تواصل جامعة القاهرة فعاليات الدورة الثانية لتدريب 50 إماما من وزارة الأوقاف فى مجال اللغة العربية، والتى افتتحها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، واستضافت فى يومها الرابع الدكتور عبد الستار الحلوجى وكيل كلية الآداب الأسبق وعضو مجمع اللغة العربية والحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية فى علوم المكتبات، لإلقاء محاضرة تحت عنوان " التراث العربى المخطوط: الرحلة والتميز".
وتناولت المحاضرة العديد من المحاور، أبرزها مفهوم التراث والميراث والدلالات الاصطلاحية فى المعاجم العربية والعلوم، ودور المكتبات الوطنية فى حفظ تراث الأمة من الفكر والسلوك والعلم والقيم، ونسبة الثقافة العربية الإسلامية بمعيار المكان أو الزمان أو الحضارة، ومفهوم المخطوط والنقوش والآثار والعقود وسبل التأريخ بالأحداث الكبرى للأمة، وعصر الطباعة وغروب عصر المخطوطات ومميزات المخطوط العربى وسبل تحقيقه، وارتباط العربية بالقرآن الكريم فى نصوص العبادات وعراقة انتشارها مع الإسلام، ومحافظة العربية على نقائها وبداية المجتمع الاصطلاحى مع الرسول صلى الله عليه وسلم فى المدينة، ورؤى الاستشراق عند ديورانت فى قصة الحضارة وسارتون حول لغة العلم والمعرفة، وكتاب القانون لابن سينا وترجماته إلى اللاتينية وأهمية كتابة تاريخ العلوم، وأهمية إعمال العقل والتفكير النقدى فى قراءة الخبر التاريخى وتفسيره.
كما تضمنت المحاضرة محاور أخرى حول التدوين ودار الحكمة وقلم الترجمة ودور حنين بن إسحاق، وبيان أدوار الخوارزمى والرازى وابن النفيس وابن البيطار والبيرونى وابن الهيثم، وواجبات الخطيب فى احترام عقول المستمعين وافتراض الذكاء والفهم للمتلقى، وتاريخ حوانيت الوراقين وأسواق الكتب ومكتبات المساجد والخلفاء والمكتبات، وتحديات التراث من خلال الحروب وهجمات المغول وإتلاف الكتب والمكتبات، والتحذير من ثقافة الأرصفة والجهل بقيمة الكتب بين التهميش والتقديس، وتجديد التراث دراسة ونقدا وتحليلا وانتقاء ومراجعة ومساءلة، ومحاولات التجديد فى التبسيط والاختيار والتهذيب والتقريب للأجيال.
وفى ختام المحاضرة، تم فتح باب النقاش وطرح الأسئلة حول موضوع المحاضرة والإجابة على التساؤلات المختلفة التى طرحها الأئمة المتدربون، بما يعزز لغة الحوار لديهم والانفتاح على القضايا المختلفة وإثراء فكرهم من خلال تفاعلهم المباشر مع المحاضر.