بعد ما يقرب من عام على مغادرة آخر طائرة عسكرية أمريكية الأراضي الأفغانية، كشفت لجنة تحقيق بارزة في وزارة الدفاع (البنتاجون) أن أسلحة أمريكية بقيمة1ر7 مليار دولار تتألف من طائرات ومركبات وأسلحة وذخائر كانت واشنطن قد زودت بها الجيش الأفغاني، سقطت جميعها في أيدي حركة "طالبان" بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
وقال تقرير أعده المفتش العام المراقب لـ"العملية الدائمة" و"عملية الحرية" إن الأسلحة تضمنت طائرات قيمتها 923 مليون دولار، ومركبات برية بـ1ر4 مليار دولار، وأسلحة قيمتها نحو 8ر511 مليون دولار، ويأتي التقرير في إطار المراجعة ربع السنوية، التي يجريها "البنتاجون" للعرض على لجان المراقبة على العمليات العسكرية في الكونجرس الأمريكي.
ولم يكشف المفتش العام في تقريره عن المزيد من التفاصيل بشأن كميات الأسلحة من الطائرات والمركبات وعربات الجند التي سيطرت عليها حركة "طالبان"، لكنه أشار إلى أن المركبات تراوحت ما بين عربات "هامر"، و"مركبات حماية الجند من الألغام"، وعربات تكتيكية أخرى، علاوة على مئات الآلاف من الأسلحة الصغيرة، التي تضمنت آلافاً من بنادق القنص والمدافع والمسدسات، ضمن عتاد عسكري اشترته الولايات المتحدة للجيش الأفغاني على مدار سنوات، ويعتقد أن معظمها كان في مخازن ومستودعات حكومية عند سقوط كابول في أيدي "طالبان".
كانت حركة "طالبان" نظمت في نوفمبر الماضي استعراضاً عسكرياً كشفت فيه عن عتاد حربي يبدو معظمه صناعة أمريكية، تتضمن مركبات تأمين مسلحة وأسلحة صغيرة.
وفي ثنايا التقرير، أبدى معدوه قلقهم حيال وجود نوعيات معينة الأسلحة التي تركها الأمريكيون في مستودعات الحكومة الأفغانية وتتضمن على وجه التحديد "الذخائر البرية (مثل قذائف الهاون)،ومعدات الاتصالات، وأجهزة رصد المتفجرات، وأجهزة رؤية ليلية، وغيرها من معدات الاستطلاع.
ولفت التقرير إلى أن الأسلحة كانت في مستودعات الحكومة الأفغانية حين سقوطها، بينما بادرت القوات الأمريكية من جانبها "بتدمير تقريبا جميع الأسلحة والمعدات" التي كانت تستخدمها في البلاد أثناء انسحاب الولايات المتحدة من البلاد.
وبين أن هناك هامشاً للاختلاف في الأمر، ففي أبريل الماضي، حين قدرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية لأول مرة، خسائر العتاد الأمريكي في أفغانستان بنحو 1ر7 مليار دولار، صرح مصدر عسكري مسؤول بأن العتاد الذي سقط في أيدي طالبان "ليس من النوعية فائقة التطور. إذ لم يكن جميع ما في حوزة القوات الأفغانية على مستوى السلاح نفسه في أيدي حلفائنا.
ويحمل التقرير أنباء طيبة بالنسبة للبنتاجون،حين أورد أن "الحالة التشغيلية للمركبات العسكرية لدى الأفغان ليست معروفة على وجه التحديد، ومن المرجح تدهور حالتها بدون عقود صيانة مع موردين أمريكين.
وعلى صعيد آخر، انتقل المفتش العام في تقريره إلى مناقشة وضع الإرهاب في أفغانستان في الأشهر الماضية بعد الانسحاب، ولفت إلى الضربة الأخيرة التي قامت بها واشنطن لقتل قائد "تنظيم القاعدة"، أيمن الظواهري، في 31 يوليو الماضي.
وبالنسبة لجماعة إرهابية أخرى مثيرة للقلق، قدرت وكالة استخبارات الدفاع أن في أفغانستان يوجد نحو 2000 عنصر من أعضاء تنظيم " ISIS-K "، وتبدو أنشطتهم خلال الفترات الأخيرة في تصاعد.
وقال التقرير، الذي يغطي الفترة من أول أبريل إلى 30 يونيو من العام الجاري، إن تنظيم "ISIS-K زعم تنفيذه 80 هجوماً خلال الربع الثاني، بزيادة 90% عن الربع السابق عليه"، وتابع قائلاً "إن معظم تلك الهجمات استهدفت الأقلية الشيعية من السكان، بما فيها تفجير "مسجد مزار شريف"، الذي تسبب في مقتل 31 شخصاً وإصابة 60 آخرين ويهدف تنظيم ISIS الإضرار ب حركة طالبان وزعزعة حكمها من خلال نشر أعمال العنف".