لأن طفولتهم أبسط حقوقهم

لأن طفولتهم أبسط حقوقهمايهاب القسطاوى

الرأى4-9-2022 | 14:52

شعور عميق بالحزن اجتاحني، وأنا أطالع خبر مصرع طفل يبلغ من العمر ثمانية أعوام أسفل إطارات سيارة سرفيس أثناء إصلاحها، داخل ورشة إصلاح إطارات بنطاق مدينة دسوق كان يعمل بها، لتسقط السيارة عليه وتودى بحياته فى الحال، وفى رأيى أن هذا الحادث، يعيد فتح الملف المؤلم "ملف عمالة الأطفال".

والحقيقة أنني أعشق أولئك الأطفال من الذين عصفت بهم قسوة الحياة، فجرّدتهم من رداء طفولتهم البريء، "الملائكة ذات الأجنحة المتكسرة" كما أفضل أن أطلق عليهم دائما وأبدا ولعل ولعي وعِشقِي لهم يعود إلى كونهم يشبهون قلبي وقلبي يشبههم، ولا أخفيكم سرا، أنه أحيانا كثيرة ينتابني شعور جامح أن أمر عليهم، فى كل حارات وأزقة وشوارع الوطن الممتدة، لأقدم لهم من قلبي كسرة خبز، ومن روحى قبلة أمل، فهم وحدهم الرائعون الذين تناسيناهم وتاجرنا بآلامهم وأحزانهم وأحلامهم، من قدمنا إليهم الأكفان بدلا من الألوان، من علمناهم معنى الشقاء قبل أن نعلمهم حروف الهجاء.

وفى قراءة سريعة لمؤشرات الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال فى مصر ودعم الأسرة (2018-2025)، نجد أرقاما مفزعة، فوفقًا للمسح القومي لعمل الأطفال فى مصر الذي أجراه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء والبرنامج الدولي للقضاء على عمل الأطفال فإن هناك 1.6 مليون طفل ما بين 12 لـ 17 سنة يعملون فى مصر أي ما يوازي 9.3 من الأطفال وهو ما يمثل طفلا من بين كل عشرة أطفال، وأن معدل عمل الأطفال أعلى بكثير فى المناطق الريفية عنه فى المناطق الحضرية ويبلغ ذروته فى المناطق الريفية بصعيد مصر يتبعها فى ذلك المناطق الريفية بالوجه البحري والمحافظات الريفية الواقعة على الحدود .

مما يستلزم تكاتفا وطنيا ومؤسساتيا واسعا لمواجهة استغلال هؤلاء الأطفال الأبرياء فى أي شكل من أشكال العمل بما يحرمهم من طفولتهم، وما يعيق قدرتهم على الذهاب إلى المدرسة، وما يؤثر تأثيرًا ضارًّا عقليًا أو جسديًا أو اجتماعيًا أو معنويًا عليهم بشكل عام وفى الريف بشكل خاص، والعمل بجدية على حمايتهم ومساعدتهم ومعاقبة المستغلين لهم، لأن حياة أطفالنا أهم من مكاسبهم الرخيصة ومصالحهم وحســــاباتهم، لأن معاناة أطفالنا أهم من رفاهيتهم وسعادتهم، لأن "طفولتهم أبسط حقوقهم".

أضف تعليق