فى إطار سعى اتحاد الناشرين المصريين لفتح آفاق جديدة للناشر المصرى وخاصة فى الأسواق الداخلية وبعد الأزمات المتكررة والمتلاحقة وآخرها حرب روسيا وأوكرانيا.. والتى تركت بصمتها على صناعة النشر بل وكافة مدخلات هذه الصناعة والتى تعتمد فيها على الاستيراد.
وحيث إن السوق المصرى يستوعب الكثير ويحتاج إلى المزيد من الجهد والمتابعة وطرق جميع الأبواب فقد أعد اتحاد الناشرين المصريين عدة برامج للمساهمة فى حل هذه المشكلة وخاصة فى ظل نقص منافذ التوزيع «المكتبات».. وهى النافذة الأولى لعرض الكتاب وتسويقه فى جميع أنحاء الجمهورية، ونظرًا للنقص الشديد فى هذه المكتبات وعدم تناسبها مع التعداد السكانى أو التوزيع الجغرافى.. لذا كان من الضرورى التوسع فى معارض الكتاب والانتقال إلى الجمهور فى كل مكان فى مصر وخاصة المجتمعات العمرانية الجديدة.
وقد كانت تجربة معرض الكتاب فى «مدينتى» من التجارب الناجحة والمشجعة لنا وخاصة برعاية من شركة تقدر الثقافة وهى مجموعة طلعت مصطفى التى قدمت كل التسهيلات اللازمة وكان الجمهور هو مفاجأة المعرض.. لذا شهد هذا العام افتتاح معرض الكتاب الذى يقيمه الاتحاد لأول مرة فى مدينة الرحاب التابعة للمجموعة وشارك فى المعرض أكثر من ثلاثين ناشرًا مصريًا يعرضون أحدث ما لديهم من إصدارات لجمهور مدينة الرحاب وزائريها.. مع عروض خاصة وخصومات تصل إلى 50% من سعر الغلاف.
وكان هناك تنوع فى الإصدارات بين كتاب الطفل الذى حظى برعاية خاصة ، حيث إن جزءا مهما من الجمهور بنادى المدينة من الأطفال وكانت الوسائل التعليمية لها مكانة خاصة، بالإضافة إلى إصدارات مكتبة الأسرة التى تقدمها هيئة الكتاب وإصدارات متميزة فى جميع المجالات مع خصومات كبيرة وعروض للأطفال على الإصدارات التى تنشرها الهيئة.
أيضًا قدمت دار المعارف فى الجناح الكبير المخصص لها والشركة القومية للتوزيع أكبر قدر من التنوع فى جميع مجالات المعرفة.
ومن أحدث الإصدارات موسوعة التاريخ الإسلامى للدكتور أحمد شلبى فى طبعة مجلدة جديدة وأيضًا باقى مؤلفاته والمجموعة الكاملة لمؤلفات
د. طه حسين والعقاد وعبد الحليم محمود ومحمد عبد الحليم عبدالله.. إضافة إلى إصدارات العديد من مؤلفات الشباب مع مجموعة كبيرة من إصدارات كتب الأطفال والناشئة والتى تتميز بها دار المعارف والإصدار الحديث من «Puzzle» للأطفال وكذلك مجلة الكتاب فى طبعة فاخرة اثنى عشر مجلدا، مع عروض خاصة بخصومات على كل الإصدارات.
وكانت هناك عروض فنية قامت بها مجموعة طلعت مصطفى وإدارة النادى مع القطاع التجارى، حيث كانت أمسية ثقافية وفنية متميزة.. وهى إحدى الخطوات التى يتبناها الاتحاد لدعم الناشر فى كل المجالات.
موسم المعارض العربية
تم افتتاح معرض الكتاب بالمملكة الأردنية الهاشمية بمدينة عمان، حيث شارك فيه أكثر من ثمانين ناشرًا يشكلون نسبة كبيرة من الناشرين العرب المشاركين فى المعرض، حيث يهتم القارئ الأردنى بالكتاب المصرى ويحرص على متابعة الجديد منه لمن يرغب أو يحب من المؤلفين المصريين والمبدعين.
نتمنى كل التوفيق والنجاح لهذه الدورة التى يقيمها اتحاد الناشرين فى الأردن بقيادة الزميل جبر أبو فارس رئيس الاتحاد.
الرياض قريبًا.. وبعده الكثير
تستعد هيئة الأدب والثقافة السعودية بقيادة الكاتب الأستاذ الدكتور محمد علوان رئيس الهيئة ومعه مدير المعرض الأستاذ عبد اللطيف الواصل للإعداد للدورة الجديدة للحدث السنوى الأكبر فى منطقة الخليج والعالم العربى، حيث يشارك عدد كبير من الناشرين العرب والأجانب منهم على الأقل ثلاثمائة ناشر مصرى يحرصون دائمًا على التواجد فى هذا الحدث المهم والذى يحظى باهتمام شرائح كبيرة من الجمهور السعودى الحبيب والباحثين والجامعات بالمملكة.
ومن الرياض لدينا العديد
الكويت ومعرض الكتاب الذى له مذاق خاص بقيادة الأخ العزيز مسعد العنزى المحترف والمحترم والذى يرحب بالجميع ويحرص على مساعدة الناشرين وبصفة خاصة الناشر المصرى وفى ضيافة الكويت والكرم الكويتى وحبهم الشديد للثقافة، حيث يكون المعرض مهرجانا ثقافيا ينتظره كل مواطن هناك إضافة إلى الوافدين من كل مكان وكل التمنيات بالتوفيق.
السودان... بنغازى
على الرغم من كل الأحداث التى تجرى فى البلدين إلا أن هناك اهتماما واستعدادا من الخرطوم لإقامة معرض الكتاب السنوى مع تغيير مكان انعقاده وهو معرض يشكل الناشر المصرى أكثر من 80% من العارضين فيه.. وأتمنى أن تنجح الدورة ويكون لها مردود ثقافى كبير مع شعب مثقف.
وفى بنغازى أيضا بعد تعطش شديد لمعارض الكتاب هناك ترتيبات على قدم وساق لإقامة معرض دولى كبير للكتاب أيضًا القوام الكبير به الناشر المصرى فى انتظار النتائج.. وتمنياتنا بالتوفيق.
نجيب مترى.. والفجالة الآن
بدأ نجيب مترى وإميل زيدان فى الفجالة بانشاء دار المعارف عام 1890 وبعد عامين اتجه إميل زيدان إلى الانفصال وإنشاء دار الهلال عام 1892 وكانت الفجالة لها دور كبير فى نشر الثقافة حتى بعد أن تحولت إلى مركز بيع جملة للكتاب المدرسى وتحولت الكثير من المكتبات إلى أنشطة أخرى.
ولكن المؤسف أن يطغى أحد الباعة الجائلين ويقيم مطعما «مسمط» على الرصيف أمام مقر مكتبات دار المعارف بشارع كامل صدقى وذلك على الرغم من كل الشكاوى التى قدمت للحى والأجهزة المعنية.
ولكن يبدو أن صاحب المسمط فوق القانون والثقافة.. من صرح له بإنشاء هذا المطعم على الرصيف وأمام مكتبة ونحن نبحث عن إضافة مكتبة جديدة وليس ضياع أهم معلم تاريخى للمكتبات؟!