عمرو عادل يكتب: دور الإعلام في الحرب

عمرو عادل يكتب: دور الإعلام في الحربعمرو عادل يكتب: دور الإعلام في الحرب

*سلايد رئيسى15-2-2018 | 22:57

أكتب هذا المقال وأنا أخلع ردائي المدني وأرتدي الزي الكاكي العسكري رافعًا قلمي وهو سلاحي في وجة كل من تسول له نفسه اللعب في أراضي هذة الوطن ومقدرات شعبها .. فقد لعب الإعلام بجميع وسائله (المرئية والمسموعة والمقروءة) على مر العصور دور إستراتيجي محوري ونسترجع حين وقف الرئيس المصري حينها جمال عبد الناصر يلقي خطابا يفاجئ به العالم بتأميم قناة السويس ردا على رفض البنك الدولي والدول الغربية دعم مصر في بناء مشروع السد العالي وكان عبد الناصر متفقا مع المجموعة التي قامت بعملية التأميم والسيطرة على مواقع الإدارة والتشغيل في شركة قناة السويس والميناء أن يبدأوا عملية السيطرة عقب سماعه في الراديو وهو يقول اسم ديليسبس خلال خطابه، باعتبارها "كلمة السر". وبعدها لعب الإعلام دور كبير في التغلب على النتائج المعنوية والنفسية التى خلفتها حرب67, وبالفعل نجح خلال فترة حرب الاستنزاف فى القضاء على اسطورة التفوق العسكرى الإسرائيلى الذى لايمكن التغلب عليه, وأثبت قدرة الانسان المصرى على الوصول إلى مستوى عال من الكفاءة فى القتال. وبحنكة من الرئيس محمد أنور السادات استغل الإعلام في خداع العدو الإسرائيلي في التموية على موعد بدء حرب التحرير في 73 ومن أجل تهيئة الجماهير وإعدادها نفسيا ومعنويا للحرب, وتأكيد أن الحرب قادمة لا محالة, وأن استعاة التراب الوطنى أمر لا مفر منه, وأن المسألة تتعلق بالوقت والاختيار الجيد لتوقيت التنفيذ. ومع بداية حرب أكتوبر وخلال الأيام الأولى قام الإعلام المصرى بنقل صورة حقيقية لما يدور من أحداث على أرض المعركة, وذلك من خلال استخدامه لاعترافات القادة الإسرائيليين أنفسهم عن الهزيمة التى لحقت بهم والخسائر التى أصابت قواتهم, كما تم النقل عن الصحف الأجنبية, والتى اعترفت بسقوط اسطورة الجيش الإسرائيلي, وكذا اعترافات بعض الأسرى الإسرائيليين عن المفاجأة وعدم توقعهم للضربة. وبعد انتهاء الأيام الأولى للحرب استمر الإعلام فى الاستشهاد بأقوال المراسلين, وبأقوال القادة الإسرائيليين, حيث كان هناك هدف واضح من وراء هذا الأسلوب, وهو اثبات صدق مايرد من بيانات عسكرية, وأن مايدور من أحداث هو ردود أفعال لوسائل الإعلام العالمية ومنها المنحاز أصلا للجانب الإسرائيلي, كما بدأ الإعلام فى الحديث عن قدرات القوات المصرية من خلال نشر أحاديث لقادة عسكريين أمريكيين أو إسرائيليين من أجل تأكيد مصداقية الإعلام المصري. كل هذا يؤكد على أهمية تعامل الإعلام المصرى الأن مع المعركة الدائرة في سيناء بشكل من الحذر والرزانة والعمق والموضوعية فمنذ أن بدأ الجيش عملية سيناء الشاملة 2018 وقبلها إفتتاح مشروع حقل ظهر الذي أدى إكتشافة لفشل محاولات إسرائيل لتصدير الغاز لمصر كما قال كاتب إسرائيلي بمجلة جلوبس ووتزامن معها التهديد التركي للإكتشافات المصرية في البحر المتوسط وبدأت في التحرش بالجيش وتم الرد عليها وصدها وإجبرها علي الرجوع . وبعدها جن جنون المليشيات الإلكترونية التي تستهدف كل مؤسسات الدولة وانتفض أبو الفتوح في محاولات لتعطيل الانتخابات وخرج جنينة بتصريحاته الكاذبة التي تمس الأمن القومي ومن قبلهم دعوات حمدين للمقاطعة "وظيطة " ممدوح حمزة على المياة وحالة من الهياج لدى نشطاء الغبرة . ووسط كل هذة الهجمات المنظمة نجد فصيل آخر من الإعلام الخاص شارد عن الواقع، وذاهب إلى وادي آخر فنجد أن محمود سعد يعترض في برنامجة علي مواجهة الشرطة للإرهابيين بالرصاص قائلاً :" سنتحول للبنان" ووائل الإبراشي يناقش قضية الراقصة جوهرة وعمرو اديب يطالب بالاهتمام بحمامات الشوارع!!. إنها الحرب التي فرضت علينا أما أن نكون في خندق الوطن أو خندق الأعداء وواجبنا الوطني يحتم علينا جميعا أن نوظف كلماتنا للوطن وهنا نثير بعض التساؤلات ألم يقرأ هؤلاء الإعلاميين واجبات الاعلام أثناء الحروب وماهو دوره؟ هل سمعوا بوزير الاعلام الألماني يوزيف غوبلز أثناء الحرب العالمية الثانية؟ هل اطلعوا كيف كان يعيش وماذا كان يأكل ويلبس وأين كان ينام وما هو برنامجه اليومي أثناء الحرب؟ هل قرأتم شيئاً عن ذلك وعن أهمية الاعلام ورفع الروح المعنوية للمقاتلين؟ وماهي النسبة التي يشكلها الاعلام لتحقيق النصر أثناء المعارك؟. في الحرب لا اختيار الكل يضحي فيه بدمائهم وأرواحهم حتى نحيا بعزة وكرامة .
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2