«حرب بالوكالة!».. هل يشهد العالم بؤر توتر أخرى..؟

«حرب بالوكالة!».. هل يشهد العالم بؤر توتر أخرى..؟صورة تعبيرية

يسود العالم توترات ألقت بظلالها على جميع مناحى الحياة على مستوى العالم، وأشعلت الحرب الروسية الأوكرانية فتيل الأزمة التى تشتد وتزداد توترا وتنعكس على قضايا أخرى كانت هادئة على رأسها أزمات « الغذاء و الطاقة و المناخ وغيرها»، الأمر الذى جعل العالم فى حالة من التوتر الشديد ما ينبئ ببؤر أخرى للتوتر، ويعد المشهد بمثابة محاولة من الدول الكبرى لتغيير النظام العالمى الذى كانت فيه الولايات المتحدة هى القطب الأوحد به إلى نظام متعدد القوى مما جعلها تتجه إلى إشعال حروب وتوترات للحفاظ على هيمنتها.. خبراء توقعوا فى تصريحاتهم لـ «أكتوبر- دارالمعارف» مناطق أخرى للتوترات تنشأ عن سياسة الحرب بالوكالة التى تنتهجها الولايات المتحدة والدول الكبرى.

اللواء د. نصر سالم المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية


قال اللواء د. نصر سالم المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية: بداية لا بد أن نستبعد نشوب حرب نووية لأن الحرب النووية تعنى فناء العالم، كما أن الدول الكبرى تريد تحقيق أهدافها على حساب القوى الأخرى إما بالقضاء عليها أو إضعافها، وهنا يأتى دور الحرب بالوكالة فلا مفر منها وهى السياسة التى تبرع فيها الولايات المتحدة الأمريكية حيث نجحت فى إسقاط روسيا فى مستنقع أوكرانيا، وتمد الأخيرة بكل ما تحتاج له لاستنزاف روسيا والذى يدفع الثمن أوروبا والدول الفقيرة.

وأضاف سالم أنه من الممكن أن يتكرر نفس المشهد فى تايوان وهو المشهد الذى يتضح منه أن الولايات المتحدة تريد إسقاط الصين فى حرب مع تايوان لإضعاف الصين فى الوقت الذى تحاول روسيا والصين مجتمعين إدخال الولايات المتحدة فى حرب ضد إيران لكن واشنطن جعلت من إسرائيل خط المواجهة الأول ضد إيران ومن المؤكد أنها سوف تساند تل أبيب ضد طهران عن طريق مدها بالمعلومات والأسلحة لكن الولايات المتحدة لن تورط نفسها فى حروب جديدة، كما أنه من المعروف أن الولايات المتحدة عندما تريد أن تحارب تقوم بعقد تحالفات لا تقل عن 50 دولة ولا تخوض حربا منفردة.

وأكد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أن الولايات المتحدة هى المستفيدة من إشعال الحروب لتضعف مناوئيها مثل روسيا والصين ولتشاهد العالم فى حالة ضعف مما يزيد من قوتها وهيمنتها، فى الوقت ذاته تحت أى ظرف لن يحدث صدام نووى.

وعن المنطقة العربية قال سالم: يجب أن تكون الدول العربية منتبهة لكى لا تتورط بأى شكل من الأشكال فى تلك الحروب والسياسة المصرية تعتبر نموذجا رائعا تجاه الأحداث العالمية وأعتقد أن هناك تنسيقا مصريا مع الأشقاء العرب لاتباع سياسة موحدة بعيدا عن التورط فى تلك التوترات وإتباع موقف محايد مع الجميع حرصا على مصالحها.

اللواء محمد الشهاوى المستشار بكلية القادة والأركان

ومن جهته أكد اللواء محمد الشهاوى المستشار بكلية القادة والأركان أن العالم يسوده الآن ما يسمى بأسلحة الاضطراب الشامل التى تتمثل فى الحصار الاقتصادى والحصار السياسى والعمليات العسكرية مما يؤدى إلى زيادة التوتر فى العالم ونجد أن ما يحدث الآن بين روسيا وأوكرانيا، أثر على العالم كله وأصبح 100 مليون مواطن يحتاجون إلى الغذاء ويعانون من الفقر فى كثير من دول العالم، بالإضافة لارتفاع أسعار الغاز والنفط وتوقف سلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الحبوب. كما أن هناك توترا فى العلاقات بين الصين وتايوان، والولايات المتحدة تضغط بهذه الورقة على الصين كل ذلك فى إطار صراع المكانة وتغيير النظام الدولى والعالمى من نظام أحادى القطبية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية منذ الحرب الباردة عام 1991 وحتى الآن ودول مثل روسيا والصين تريد أن يكون العالم متعدد الأقطاب ويكون لها دور فى تشكيل النظام العالمى الجديد.

وأكد الشهاوى أن كل تلك التوترات بالطبع تلقى بظلالها على القارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط حيث نجد أن هناك كثيرا من التحديات تواجه كل الدول بعد ارتفاع أسعار النفط والغاز والحبوب، بالإضافة إلى التغيرات المناخية التى تلقى عبئًا كبيرًا على الدول الإفريقية نتيجة التغيرات المناخية التى تحدث فى العالم فهناك جفاف شديد فى مناطق وسيول وفيضانات فى مناطق أخرى مما يؤثر على الغذاء وعلى الأمن الغذائى، فالعالم الآن يموج بحروب متعددة وهى الحرب السيبرانية والحرب الإعلامية والحرب النفسية وحرب الغذاء وحرب الجوع كل ذلك نتيجة التوترات بين الدول العظمى والتى تدار من خلال الحرب بالوكالة فى مناطق كثيرة فى العالم لكن ما يمنع قيام حرب عالمية ثالثة هو وجود الأسلحة النووية التى تتواجد مع الدول الكبرى وهو الأمر الذى جعل الحرب بالوكالة هى السائدة والتى تعانى منها الكثير من الدول وقد تؤدى إلى زيادة حدة التوتر.

اللواء عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية

ويرى اللواء عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أن التوترات ستزداد فى محيطنا الإقليمى والذى بالفعل يشهد العديد من التوترات ارتباطا بأزمات كثيرة من خلال التوترات المناخية وأزمة الطاقة وأزمة الغذاء وكلها سوف تولد صراعات.

وأكد أن الأزمات المرتبطة بأوكرانيا و روسيا والصراع بينهما يتولد من خلالها إما أزمات جديدة أو تعميق لأزمات قديمة مثل أزمات الطاقة و الغذاء والاستقرار والأمن والعديد من الأزمات التى إذا تغافل عنها متخذ القرار فى العالم سوف يحدث بها توترات كثيرة.

وأضاف: يجب ألا نغفل مع بداية الأزمة الروسية الأوكرانية أن الصين منحت روسيا 70 مليار دولار وهى دلالة على وقوف الصين إلى جوار روسيا فى موقفها وهو منحى جديد فى ولادة النظام العالمى الجديد الذى يعتمد على التكتل لكى يقفوا ضد الولايات المتحدة الأمريكية التى تحاول أن تكون القطب الأوحد.

وأكد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أنه إذا نجحت الآلية الروسية فى تحقيق أهدافها من التواجد فى أوكرانيا والهدف الرئيسى إقليم دونباس سيكون دافعا للصين للاتجاه ناحية تايوان الذى عززه وعمقه زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكية إلى تايوان.

وفيما يخص حزام الأمن الإقليمى فهناك التوترات على الحدود التركية العراقية والتركية السورية والتوترات فى الصومال وإثيوبيا وكذلك الاتفاق النووى الإيرانى الذى تحاول فيه الولايات المتحدة الضغط على إيران فى محاولة لتحجيمها.

أضف تعليق

إعلان آراك 2