لدينا مناطق سياحية متنوعة قد لا تتوافر فى دول أخرى، إلا أن حظنا من السياحة الخارجية قليل مقارنة بتلك الدول، ومنها تركيا و اليونان وأسبانيا.
وقد يكون أسباب "قلة الحظ" معروفة، منها ما هو خارجى "حروب، أوبئة، إرهاب" وهذه عوامل مؤقتة، ومنها ما هو داخلى "المواصلات، الخدمات، طبيعة المكان ذاته".
وبمناسبة الحديث عن واحة سيوة، فأعتقد أنه يجب إعادة اكتشافها سياحيًا كمقصد للسياحة العلاجية – مع مدينتى سفاجا والقصير – من خلال الدفن فى رمالها الساخنة وذات الطبيعية الخاصة، وأيضًا ما بها من برك وكهوف الملح وبعض الوسائل العلاجية الشعبية الأخرى مثل التدليك بزيت الزيتون والحجامة.
فما الذى تحتاجه سيوة لوضعها على الخريطة السياحية العالمية والمحلية أيضًا؟
نحتاج أولًا لوسيلة مواصلات سريعة ومريحة، بدلاً من أتوبيسات النقل العام الحالية التى تستغرق رحلتها من القاهرة إلى سيوة حوالى 12 ساعة متواصلة يتخللها ثلاث استراحات فى الطريق!
وما المانع من استكمال خط السكة الحديد الخاص بنقل خام الفحم من جبال الواحات إلى مصنع الحديد والصلب السابق فى حلوان إلى الواحة؟.. فقد تفكك المصنع وبيعت أرضه ومعداته، كما ستصفى شركة الفحم أيضا!
ذلك أسوة بقطار مطروح والذى يغادر القاهرة فى العاشرة ليلا ويصلها فى الخامسة من مساء اليوم التالى، ولكنه مريح وتكلفته أقل من تذكرة الأتوبيسات الحالية التى بلغت حوالى 300 جنيه بخلاف المصروفات الأخرى فى الاستراحات.
وتحتاج سيوة أيضا للاهتمام ببعض الخدمات الأساسية مثل الخدمات الصحية وتوفير مياه الشرب، بدلاً من تكلفة استخدام المياه المعدنية!
وكذلك "ترك" الواحة على ما هى عليه الآن، أى الاحتفاظ ببيئتها الطبيعية الحالية، وعدم السماح بارتفاعات المبانى، مع الحفاظ على الشكل العام الموحد لها، مع فهم طبيعة السيويين، وهم رجال يعتزون بأنفسهم ويرغبون فى حرية الحركة والتصرف داخل المناطق التى يعيشون فيها ويتنقلون بينها، كعادة كل القبائل الرُحل مع إمكانية نقل مستلزمات الإنتاج من مكان لآخر، وخاصة الشتلات والأسمدة والرمال التى تحتاجها زراعتهم المستمرة مثل الزيتون والنخيل.
يبقى أهمية الحفاظ على مياه بحيرة فطناس بمنسوبها القديم، والتى تعد المقصد الأساسى بالواحة لقضاء وقت ممتع ومشاهدة أجمل منظر لغروب الشمس على الأرض، خاصة عندما تنعكس خيوط الشمس على سطح مياه البحيرة فى سلسلة من الخطوط الحمراء المبهرة!
نعم.. أعتقد أن سيوة يمكن أن تمثل مقصدًا سياحيًا هامًا فى المستقبل بعد أن مل الجميع من السياحة التقليدية، فما بالك بأنها مقصد أساسى للسياحة العلاجية؟!