2 تريليون دولار

2 تريليون دولارسعيد صلاح

الرأى5-9-2022 | 15:15

فى مقال سابق عقب مقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري، تحدثت عن أن عملية قطع رؤوس الإرهاب ممثلة فى قادة التنظيمات الإرهابية، ليست هي الهدف الأهم والأكبر، ولكن الأهم من ذلك هو تجفيف منابع تمويل هذه التنظيمات، للقضاء عليها نهائيا، وألا نكتفى فقط بقطع الذيول أو حتى الرؤوس، لأنه سرعان ما تنبت ثانية، فبدل الرأس ستنبت ألف رأس ومكان الذيل آلاف الذيول .

وأعيد الحديث عن أهمية وخطورة تمويل الإرهاب وضرورة تجفيف منابعه وقطع الطريق أمام أى دعم يصل إليه، بعدما كشف المستشار أحمد سعيد خليل رئيس مجلس أمناء وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب فى مصر - فى كلمته أمام ملتقى مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب فى مدينة شرم الشيخ الأسبوع الماضى عن تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يقدر فيه حجم المتحصلات الإجرامية التي يتم غسلها عالميًا فى العام الواحد بنحو 2 تريليون دولار، وهو ما يمثل أكثر من عشرة أضعاف حجم المساعدات الإنمائية المتلقاة على مستوى العالم وفقًا للإحصائيات الصادرة عن البنك الدولي خلال عام 2020.

الرقم ضخم، بل مخيف، ويشير إلى أن هناك دعمًا قويًا جدًا وكبيرًا ليس من أفراد ولا كيانات فقط، بل دعم من دول ودول كبرى على وجه التحديد، تخطط وتدبر وتدير وتمول وتنفذ لخدمة مصالحهم هنا وهناك، وهو ما يتطلب بالضرورة أن نكون منتبهين أشد الانتباه إلى هذا الخطر الكامن والمستتر، وأعتقد أن مصر تدرك تمام الإدراك أن مواجهة مثل تلك الجرائم ليست بالأمر اليسير، وإنما يتطلب التصدى لها، التعاون المكثف وبذل الجهد الدؤوب على كافة المستويات داخليًا وخارجيًا، وبما يواكب الممارسات والمستجدات والمعايير الدولية.

لقد عانينا من الإرهاب لسنوات طويلة مضت وضحينا بالغالي والنفيس فى معركتنا معه وما نزال نقدم من فلذات أكبادنا فى تلك المواجهة ثمنا باهظا للحفاظ على أمن وسلامة وطننا الغالي، وقد حققنا فى ذلك انتصارات كبيرة يحق لنا أن نفاخر ونباهي بها الأمم، ولا نزال مستمرين فى تلك المواجهة، ولن نتراجع ونعلم جيدا أن الحرب فى هذه الفترة شرسة، ونباح الكلاب تتعالى من حولنا والذئاب تنتظر أن تغرس مخالبها، مستغلين الأزمة التى يمر بها العالم وتؤثر فينا بشكل زائد، ولكن يطمننا ما أشار إليه المستشار أحمد سعيد خليل بأن مصر لديها فهم جيد لمخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب التي تتعرض لها، وأنها تبنت استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب وتمويله تتميز بالمرونة، وأن ذلك هو ما تقوم به وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب المصرية، إلى جانب مجموعة أخرى من الأدوار، حيث تتعدد جهود وحدة التحريات المالية المصرية باعتبارها درعًا يحمي النظم المالية والمصرفية المصرية، وأيضا يطمئننا ما وضحه وزير المالية الأسبوع الماضي خلال المؤتمر الصحفى، ويكشف به زيف وكذب أهل الشر، وخبث مخططاتهم للنيل من اقتصادنا وتشويه سمعته والتأثير عليه بالشائعات والأكاذيب.

نمر بظروف صعبة.. هذا حقيقي، وهو ما يتطلب منا أن نقف بجانب أنفسنا ووطننا حتى نعبر الأزمة المؤقتة وألا نلتفت لمن يريدون النيل منا ومن وطننا.

حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2