مازلنا مع واحة سيوة الجميلة، الممتعة.. فقد نصحنا الزميل والصديق حمدى حمادة، بضرورة "الدفن" فى رمال سيوة الساخنة للتخلص من آلام المفاصل والعمود الفقري.
وتحمست "الشلة" وأغلبها من العواجيز، الذين وهن عظمهم وشاب شعرهم، ولكن عند السفر المحدد لم يشارك سوى خمسة صحفيين ومهندس!
وبدأت الرحلة من ميدان عبد المنعم رياض بالقاهرة، حيث تحرك الأتوبيس فى العاشرة والنصف مساء، وبعد أكثر من 850 كيلو تخللها أربع استراحات فى الطريق والمرور بمدينة مطروح، وصلنا سيوة في العاشرة والنصف من صباح اليوم التالي.
وعلى الفور، اصطحبنا مندوب مركز العلاج إلى الاستراحة ثم "بركة الملح"، حيث قضينا بها حوالى نصف ساعة من السباحة والطفو على مياهها.. مع الحذر الشديد من التزحلق والإصابة!، وبعد إزالة آثار الملح ذهبنا إلى الخطوة العلاجية الثانية، وهى "كهوف الملح"، التى صممت بمواصفات خاصة وفرشت أرضيتها بالملح المحبب المستخرج من البرك، وهذه المرحلة مفيدة فى تخليص الجسد من الطاقة السلبية المعششة فيه، خاصة لو كان المريض صحفيا!
الخطوة الثالثة كانت "الدفن" فى الرمال الساخنة، حيث يخصص لكل مريض خيمة صغيرة لا تستوعب سوى شخص واحد، أمامها مباشرة حفرة الدفن، ويتخلص المريض من كل ملابسه داخل الخيمة ويصبح كما ولدته أمه، مع الاستعانة بفوطة صغيرة لتغطية "عورته"!
وبعد الدفن تسحب الفوطة ويغطى جسده ب الرمال الساخنة "المولعة"، التى تسبب لسعة أولية للجسد تشبه شكة الحقنة، وبعد ذلك يمكن تحملها لمدة 15 أو 20 دقيقة، مع تغيير هذه الرمال بعد سبعة دقائق برمال جديدة نظيفة ساخنة، ويقوم "الدفاس" بالضغط بقدمه على الجسد المدفون لملء الفراغات الهوائية المحيطة به بالرمال، حيث تكون مسام الجلد كلها قد تفتحت وخشية من دخول الهواء للجسم، وبعد انتهاء عملية الدفن يغطى الجسد ببطانية سميكة لحين دخوله الخيمة الخاصة به، ويظل "عريانا" لمدة تصل إلى نصف ساعة حتى انتهاء تساقط "العرق" من جسده، مع شرب زجاجتى الحلبة واليانسون الموجودتين بالخيمة؛ لتعويض الجسد ما فقده من سوائل، ثم يرتدى الشخص ملابسه ويذهب لاستراحة مؤقتة يشرب فيها ليمونا ساخنا، وبعدها يذهب لمكان الإقامة، حيث يجد سريره فرش بقطعة من البلاستيك ويطلب منه الاسترخاء أو النوم بكامل ملابسه لمدة ساعة على الأقل، حيث يتخلص الجسد من كامل "عرقه" القديم!
بعد ذلك التخلص من الملابس المبللة والراحة أو التجول فى المدينة وزيارة بعض معالمها الشهيرة استعدادًا لليوم الثانى، فالعلاج يتضمن الدفن ثلاث مرات فى ثلاثة أيام متتالية، وعند الانتهاء من الدفن فى الرمال يمكن للشخص الخضوع لعملية التدليك بزيت الزيتون، ثم الحجامة من خلال أشخاص متخصصين؛ ليتخلص الجسم من الخلايا الميتة والدم الفاسد، بعدها يشعر الشخص بتحسن ملحوظ فى حركته وأداء أعضاء جسده المختلفة!
ولكن المهم الالتزام بالتعليمات وضوابط العلاج، خاصة عدم التعرض لهواء مباشر من المروحة أو أجهزة التكييف، مع عدم الاستحمام لمدة تصل إلى أسبوع شامل أيام الدفن الثلاثة وما يليها من أيام، كذلك عدم تناول البطيخ والعنب والمانجو تجنبا للسكريات والأملاح.
وإلى الأسبوع القادم إن شاء الله