عقد خلال الأسبوع الماضى لقاء خماسى لكل من مصر والإمارات والأردن والبحرين والعراق.. بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للتنسيق والتكامل الاقتصادى والسياسى، خاصة فى ظل ما يمر به العالم من أزمات وتحديات وتأثير ذلك على الجميع وبصفة خاصة المنطقة العربية.
والجديد أنه اجتماع خماسى لدول مهمة بدأت مرحلة التعاون الاقتصادى والتكامل فى عدة مجالات لصالح شعوبها، خاصة الأردن والإمارات والبحرين ومصر والتعاون الاقتصادى أو التكامل هو النموذج، الذى يحقق مصالح الشعوب بعد الاستفادة من التجارب السابقة فى المنطقة العربية، بشأن التعاون أو مشروعات الوحدة العربية معتمدين على الروابط المشتركة من الدين واللغة والتاريخ المشترك.
ولكن خرجت نتائج هذه التجارب السابقة بالصورة التى لم تحقق أحلام وطموحات شعوبها.
وهناك تجربة فى المنطقة العربية فى دول مجلس التعاون الخليجى ومخرجات هذا العمل الجماعى، الذى يرقى إلى مستوى طموحات الشعوب من تعاون فى جميع المجالات وعلى رأسها التعاون الاقتصادى.
والمتأمل فى الدعوة المصرية فى هذا التوقيت يدرك أهمية الموعد وأيضًا وحدة هذه الشعوب ورغبتها فى التكامل الاقتصادى.. فهى تملك مجموعة من العناصر الأساسية، الصناعات الأساسية، والبنية التحتية اللازمة للاستثمار أيضًا رؤوس الأموال والعمالة اللازمة وأيضًا الزراعة والسياحة والتعليم فى جامعات هذه الدول إذن التكامل بينهم يكون لبنة وخطوة فى فريق البناء.
أيضًا الدفاع المشترك والتعاون العسكرى والتحديات لمواجهة الإرهاب والتطرف وحركات الإسلام السياسى.. والخطر الفارسى المحدق بهذه الدول من كل جانب والتوسع والمد الشيعى.
إذن فى التكامل أو التعاون مصالح كثيرة متعددة، بدءا من التصدى للأزمات الاقتصادية الحالية وأهمها الأزمة الناتجة عن حرب أوكرانيا وروسيا، التى امتدت أكثر من ستة أشهر وأثرها السيئ على كل دول العالم، وحتى الآن لا يعلم أحد إلى متى ستستمر أو متى تنتهى هذه الحرب.
هنا يأتى دور القاهرة فى جمع الشمل العربى، وجزء من استراتيجية متكاملة للسياسة الخارجية المصرية والتحرك فى كل الاتجاهات مع التوازن فى العلاقات من أجل مصلحة البلاد والاستفادة من هذه التحركات فى مزيد من التعاون مع كل أقطاب العالم، بل العودة إلى الحضن العربى، ثم الحضن الإفريقى بعد ترك الساحة لفترات طويلة؛ فإن الأمن القومى المصرى يتركز فى عمق العلاقات على هذين المحورين، وأن مصر يمكن أن تلعب دورًا فاعلًا على كل الجوانب وأهمها العنصر الاقتصادى، كما أن العمق الإفريقى من أهم المحاور للصادرات المصرية والتعاون فى كل المجالات، وقد بدأت فعلا العجلة فى الدوران، ونجد أن مصر تحاول سريعا أن تعوض فترة الجفاف فى العلاقات مع الدول الإفريقية.. ولم ننس فى ذلك القضايا على المستوى الدولى ومحاولة المساعدة وتبنى حلول سلمية لهذه الأزمات، وبصفة خاصة القضية الفلسطينية ومشكلة ليبيا وأيضًا الوصول إلى وفاق عراقى، ولم تتخل عن التواصل مع كل من سوريا واليمن لحقن الدماء وعودة هذه الدول لسابق عهدها، لذا نأمل أن يكون اللقاء الخماسى بداية لتكوين تعاون وثيق بين هذه الدول وتمتد إلى دول العالم العربى.
غضب الطبيعة
هذا هو التوقيت السنوى للأعاصير والسيول والحرائق التى بدأنا فيما يبدو التعود عليها كموعد ثانوى..
ففى الجزائر تشتعل الحرائق فى الغابات فى ولاية الطارف وسكيكة، والتى أتلفت مئات الفدادين من الأشجار والزراعات، كذلك الماشية والمنازل وسارع الأهالى وقوات الإنقاذ لمساعدة المنكوبين وانتقل الوزير الأول الجزائرى لهذه الولايات للمساعدة وأصدر أوامره بصرف التعويضات.. بل والتحقيق فى أسباب هذه الحرائق والتى ثبت أن جزءا منها بفعل فاعل آثم يجب محاسبته على جريمته.
السودان بدأت السيول تعزل أماكن كثيرة فى ولاية الجزيرة والخرطوم وتقطعت السبل بالمواطنين، الذين أصبحوا بلا سكن أو مأوى بعد أن جرفت السيول منازلهم وزراعاتهم وقتلت ماشيتهم وعزلتهم عن البلاد، بل يصعب فى بعض الأماكن وصول المساعدات وتعود إلى حيث أتت.
المغرب أيضًا امتدت الحرائق فى الغابات وبفعل الرياح كانت سرعة الانتشار وصعوبة وقف أو محاصرة النيران.
هذا فى محيطنا العربى، وهناك دول كثيرة يمتد إليها هذا الخطر وجزء كبير من الأسباب هو تغير المناخ واختلال الطبيعة بفعل الإنسان.
هل سيكون هذا له تأثير على الدول الكبرى التى تسببت فى كل هذه الأزمات.. ويلقى العبء على مؤتمر المناخ.