في ذكرى رحيل «عذراء الفن».. أمينة رزق أبدعت بدور الأم رغم عدم إنجابها

في ذكرى رحيل «عذراء الفن».. أمينة رزق أبدعت بدور الأم رغم عدم إنجابهاأمينة رزق

فنون24-8-2022 | 11:02

تحل اليوم الأربعاء، 24 أغسطس، الذكرى الـ19 لوفاة الفنانة الكبيرة أمينة رزق ، والتي لقبت بـ«راهبة الفن» لرفضها الزواج، ووهبت نفسها لإسعاد الجماهير، ف تزوجت الفن وعاشت حياتها طيلة عمرها، طوال عمرها، بعيدًا عن عالم الرجال، فمنحت لقب «عذراء الفن».

ولدت الفنانة أمينة محمد رزق، والمعروفة فنيًا بـ«أمينة رزق» في 15 أبريل عام 1910 لأسرة فنية، بمدينة طنطا، بمحافظة الغربية، وبدأت دراستها في مدرسة ضياء الشرق عام 1916، فى السادسة من عمرها، وكانت تشاهد السيرك فى احتفالات مولد السيد البدوي.

حضرت مع والدتها من طنطا إلى القاهرة، عقب وفاة والدها، لتبدأ رحلتها بالوسط الفني، من خلال شقيقة والدتها، الفنانة أمينة محمد، من خلال فرقة على الكسار بمسرح روض الفرج.

انتقلت إلى «فرقة رمسيس» في بداية تأسيسها من قبل يوسف بك وهبي، وشاركت فى أولى مسرحيات الفرقة، بعنوان «راسبوتين» لتصبح بطلة الفرقة بعد فترة قصيرة.


من أبرز مسرحياتها التى قدمتها في فترة السبعينيات، «السنيورة و مسرحية إنها حقا عائلة محترمة، بطولة فؤاد المهندس وشويكار، وكان آخر ما قدمته على خشبة المسرح «يا طالع الشجرة» بطولة الفنان أحمد فؤاد سليم».

أعمالها الفنية
شاركت أمينة رزق ، في العديد من الأعمال السينمائية، وقدمت أولى أفلامها «صامت» على شاشة السينما عام 1928 بعنوان «سعاد الغجرية».

لم تحصل على دور «البطولة المطلقة»، لكنها جسدت بدورها عنصر أساسى فى العديد من الأعمال.
اشتهرت، بكونها صاحبة أكبر مسيرة فنية في السينما المصرية والعربية.

تخطت أعمالها 280 عمل فنيًا، متنوعًا، من بينهم 150 فيلم خلال 7 عقود آخرهم «الكلام في الممنوع» عام 2000، ولها ما يقرب من 120 عملًا تليفزيونيًا آخرها أدهم وزينات وثلاث بنات.

وتعتبر الفنانة أمينة رزق ، أشهر من جسدت الحزن والألم على الشاشة الصغيرة، بكل قوة وبراعة، حتى إنها أثرت في زملائها، جعلهم، يتعايشون مواقف الحزن مع المرأة الباكية بصفة عامة، كما لو كانت أمينة رزق، متسائلين، «مالك يا ست أمينة، ليه يا ست أمينة؟».

قدمت العديد من الأعمال الدرامية، من بينها، «أوبرا عايدة، بشخصية ستوتة، وترديد مقولتها الشهيرة، يا واد يا أوبرا وأحلام الفتى الطائر بطولة الزعيم عادل إمام، وغيرها من الأعمال الدرامية المتنوعة».

كشفت الفنانة أمينة رزق ، خلال تصريحات تليفزيونية، سبب عدم زواجها، لسببين هما، «حب الفن وأمها».

وأضافت في تصريحات تليفزيونية، قائلة إن حب والدتها يأتي في المقام الأول، «إزاى أجيب واحد يشاركنى فى حبها، وفى نفس الوقت أخشى أن يمسها بكلمة، لأنها هتعيش معايا ومش هسيبها، خاصة أن معظم الأزواج شبه أنانيين ولن يتحملوا الصلة القوية بيني وبينها».


إضافة إلى محاولة رد الجميل، أسوة بما قدمته لى بعد وفاة والدى بعمر السابعة، ورفضها الزواج بسببى، لكونى الهدف الأول لها، لذا فإن السبب الأول لعدم زواجى يكمن في حبى لها».

أسباب نجاح أمينة رزق فى تجسيد دور الأم
كشفت أمينة رزق قائلة، «إتقاني واندماجى مع شخصية الأم، يعود إلى الإحساس.. والإحساس أهم حاجة لدى الفنان، من خلال تقديمه للشخصية، وهو ما نجبر عليه من خلال المهنة، فى تقمص الشخصية»
وأضافت،« تجسيدها لدور الأم، لا يتعارض مع عدم إنجابها إطلاقًا، كاشفة «عندي أسرة، وعندنا أطفال وأحفاد فى العيلة، عاشرتهم عن قرب، وكل الآثار التى تتركها مراحل الطفولة، من فرح لحزن لسعادة لمرض لتربية والتربية مع المدارس.. ساعدنى على تجسيد الدور العظيم، بدون إنجاب وتأكيدًا على وجود الإحساس فلا يوجد مشكلة»

وبمجرد رؤيتها، يدب بداخلك الشعور بالحنان، لما تمتلكه من تعبيرات الوجه، ونظراتها الطيبة المليئة بالطيبة وحنية الأم، وهو ما جعلها الاختيار الأول لكثير من المخرجين بشخصية الأم.


واشتهرت أمينة رزق ، بدور «الست أمينة» الأم الطيبة والحنونة والزوجة المطيعة، لــ «سى السيد»، عن رائعة نجيب محفوظ «قصر الشوق»، بطولة الفنان يحيي شاهين.

وتعددت أدوارها بشخصية الأم بالعديد من الأعمال الفنية المختلفة، أبرزها، «أم الفنانة نعيمة عاكف فى فيلم 4 بنات وضابط ، الأم الارستقراطية، الأم الفلاحة في فيلم دعاء الكروان، الأم الصابرة وحليمة السعدية في فيلم الشيماء وعلوية هانم في مسرحية إنها حقًا عائلة محترمة»، والعديد من الأدوار البارعة والتى جسدتها الفنانة أمينة رزق.

وجسدت أمينة رزق، دور الأم بشخصيات متعددة وعرفها الجمهور، خلال أعمالها السينمائية، واشتهرت بدور «الأم الحنونة»، فكانت البداية عام 1945، ولم تكن تجاوزت من العمر 35 عاماً، في فيلم «الأم»، أعقبها، أفلام «بورسعيد، بداية ونهاية، دعاء الكروان، أين عمري، قنديل أم هاشم، أريد حلا، السقامات، العار والكيت كات، من بين أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية

ولم تتزوج أمينة رزق، ولم تتذوق طعم الأمومة الحقيقية، لكنها حظت باحترام العاملين معها في المجال الفني، وكانوا يعتبرونها بمثابة أم لهم، ولقبوها بـ«ماما أمينة»، على الرغم من أن عدم إنجابها لم يأت لأسباب صحية، لكنه تمثل في عدم زواجها المطلق حتى رحيلها في عام 2003 عن عمر يناهز الـ93 عامًا.

لم توافق الفنانة أمينة رزق ، على إقامة عزاء أو نعي لوالدتها، قائلة «لم أستطع رؤية أحد غيرها، أصبت بالذهول، لم أود رؤية أحداً غيرها، نتيجة وفاتها بشكل مفاجئ».

قررت هجر التمثيل، لكونه الحل الوحيد، لانعدام الطاقة والقدرة على مواصلة العمل بدونها، لارتباطنا الوثيق ببعضنا البعض.

تكريم أمينة رزق
حصلت على وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

كما تم تعيينها عضوا بمجلس الشورى في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، عام 1991.

وفاتها
رفضت أمينة رزق فكرة الاعتزال، على الرغم من تعرضها لحادث سيارة، تسبب في إصابتها بكسور في ساقها.

فتوفيت إثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية، بعد صراع مع المرض استمر نحو شهرين في 24 أغسطس عام 2003.

أضف تعليق