صحيفة عمانية: التغيرات العالمية و أضرارها على اقتصاديات الدول

صحيفة عمانية: التغيرات العالمية و أضرارها على اقتصاديات الدولالتغيرات العالمية

عرب وعالم21-8-2022 | 10:44

تحدثت صحيفة الرؤية العمانية اليوم الأحد عن التغيرات العالمية التي أضرت باقتصاديات الدول ، التي تتالت عليه من جائحة كورونا ، للحرب في أوكرانيا ، والتوترات البالغة الخطورة بين أعتى قوتين نوويتين، فقد تتابعت الكوارث البيئية والمناخية واحدة تلو الأخرى، في مشهد يُمكن اعتباره مشهد التحوُّلات العالمية الكبرى .


وأضافت في افتتاحيتها تحت عنوان " التحولات العالمية الكبرى" أنه هذا المشهد لا ينبغي أن نتوقع أنَّه سيمُر مرور الكرام، مع التيقن بأنَّ ثمة متغيرات جذرية سيشهدها العالم خلال المرحلة المُقبلة،فالتغيرات العالمية بدأت بالفعل مع ثبوت انهيار المنظومة العالمية في التعاطي مع جائحة كورونا، وما تلى ذلك من إخفاقات مُتتابعة برهنت على ضعف الحضارة الإنسانية المُعاصرة في مواجهة التحديات الطبيعية، وهي ما زالت كذلك، و تسببت في انكماش اقتصادات كبرى وناشئة ونامية، ناهيك عن انهيار الاقتصادات الضعيفة وتحولها إلى دول فاشلة، مع تزايد أعباء الديون والنقص الحاد في الموارد، وتردي المنظومة الاقتصادية والصحية.


و أضافت أن العالم و منذ فبراير الماضي دخل تحت وطأة أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، وما سببته من تداعيات خطيرة وبالغة التأثير على الأمن الغذائي العالمي، فقفزت أسعار الحبوب والمواد الغذائية لمستويات غير مسبوقة، وقد ألقت هذه الأزمة الغذائية بظلال قاتمة على كل الأسواق، وسارعت الدول المستوردة للحبوب إلى البحث عن بدائل في أقصى الشرق والغرب، الأمر الذي دفع بالأسعار إلى الصعود بقوة الصاروخ، وتسبب في زيادة المُخصصات المالية بموازنات الدول لشراء هذه الحبوب، وهنا تشكّلت أزمة جديدة؛ وهي زيادة العجز المالي للكثير من الدول مع لجوئها إلى الاستدانة لتغطية النفقات المتنامية بسبب التضخم، بالتوازي مع تفاقم أزمة الديون القائمة بالفعل.


و من الحرب الأوكرانية للتوترات بين أكبر قوتين نوويتين؛ الصين وأمريكا، على خلفية الأزمة الدبلوماسية التي تسببت فيها نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي، عندما قررت زيارة تايوان، وهو ما دفع بكين إلى اتخاذ إجراءات عقابية ضد مسؤولين أمريكيين وإلغاء التعاون في عدد من المجالات المُهمة والمؤثرة على السلم العالمي. تلى ذلك، قيام الصين بمناورات عسكرية كبيرة وتأجج حدة التصريحات الدبلوماسية بين الصين و الولايات المتحدة .


و أوضحت أن عصر التحولات الكبرى آخذ في التَّشكل، وقد بات من المحتمل أن نرى- قريبًا- دولًا كانت توصف بأنَّها "عظمى" تعاني من ويلات غير مسبوقة نتيجة للتغير المناخي الذي يضرب أنحاء العالم؛ حيث تشهد العديد من الدول الأوروبية موجة جفاف لم تحدث منذ أكثر من 500 سنة، وما قصة "أحجار الجوع" ببعيدة عن المشهد الكارثي الذي لا تتمناه أي دولة، فقد تسبب الجفاف الذي ضرب أنهار أوروبا- مثل نهر الدانوب والراين، وغيرهما- في توقعات قاتمة بأن يضرب القحط أجزاءً من أوروبا ويعود بها إلى العصور الوسطى.


و بالإضافة لكل ذلك تأتي أزمة الاحتباس الحراري التي تفاقمت، حيث إن تراجع الاعتماد مرة أخرى على الموارد الطبيعية غير الملوثة للبيئة، سيزيد من غازات الدفيئة، ومن ثم توقعات بفيضانات غير مسبوقة في دول لم تعتد عليها.
و أشارت إلى إن سلسلة من التحولات الكبرى تحدث في العالم لتُعيد تشكيله على نحوٍ لم يتوقعه أحد؛ فالمتغيرات الطبيعية والتأثيرات الاقتصادية الحادة والحروب والتوترات العسكرية والسياسية، كُلها عوامل تدفع بمحركات التغيير نحو مرحلة لن تتمكن فيها الدول الكبرى من السيطرة عليها، وسيكون من اللازم اتخاذ إجراءات مؤلمة ربما تُهدد مكانة بعض الدول وتتسبب في انهيار اقتصادات كبرى، لكن من المؤكد أيضًا أنَّ دولًا أخرى سيبزغ نجمها وتترسخ عندئذٍ نظرية التعددية القطبية.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2