تحت عنوان "الاجتهاد ضرورة العصر.. (صوره - ضوابطه - رجاله - الحاجة إليه)" تعقد وزارة الأوقاف فى الفترة من ٢٤ إلى ٢٥ سبتمبر الجاري، المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
وبحسب تصريحات للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، يسعى المؤتمر من خلال مشاركة وفود تمثل الدول الإسلامية فى العالم إلى مناقشة كيفية إعمال العقل في فهم النص والتجديد المستمر في ضوء الحفاظ على الثوابت ومراعاة المستجدات باعتبارها مطلبا شرعيا تحتاجه الأمم الآن أكثر من أي وقت مضى.
وزير الأوقاف، والذي يعتبر أن نشر الدين الوسطي المستنير مهمة نعمل جميعًا على نشرها، بين فى تصريحاته الصحفية أن المؤتمر جاء تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بالحفاظ على الثوابت ومراعاة المستجدات، موضحًا أنه وجه في أكثر من لقاء ببناء جيل من الأئمة واع مستنير.
ويرجع "جمعة" تحديد واختيار موضوع المؤتمر لما يمثله فتح باب الاجتهاد واسعًا في العصر الحاضر من ضرورة ملحة من جهة، وبيان أن لهذا الاجتهاد أصوله وضوابطه ورجاله المتخصصين من جهة أخرى، مع ما تفرضه ضرورة العصر من الحاجة إلى الاجتهاد الجماعي أو المؤسسي، وبيان مفهوم الإجماع السكوتي في العصر الحاضر، وبناء وتكوين وإعداد وتأهيل العلماء المؤهلين للاجتهاد، والنظر بعين الاعتبار البالغ لمعطيات العلم التطبيقي عند الاجتهاد أو الإفتاء أو إطلاق الأحكام المتعلقة به، وكذلك المعطيات الطبية والبيطرية والاقتصادية والقوانين الدولية وعلاقتها بالإفتاء الشرعي، ومستجدات القضايا الحياتية كالتعامل بالعملات الافتراضية، والمسئولية الفردية والجماعية تجاه قضية المناخ وموقع الإضرار بالبيئة من الأحكام الشرعية.
وأكد أن الاجتهاد يعني التخصص في كل شيء وليس الأمر كلأ مباحاً، فلابد لكل فن أن يكون له أهله وضوابطه، والاجتهاد له ضوابط صارمه، وقد عرف تاريخنا العظيم رجالاً، منهم الواعظ والعالم والمفكر، ونحن في حاجة إلى جهود الجميع، وقد لا يغني أحدهم عن الآخر، لكن مكمن الخطر في تجاوز الحدود، وتقمص بعض الناس دورًا ليسوا له بأهل، أو محاولتهم فرض هذا الدور على الآخرين، لما يترتب على ذلك من خللٍ في عملية البناء الفكري للمجتمع، أو في هندسة هذا البناء على أقل تقدير.
ويؤكد وزير الأوقاف أن مجتمعاتنا في أمسّ الحاجة إلى تحديد الدور المنوط بكلٍ من الواعظ والعالم والمفكر، وتوظيف كل في مجاله وميدانه، حتى لا تختلط الأمور، ويرتبك المشهد، ولا سيما في مجال الفكر الديني المعروف بدقّته وحساسيته، وحاجة المجدد فيه لأدوات لا تكاد تتوفر إلا في من أفنى حياته فيه علمًا وفكرًا ومدارسة، إضافة إلى ما يمنّ الله به عليه من مقومات وملكات خاصة، وما يحصله من خلال الخبرة والدربة والممارسة وخوض غمار الحياة العامة، مع القدرة على فك شفراتها وتحدياتها، والقدرة على قراءة الواقع بكل أبعاده وتحدياته وتعقيداته وتجلياته برؤية ثاقبة وفكر مستنير.
كما يؤكد أن الأمم في أمس الحاجة إلى جهود علمائها ومفكريها وجهود سائر أبنائها، لكن يظل نبوغ المفكرين في كل الأمم هو العملة النادرة والثروة الأعلى والأغلى، والتي بقدر ما تمتلك منها الأمم من الطاقات والخبرات بقدر ما يكون تقدمها وازدهارها، وتبوء مكانتها في مصاف الأمم المتقدمة
ويتناول المؤتمر عددا من المحاور وهي:
المحور الأول: الاجتهاد ضرورة ملحة في عصرنا الحاضر.
المحور الثاني: صور الاجتهاد وضوابطه.
المحور الثالث: المجتهدون وإعدادهم.
المحور الرابع: نماذج عصرية ملحة في المجالات الاقتصادية والطبية والبيطرية والبيئية وغيرها، مثل:
- التعامل بالعملات الافتراضية.
- تدويخ الحيوان قبل ذبحه.
- موقع الإضرار بالبيئة من الأحكام الشرعية.
- المحور الخامس نماذج مختارة للاجتهاد المؤسسي.
ويتضمن المحور الرابع من محاور المؤتمر الحديث عن البيئة، ومن الأبحاث المقدمة في قضية التعامل مع البيئة من ناحية الأحكام الشرعية، بحث قدمه الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية بعنوان: " المدخل الفقهي المعاصر لمواجهة مستجدات التعدي على البيئة في التشريع الإسلامي"، وهو بحث يجمع بين الجانبين الجانب القانوني والجانب الشرعي ووظف فيه خبرته توظيفًا جيدًا.
وقد قُدِّم لهذا المؤتمر أكثر من 25 بحثًا حتى الآن قام على كتابتها علماء متخصصون بخبرات شرعية وخبرات اقتصادية.