دراما الجاسوسية وسر الجاذبية

دراما الجاسوسية وسر الجاذبيةمحمد رفعت

الرأى6-9-2022 | 14:21

لا تزال دراما الجاسوسية وقصص الجواسيس تحظى بنسب مشاهد عالية للغاية، سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية رغم تذبذب مستوى تلك الأعمال ما بين السذاجة والنضج.

ورغم الاهتمام المبكر للسينما المصرية بأفلام الجواسيس، إلا أن الدراما التليفزيونية تأخرت فى الاهتمام بقصصهم ومغامراتهم، حتى بداية السبعينيات، حينما تم تقديم حلقات تليفزيونية فيلمية بعنوان «جاسوس على الطريق» من بطولة «زيزى البدراوى» و«يوسف شعبان» و«إبراهيم خان».

المسلسل كان عملاً جيدًا فى كل عناصره من إخراج وكتابة وتمثيل وتصوير، ونجح فى جذب المشاهدين لمتابعته بشغف شديد، كما أن أبطاله كانوا من الشجاعة فيما يتعلق بقبول وإتقان دور الجاسوس الخائن للوطن، فى حين رفضت نجمة كبيرة وجريئة فى أدوارها مثل السيندريلا سعاد حسنى دور «عبلة» فى فيلم «الصعود إلى الهاوية»، فلما قبلته «مديحة كامل» أصبح سببًا فى شهرتها وانتقالها إلى خانة نجمات الصف الأول، لكن القفزة الكبرى بلا شك كانت مع مسلسل «دموع فى عيون وقحة» بطولة «عادل إمام» و«معالى زايد» و«محمود الجندى» وإخراج «يحيى العلمى»، وسيناريو وحوار «صالح مرسى»، كان أفضل ما قدمه المسلسل عرض شخصية «جمعة الشوان» أو «أحمد الهوان» بكل طبيعتها البشرية بدون إضفاء لحالات ملائكية.

أما مسلسل «رأفت الهجان» لنفس الثنائى «صالح مرسى ويحيى العلمى» وبطولة «محمود عبد العزيز»، فقد حقق شهرة أكبر رغم أنه أقل فنيًا بحسب آراء العديد من النقاد، سواء من حيث السيناريو الممطوط أو فى عدم ضبط الديكورات والملابس.

ورغم أنه لم يحقق نفس الشهرة والنجاح، لكن مسلسل «السقوط فى بئر سبع، آخر أعمال المخرج الراحل نور الدمرداش، وهو أيضًا مأخوذ عن ملفات المخابرات العامة ولعب فيه «سعيد صالح» و«إسعاد يونس» دورين فى منتهى الصعوبة لأب وأم يمارسان التجسس باحتراف.

كما توالت الأعمال التليفزيونية متفاوتة المستوى سواء بين نجوم الجيل القديم «نور الشريف» مثلاً وحلقات «الثعلب» مع «إيمان»، أو فى الأجيال التالية «مصطفى شعبان» وحلقات «العميل 1001»، و«منة شلبى» وحلقات «سامية فهمى» أو مسلسل عابد كرمان من إخراج نادر جلال، وسيناريو وحوار بشير الديك وبطولة تيم الحسن وريم البارودي.

سر جاذبية دراما الجاسوسية هى أنها مثالية فى تقديم التشويق والإثارة مع عرض وجهات النظر السياسية والوطنية واستغلال تنوع أماكن التصوير فى تقديم مشاهد ثرية بصريًا، وهى أيضًا فرصة رائعة للممثل لكى يقدم شخصية ثرية خاصة إذا كانت تعيش تحولات متنوعة ومعقدة، وتعيش حالة حيرة وقلق وخوف وثقة وكلها أطياف من المشاعر والأحاسيس تبرز القدرات والإمكانات.

لكن صعوبة هذه الدراما فى قدرتها على الإقناع سواء بالزمن الذى وقعت فيه، أو بالأحداث نفسها دون استغراق فى إضفاء بطولات زائفة تثير السخرية، مع ضرورة دراسة المؤلف لعالم الجاسوسية وآليات العمل به وتفصيلاته الدقيقة

أضف تعليق