليهم السلام) حسن الأدب مع الله (عز وجل) في طلب الولد، حيث يخبرنا رب العزة سبحانه عن دعاء أبي الأنبياء إبراهيم (عليه السلام): "رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ"، ولما رأى زكريا (عليه السلام) عجائب صنع الله مع مريم (عليها السلام)، حيث يقول سبحانه: "وكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ"، في هذه اللحظة أدرك رحمة الله وعنايته فكان دعاؤه: "هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ".
وأفاد بأنه إذا أعطاك الله الولد عليك أن تشكر الله (عز وجل) ومن حسن الأدب أن يشكر الإنسان ربه، والشكر يكون بحسن التأديب، والتربية الصحيحة، والتربية على حب العبادة، فهذا من مقومات الذرية الصالحة التي تنفعنا في دنيانا وأخرانا، وقد ضرب لنا النبي (صلى الله عليه وسلم) لنا المثل في تربية الأبناء، فعن عمر بن أبي سلمة (رضي الله عنه) قال: كُنْتُ غُلَامًا في حَجْرِ رَسولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)، وكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لي رَسولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ): "يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ"، فَما زَالَتْ تِلكَ طِعْمَتي بَعْدُ، وها هو يعلم سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه العقيدة الصحيحة فيقول له: " يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ".
وأكد أن أفضل ما نعلمه أبناءنا هو القرآن الكريم حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "خيرُكُم مَن تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ".
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الأوقاف عن انطلاق أول أربعة مجالس الإقراء على كبار العلماء الأسبوع المقبل، وذلك في إطار تكثيف وزارة الأوقاف وتنويعها لبرامجها التوعوية والتثقيفية بما يتسع لجميع رغبات وشرائح المجتمع.
وذكرت الوزارة أن المجلس ينعقد أسبوعيًّا والحضور مفتوح لمن سجلوا أسماءهم على موقع وزارة الأوقاف وغيرهم ممن يريد تحصيل العلم الشرعي.