كيف تحمى طفلك من الإعلانات الضارة على اليوتيوب؟

كيف تحمى طفلك من الإعلانات الضارة على اليوتيوب؟صورة تعبيرية

منوعات5-9-2022 | 15:18

اقتحمت الإعلانات الرقمية الخصوصيات فى أثناء استخدام التطبيقات المختلفة أو حتى فى وقت مشاهدة قنوات “اليوتيوب”.. وبات الأمر مزعجا وضارا وخطيرا، ويصبح أكثر خطورة عندما يطارد الأطفال عبر الهواتف ويقدم لهم إعلانات لا تناسب أعمارهم، وأحيانا تكون خادشة للحياء أو تحتوى على مشاهد عنيفة تؤثر على حالتهم الذهنية والنفسية.. فى السطور التالية يرسم خبراء طريقا آمنا لحماية الأطفال من هذه الإعلانات يبدأ بعشر خطوات فقط.

فى البداية قال أحمد حسنين المدير التنفيذى لإحدى الشركات المتخصصة فى التكنولوجيا الرقمية، أن الهاتف الذكى أصبح جزءا لا يتجزأ من تفاصيل حياتنا اليومية خاصة مع ارتباطه بشبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى الخاصة بنا، كما أنه أصبح وسيلة الترفيه وتمضية الوقت الأولى عند غالبية البشر فى زمننا المعاصر، فقديما وعندما كنا أطفالا كانت الألعاب تتطلب وجود جهاز تليفزيون وجهاز اللعب ووصلات وأجهزة تحكم ضخمة، وكانت الرسوم والصورة المكونة لهذه الألعاب بسيطة جدا وأولية ومستوياتها محدودة والحصول عليها لم يكن سهلا، هذه الألعاب تطورت ووصلت لذروة تطورها مع انتشار الهواتف الذكية، التى أصبحت هى جهاز اللعب الخاص ب الأطفال نظرا لما تقدمه هذه المنصات من ملايين الألعاب المختلفة والمتنوعة على هذا الجهاز صغير الحجم، الذى نمسكه بين أيدينا ببساطة شديدة، ومع تطور رسوميات وجرافيك هذه الألعاب الرقمية الحديثة أصبحت هذه الألعاب تقدم صورة متحركة بجودة عالية جدا بألوان جذابة ومبهرة تعرض على شاشة عالية النقاء والوضوح مما يجعلها واقعية جدا، وهذا الإبهار البصرى بلاشك ساهم بشكل كبير فى انتشارها الكثيف على منصات التطبيقات الرقمية الذكية المجانية العالمية الشهيرة مثل (Google Play و IOS)، ومع هذا الإقبال الرهيب تحولت هذه الألعاب من المجانية إلى السعى لتحقيق الربح من خلال تقديم إعلانات تتخلل هذه التطبيقات و الألعاب أو حتى مقاطع الفيديو التى يشاهدها الأطفال على قنوات اليوتيوب، وبعضها يشترط الإتصال ب الإنترنت لا لسبب إلا للسماح بتسلل هذه الإعلانات الرقمية إلى المحتوى الذى يشاهده أطفالنا أو التطبيقات و الألعاب التى يستخدمونها.

خطوات أساسية

ويضيف حسنين: ولحماية أطفالنا من هذه الإعلانات علينا أن نتأكد كخطوة أولى من وجود أحد تطبيقات الحماية المعتمدة على منصة التطبيقات الذكية مثل تطبيق Adblock Plus أو تطبيق Free Adblocker Browser أو تطبيق Blokada وتثبيته على الجهاز وتفعيله على الأوضاع التى تمنع منح الأذونات لهذه الإعلانات من الظهور بشكل متكرر، وهذه البرامج تفيد أيضا فى منع عرض المحتوى الجنسى على شاشة الهاتف الذكي، الخطوة الثانية هى متابعة ما يقوم الطفل بتنزيله من منصات التطبيقات الرقمية من ألعاب وفحص الأذونات التى تطلبها والتأكد أن الأذونات التى يطلبها التطبيق هى أذونات منطقية، وأنه لا يطلب أذونات للظهور فوق التطبيقات الأخرى، أو على الأقل عدم تفعيل هذه الخاصية إن أمكن ذلك، ومعرفة ما إذا كانت التطبيقات و الألعاب تتطلب الاتصال بشبكة الإنترنت أم لا، وتدريب الطفل على هذه الأمور بهدف توعيته وتحذيره من التنزيل العشوائى أو غير المضمون، والخطوة الثالثة هى حذف الألعاب التى تطلب من الطفل مشاهدة إعلانات بشكل متكرر مقابل منحه مكافأة داخل اللعبة أو ترقيته لمستويات أعلى أو منحه مزايا ومكافآت أو رصيد من العملات (كوينز) المستخدمة فقط فى ترقية اللعبة، لأن هذه الطريقة الإعلانية تجعل الطفل مدمن مشاهدة إعلانات وتربط بين مشاهدة الإعلان والمكافآت فى عقله، مما يجعله يشاهد كم كبير جدا من الإعلانات التى تحتوى على رسائل ومضامين إعلانية قد تكون مثيرة جنسيا أو تفوق إدراكه وفهمه لمحتواها الإعلانى مما قد يؤثر على سلوكه وحالته النفسية.

الإشراف الأبوي

أما الخطوة الرابعة فهى تنظيم الألعاب على الجهاز من خلال مراجعة سجل استخدام التطبيقات بالهاتف الذكى وحذف الألعاب التى لم يستخدمها الطفل خلال فترة زمنية طويلة ومعرفة الألعاب التى استخدمها مؤخرا ومدة استخدامه لكل لعبة وإذا لاحظ الوالدان أن هناك مبالغة فى وقت استخدام إحدى الألعاب عليهم مناقشة الطفل للعدول عن استخدام هذه اللعبة لفترات طويلة خاصة إذا كانت من تلك النوعية التى تقدم مقابل لمشاهدة الإعلانات الرقمية من خلالها، والخطوة الخامسة هى ضبط الهاتف الذكى على وضعية عدم التنزيل من الإنترنت إلا من خلال شبكة الواى فاى المنزلية، ورفض كل عمليات التنزيل التى تتم من خلال شريحة الهاتف، وعند السماح للطفل باللعب بالهاتف يتم إطفاء جهاز استقبال الإنترنت المنزلى (راوتر الواى فاي) وعند حاجتهم لشبكة الإنترنت يتم السماح لهم بذلك تحت الإشراف الأبوي.

عادة خطيرة

وقالت د. ناهد شوقى استشارى الصحة النفسية: الجميع بات يعرف الآن أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين إذا يجب أن نضع هذا السلاح فى “جراب” أو حافظة تحمينا من خطورته وهذا الجراب هو الوعى، لذلك يجب أن تكون الخطوة السادسة بعد الخطوات التقنية الخمس السابقة هى توعية الطفل بخطورة السلاح وتحذيره من الآثار غير المرغوب فيها من استخدامه وتوعيته فى ذات الوقت بالاستخدام السليم له وهذا الأمر يتم بالنقاش الودود الدائم بين الأب والأم والأبناء ووضع القواعد والمسئوليات لنجعلها تشاركية مع الطفل، ثم نأتى إلى الخطوة السابعة، حيث يجب أن نتابع ما يقوم بتنزيله أطفالنا من ألعاب ولا نسمح بأن يكون التنزيل عشوائيا أبدا من ناحية، ومن ناحية أخرى نجعله شريكا فى اتخاذ قرار تنظيم الألعاب ورفض الإعلانات المزعجة فور ظهورها وعدم انتظار حتى نهاية عرضها، أو مشاهدتها بهدف الحصول على المزايا والمكافآت التى تمنحها تطبيقات الألعاب له، والخطوة الثامنة هى تحديد وقت زمنى متفق عليه لاستخدام الهاتف الذكى سواء للألعاب أو لمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لا يؤثر على استيعاب الطفل، حيث إن الدراسات الحديثة تقول إن استخدام الهاتف الذكى لساعات طويلة يؤثر على خلايا الذاكرة عند الأطفال، وإذا كنا نعتقد أن منع الأطفال منعا باتا من استخدام الإنترنت هو أمر غير منطقى وقد يؤدى لنتائج عكسية غير إيجابية.

فإننا نؤكد أن إطلاق العنان والحرية الكاملة للطفل فى استخدام الهاتف الذكى وقتما شاء هو أمر خطير وله نتائج صحية ونفسية غير محمودة.

البديل

وتضيف: بعض الأطفال للأسف الشديد وصل تعلقهم بهذه الألعاب وإعلاناتها المزعجة تحديدا إلى درجة المرض النفسى المستعصي، خاصة أولئك الذين يعكفون على ممارسة ألعاب تطلب منهم طوال الوقت مشاهدة إعلانات كشرط لاستمرارهم باللعبة أو ترقيتهم إلى مستويات أعلى أو منحهم مزايا استثنائية، وهذا الأمر تحديدا هو أمر خطير جدا لأنه يؤثر على العقل اللاواعى للطفل ويجعله بمثابة المدمن على مشاهدة هذه الإعلانات التى أصبح هناك رابطا بينها وبين المكافأة، وبالتالى أصبحت تحقق له نوعا من السعادة اللحظية وتتحول مع الوقت إلى عادة وهنا تكمن خطورتها.

والخطوة التاسعة هى تقديم البديل من خلال تعريف الطفل ب الألعاب والتطبيقات التعليمية والتطبيقات الخاصة بممارسة ألعاب الذكاء والتفكير التى تنشط العقل أو تلك التطبيقات التى تعمل على تعليمهم قواعد اللغات الأجنبية وكلماتها الأساسية بشكل بسيط وجذاب، وهنا نصل للخطوة العاشرة والأخيرة والأكثر تأثيرا على الحالة الذهنية والنفسية للطفل بشكل إيجابى وهى دفع الطفل إلى ممارسة حياته الطبيعية بعيدا عن عالم “السوشيال ميديا” وتطبيقات المحمول من خلال تشجيعه على القراءة وسماع الموسيقى الراقية وتشجيعه على ممارسة الأنشطة الحياتية والعقلية التى تناسب طبيعة مرحلته العمرية كالرسم أو الغناء أو ممارسة الرياضة أو الاستمتاع بالطبيعة وزيارة الحدائق والمتنزهات، فهذا هو العالم الحقيقى الذى يجب أن يعيشه ويتنفسه، قبل أن تتخطفه إعلانات التطبيقات و الألعاب إلى عالم رقمى وهمى افتراضى زائف وسخيف.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2