«الألف الذهبية» مبادرة رئاسية لدعم صحة المرأة والطفل

«الألف الذهبية» مبادرة رئاسية لدعم صحة المرأة والطفلحسام عبد الغفار المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة والسكان

مصر30-8-2022 | 14:27

الاستثمار والتنمية فى الصحة من أولويات الجمهورية الجديدة، فهناك أربعة من بين أهداف التنمية المستدامة الثمانية تتصل اتصالا مباشرا بالصحة، وهناك اهتمام رئاسى بصحة المرأة والطفل، واليوم نشهد مبادرة تضع الأم والطفل فى بؤرة الاهتمام إيمانا بأنهما النواة الحقيقية لمستقبل صحى أفضل نفسيا وجسمانيا.

« الألف الذهبية لتنمية الأسرة المصرية» مبادرة جديدة سيتم إطلاقها خلال أيام من قبل وزارة الصحة والسكان، وهناك مساعٍ قوية لتكون مبادرة رئاسية جديدة لتجوب المحافظات لنشر الوعى بأهمية الألف يوم الذهبية التى تشمل فترة الحمل والسنتين الأولى من حياة الطفل، وتوضيح أهمية هذه الفترة التى يتكون فيها 85% من النمو العقلى والجسمانى للطفل، وتسلط الضوء على حقوق الطفل فى عدم تعرضه لمخاطر الحضانات عقب الولادة القيصرية وحقه فى حياة صحية خالية من الأمراض.. فى السطور التالية سنوضح أهمية هذه المبادرة والقضايا التى سيتم استهدافها وأيضا العائد منها.

أعلن د. خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، أن حالات الولادة القيصرية فى مصر شهدت زيادة ملحوظة، وأن 60% من حديثى الولادة يحتاجون لدخول حضانة وهذا له علاقة بزيادة عدد حالات الولادة القيصرية وما لها من آثار صحية قصيرة وطويلة الأجل على الأطفال، منها الإصابة بالالتهاب الرئوى والربو وحساسية الصدر والتوحد، بالإضافة إلى تعرض الأم إلى مخاطر صحية كبيرة قد تصل إلى الوفاة، بالإضافة إلى اهتمام وزارة الصحة بالمضى قدما بأقدام ثابتة نحو تقديم حلول للزيادة السكانية، وأهمية تقديم إرشادات أسرية للمقبلين على الزواج، والتأكيد على حقوق الطفل فى حياة صحية أفضل، كان الدافع لإطلاق مبادرة « الألف الذهبية لتنمية الأسرة المصرية»، والمعنية بالألف يوم من الحمل وحتى انتهاء فترة الرضاعة والتى تعد الفترة الأهم فى حياة الإنسان.

فى هذا السياق أكد د. حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة والسكان، أنه خلال أيام سيتم إطلاق مبادرة الألف الذهبية التى تستهدف صحة أطفالنا والأم، مضيفا: هذه المبادرة مهمة جدا لأنها تستهدف الأسرة قبل الزواج بتقديم مشورة مجتمعية ثم اختيار توقيت الإنجاب والذى يفضل أن يكون بعد سنة من الزواج، واستعداد الزوجين لاستقبال الطفل وحق الطفل يبدأ من اللحظات الأولى للحمل وحقه فى الولادة الطبيعية التى تحميه من دخول الحضانات، لأن معظم المواليد للعمليات الولادة القيصرية يحتاجون دخول حضانات وهذا يعرض الطفل لمخاطر صحية تصل إلى التوحيد بالإضافة إلى المخاطر التى تتعرض لها الأم، والمبادرة أيضًا تهتم بتشجيع الرضاعة الطبيعية والتى تحمى الطفل وتعزز جهازه المناعى وتحميه من الكثير من الأمراض، والتغذية السليمة للطفل وحمايته من التقزم والسمنة والسكر، وهذه الأمراض أصبحنا نراها فى الأطفال بنسب كبيرة للأسف.

ولنتعرف على تفاصيل المبادرة قالت د. عبلة الألفي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، ومؤسس ورئيس الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال، ومؤسس مبادرة « الألف الذهبية لتنمية الأسرة المصرية، إنه سيتم توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة الصحة والسكان بشأن مبادرة « الألف الذهبية لتنمية الأسرة المصرية» ونسعى إلى دعم القيادة السياسية لتكون مبادرة رئاسية إيمانا منا باهتمام الرئيس ب صحة المرأة والطفل والأسرة المصرية، وهذه المبادرة مهمة جدا خاصة فى هذه الفترة لأن الاستثمار فى صحة الأطفال يوفر على الدولة ملايين فى المستقبل، من خلال تلافى حدوث أمراض وحل أزمات الحضانات وتلافى مخاطرها الصحية على الأطفال، بالإضافة إلى تقديم استشارات اجتماعية للمقبلين على الزواج وتوعيتهم بأهمية جاهزيتهم لاستقبال طفل وحقوقه فى الرعاية والتغذية السليمة وأهمية الاكتشاف المبكر للأمراض، وأن الألف يوم الأولى فى حياة الطفل عرفت عالميًا ب الألف الذهبية لأهميتها فهناك 270 يومًا مرحلة الحمل، و730 يوما مرحلة الرضاعة، حيث تتكون فى هذه المدة 85% من النمو العقلى والنفسى للطفل، وخلال هذه الفترة يمكن تلافى الكثير من الأمراض مثل التقزم والسمنة والتوحد والسكر، وأيضا الاكتشاف المبكر للأمراض يسهل علاجها والوصول إلى نسب شفاء كبيرة بتكلفة اقتصادية أقل، وما يهمل فى هذه الفترة لا يمكن تعويضه.

وتضيف د. عبلة الألفي: المبادرة أيضًا تستهدف تقليل أعداد الولادات القيصرية غير المبررة طبيا، حيث سجلت مصر خلال السنوات الأخيرة أرقامًا مخيفة فى عدد الولادات القيصرية، حيث احتلت المرتبة الأولى عالميًا بنسبة تصل إلى أكثر من 63%، وتصل إلى نحو 75%، بالإضافة إلى زيادة الطلب على الحضانات بشكل يفوق قدرات الكثير من الدول، وهذا جعلنا نؤسس تلك المبادرة وبالتعاون مع وزارة الصحة والسكان لحماية الأسرة المصرية.

وأشارت إلى أن المبادرة هدفها حماية الأسرة المصرية من أضرار كثيرة مترتبة على العمليات القيصرية، ومنها إصابة الكثير من الأطفال بالإعاقة والتوحد، وزيادة السمنة لدى الأطفال، كما أنها تقلل من إدرار اللبن الطبيعى الغنى بالأجسام المضادة والمفيدة للرضيع، ناهيك عن التكلفة المادية فهناك عمليات تبدأ من 10 آلاف إلى 50 ألفا وأكثر لإجراء تلك الجراحة، والتى تتكرر أكثر من مرة، بالإضافة إلى المخاطر الصحية التى تتعرض لها الأم أثناء العملية وما بعدها، ونحو 5 مليارات جنيه تكلفة الولادات القيصرية سنويا وتصل إلى نحو 120 مليارا مع حدوث المشكلات الصحية والمضاعفات التى تحدث للأم والطفل.

وأوضحت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أنه تم تأسيس ائتلاف «دعم الولادة الطبيعية» ويضم عددا كبيرا من أساتذة الجامعات وقيادات ب وزارة الصحة وأعضاء من مجلسى النواب والشيوخ ومنظمات المجتمع المدني، لمواجهة ظاهرة «القيصرية»، وسنعمل من خلال المبادرة التى تم إطلاقها وتوقيع البروتوكول مع وزارة الصحة على رفع الوعى لدى المجتمع كاملا، وتغيير الممارسات الصحية التى تؤثر بشكل سلبى على صحة الإنسان، وأيضا تدريب الفرق الطبية، و»القابلات»، بالوحدات والمراكز الصحية والمستشفيات لعودة الولادة الطبيعية وعدم «الاستسهال» للقيصرية حماية لصحة الأم والجنين، مشيرة إلى أن هناك بروتوكولا مع إحدى الجامعات الأهلية لتدريب «القابلة» بها.

وفى السياق نفسه قال د. عمرو حسن، أستاذ النساء والتوليد بقصر العينى ومقرر المجلس القومى للسكان السابق، إن منظمة الصحة العالمية أعلنت عام 1985 أن معدل الولادة القيصرية يكون من 5 إلى 15% وأن النسبة فوق 15% تعتبر غير مبررة طبيًا، لافتا إلى أنه بعد 30 سنة اضطرت المنظمة إلى مراجعة النسبة، حيث إن كل دول العالم تعدت نسبة الـ 15%، وفى 2015 أوضحت المنظمة أنه لا توجد نسبة معينة يمكن تحديدها كنسبة مقبولة، مشيرة إلى أنه يجب أن تتم «الولادة القيصرية» فقط للمريضة التى تحتاجها.

أما بالنسبة لـ «القيصرية» فى مصر طبقا لنتائج المسح السكاني، فيؤكد د. عمرو أنه فى سنة 2000 كانت 10%، وفى سنة 2008 كانت 27.6%، بينما فى سنة 2014 كانت 51.8% مشيرًا إلى أن «مصر تحتل المرتبة الثالثة عالميًا بعد جمهورية الدومينيكان والبرازيل»، أى أن أكثر من نصف الولادات فى مصر هى الولادة القيصرية، لافتا إلى أنه من سنة 2000 إلى 2008، زادت الولادة القيصرية لأكثر من الضعف «من 10% إلى حوالى 28% ومن سنة 2000 إلى 2014، الولادة القيصرية زادت أكثر من 5 أضعاف» من 10% إلى حوالى 52٪، وفى عام 2018 أظهرت بعض التقارير أن مصر وصلت النسبة بها إلى 63%.

وأوضح أستاذ النساء والتوليد أن أعلى محافظة فى نسبة الولادة القيصرية كانت بورسعيد وبلغت النسبة فيها 77%، وأقل محافظة كانت مرسى مطروح بنسبة 26%، كما أن نسبة إجراء العمليات «القيصرية» فى المستشفيات الحكومية 45%، بينما بلغت فى المستشفيات الخاصة 66% «يعنى من كل ٣ ولادات، ولادتان قيصري».

وحول الأسباب والعوامل التى ساهمت فى زيادة معدلات الولادة القيصرية، ذكر د. عمرو حسن عددا منها، وهى عدم ممارسة الرياضة، حيث إن الرياضة تساعد فى توسيع الحوض وتقوية عضلات البطن مما يسهل عملية الولادة، بينما عدم ممارسة الرياضة يجعل الحامل تجد نفسها فى نهاية التسعة أشهر تشعر بآلام الظهر ناتجة عن ضعف بفقراته، وبالتالى تستعجل الولادة القيصرية للتخلص من آلام الظهر ومع قلة الحركة، واعتماد المرأة على الأجهزة الكهربائية فى تأدية واجباتها المنزلية، فقد أثرت سلبا تلك العادات على تكوين عظام وعضلات الحوض وإصابتها بالضيق والضعف، وهو ما صعب بدرجة كبيرة من إتمام عملية الولادة فى صورتها الطبيعية، وجود موروثات قديمة أوضحت معاناة آلام الأم خلال ولادتها، مما يؤدى إلى طلب بعض السيدات إجراء القيصرية، عدم توافر العديد من الجوانب الخاصة بالخدمة الطبية اللازم توصيلها للمرضى أثناء الولادة الطبيعية فى بعض المستشفيات، مما جعل العديد من أصحاب الطبقة الوسطى بالمجتمع لديهم الخوف والرهبة من الدخول فى الولادة الطبيعية وطلب القيصرية مسبقًا، أن الولادة القيصرية يكون معدا لها مسبقًا ويتم الانتهاء منها فى خلال نصف ساعة على الأكثر، غير الولادة الطبيعية.

وتابع: ضعف الثقافة الطبية عند الزوج والزوجة مما يترتب عدم معرفتهم بأهمية الولادة الطبيعية، وانعكاس طريقة الولادة على نوع الرضاعة، ومن ضمن هذه المفاهيم الخاطئة أن نسبة متكاثرة من السيدات بدأن يطلبن من أطبائهن أن تكون الولادة قيصرية نتيجة مفاهيم خاطئة من أن الألم يكون أقل فيها عن الولادة الطبيعية، أو أن الولادة الطبيعية المتكررة تؤدى إلى ضعف عضلات العجان «منطقة أسفل الحوض» مما يؤثر بعدها على العلاقة الجنسية بالسلب، أو أن الولادة القيصرية تحافظ أكثر على شكل الجسم الخارجي، لكن هذه المفاهيم فى معظمها مغلوطة، فالألم المترتب على الولادة الطبيعية أقل من ذلك الخاص بالولادة القيصرية، حسب السيدات اللاتى خبرن التجربتين، حيث إن أوجاع المخاض الطبيعى هى آلام مؤقتة، يزول معظمها عقب الولادة مباشرة، باستثناء جرح العجان، الذى يلتئم فى خلال أسبوع تقريبًا، أما فى حالة الولادة القيصرية، فإن آلام عضلات البطن وجرح الجلد تستمر لعدة أسابيع. كما أن الطبيب الكفء يحافظ قدر الإمكان على قوة عضلات العجان عقب الولادة، عن طريق خياطة هذه العضلات بطريقة علمية سليمة، إلى جانب أن تمرينات ما بعد الولادة تؤدى إلى نتائج ممتازة فى هذا الشأن وتحافظ فى الوقت ذاته على الشكل العام للجسم، ومن المفاهيم السائدة أن الحامل «تأكل لاثنين» وهذا يؤدى إلى زيادة مفرطة فى الوزن أثناء الحمل قد تتعدى العشرين كيلو مع أن الوزن الأمثل لزيادة الوزن أثناء فترة الحمل لا يزيد على 12 كيلو جرامًا، فالسمنة المفرطة يمكن أن تؤدى إلى مشكلات الولادة العسرة.

واستكمل د. عمرو: فقدان رعاية الأم الحامل حيث إن ثلث سيدات مصر لا يجرين الزيارات المفترض إجراؤها للطبيب خلال فترة الحمل، نتيجة للفقر أو صعوبة رعاية الأم فى المستشفيات العامة أو وحدات الرعاية، مما يترتب على ذلك أن بعض الحالات تعانى من أمراض كتسمم الحمل مما يستدعى الولادة القيصرية، تقدم سن الزواج لدى الإناث، وبالتالى عمر المرأة عند الإنجاب للمرة الأولى، حتى إن هناك تزايدا فى حالات الإنجاب الأول بعد سن 35، فاللجوء إلى «العملية القيصرية» يكون أكثر أماناً للأم والجنين فى هذه الحالات، كما أن التقدم فى التقنيات الحديثة لعلاج العقم، وتنشيط المبايض أدى إلى ارتفاع نسبة تعدد الأجنة داخل الرحم، وبالتالى «الولادة القيصرية»

أضف تعليق