سياسى وعسكرى وأول رئيس مصرى حكم مصر بعد إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، ولد عام 1901 بالخرطوم نظرا لتنقل والده فى العمل بين مصر والسودان.. اختارته مجموعة الضباط الأحرار رئيسا لها عند قيام الثورة. هو اللواء محمد نجيب الذى رحل فى مثل هذا اليوم عام 1984.
التحق بالكُتاب وهو فى السادسة، توفى والده يوسف نجيب فى الخرطوم عام 1914 ومنحت السودان للأسرة معاشا 196 جنيهًا.
وعادت الأسرة إلى القاهرة بعد أن حصل نجيب على الشهادة الابتدائية، وتقدم إلى المدرسة الحربية فى مصر، ولكن رُفض بسبب قصره، فعاد إلى الدراسة بالسودان ولجأ إلى رياضة العقلة، وفى عام 1917 وصله تلغراف من المدرسة الحربية تدعوه إلى الكشف الطبى فعاد إلى القاهرة وعمره 16 عاما، وجاء إلى القاهرة لدخول الكلية الحربية وتخرج منها 1918.
وسافر ثانية إلى العمل بالسودان كضابط بالجيش المصرى بالكتيبة 17 مشاة، ومنها إلى سلاح الفرسان ثم الحرس الملكي بالقاهرة عام 1942.
حركة الضباط الأحرار
واستعان الضباط الأحرار بمحمد نجيب بوجوده معهم لكبر سنه وعلو رتبته العسكرية وشجاعته بعد نجاحه في انتخابات نادى الضباط ليصبح قائدا لحركة الضباط الأحرار، وبعد نجاح الثورة أصبح أول رئيس جمهورية فى تاريخ مصر، وبدأ الشعب يحب محمد نجيب.
شكل اللواء محمد نجيب الوزارة برئاسته في 8 سبتمبر 1952، واحتفظ لنفسه فيها بوزارة الحربية والبحرية والقيادة العامة للقوات المسلحة، تحت مجلس الوصاية الذي عين لإدارة البلاد، وكان جمال عبد الناصر نائبا للوزارة.
دبت الخلافات بين نجيب ومجلس قيادة الثورة، فأعلن صلاح سالم وزير الإرشاد وشئون السودان، أن اللواء نجيب يحاول الانفراد بالسلطة، وأن مجلس قيادة الثورة قرر استبعاده، ويصدم الشارع المصري وتخرج المظاهرات، وتذيع الإذاعة فى بيان لها عودة نجيب إلى الحكم فى فبراير 1954.
واستمر نجيب في موقعه إلى أن وقع حادث المنشية ومحاولة اغتيال عبد الناصر بالإسكندرية فهتفت الجماهير بحياة جمال عبد الناصر، واتخذ أعضاء مجلس قيادة الثورة قرارا باستبعاد نجيب بتهمة تعاونه مع الإخوان والحكم عليه بالإقامة الجبرية فى منزل زينب الوكيل بالمرج، وظل فيه إلى أن قرر الرئيس السادات عام 1971 إنهاء الإقامة الجبرية لنجيب، وتم منعه من الظهور إعلاميًّا أو اجتماعيًّا.
وفى 1983 أمر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بتخصيص فيلا فى القبة للواء محمد نجيب بدلا من فيلا المرج التى استردها أصحابها، إلى أن رحل عام 1984.
الإقامة الجبرية
فعلى مدار عامين أو يزيد قليلًا، اشتد الصراع بين جمال عبد الناصر واللواء محمد نجيب على السلطة وهو ماعرف بـ"أزمة مارس"، انتهى بإعفاء نجيب من منصب رئيس الجمهورية في 14 نوفمبر 1954، ومنعه من دخول مكتبه بقصر عابدين، وقال له المشير عامر: "لقد قرر مجلس قيادة الثورة إعفاءكم من رئاسة الجمهورية، وإن الإقامة في فيلا المرج لن تزيد عن أيام"، فرد عليه نجيب: أنا لا أستقيل، أما إذا كان الأمر إقالة فمرحبا.. انتقل بعدها وسط حراسة إلى فيلا المرج بعد مصادرة أوراقه وتحفه ونياشينه التي كانت في بيته، وتركوا له في الفيلا سريرا متواضعا، وكانت كل تسليته قراءة القرآن الكريم، وقراءة الكتب وتربية الكلاب والقطط التي قال عنها إنها أكثر وفاء من البشر.. كما ذكر في مذكراته التي نشرها الكاتب الصحفي عادل حمودة، بعنوان "كنت رئيسا لمصر".
العد التنازلي للثورة
ويحكى اللواء محمد نجيب عن بداية الثورة فيقول: كان تعيينى مديرا لسلاح الحدود في عام 1949 بداية العد التنازلي للثورة، وحمدت الله أنني لم أُنقل إلى قيادة الجيش؛ لأن ذلك معناه أنني يجب أن أكون قريبا من الملك رغما عن إرادتي، وكان الفساد قريبا مني وكانت رائحته على مرمى أنفي.. كان الفساد في سلاح الحدود الذي كنت رئيسه، وكانت انتخابات نادي الضباط فعلا هي الثورة، فالملكية انتهت في مصر بعد انتخابات نادي الضباط، وحصلت على أغلبية ساحقة في رئاسة النادي، أعطيت لمصر كل ما أملك من حب وإخلاص ووفاء، وفعلت المستحيل لينصلح حالها ولترفرف الديمقراطية الى جانب علمها، وإذا كنت قد أخطأت فبحسن نية وجل من لا يخطئ، كما أن خطأي لم يكن سوى قطرة ماء إذا ما قورن بمحيط العذاب الذى غرقت فيه من يوم خرجت من قصر عابدين حتى أكتوبر 1983.