أكد الدكتور حمدي الغيطاني عميد معهد البحوث الهندسية والطاقة الجديدة والمتجددة ب المركز القومي للبحوث أن مصر لديها امكانات عالية من الطاقة المتجددة، تمكنها من إنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة منخفضة، مشيرا إلى أنه يسهم في الوصول لمجتمع خالٍ من الكربون، و خفض أسعار بيع الكهرباء.
جاء ذلك في محاضرته عن محور الطاقة ضمن فعاليات الصالون العلمي الأول، الذي نظمته إدارة النشر والإعلام ب المركز القومي للبحوث لعرض دور المركز في مجابهة التغيرات المناخية عن طريق إيجاد الحلول من المحاور البحثية المختلفة، للحد من هذه الظاهرة، في إطار استعدادات مصر لاستضافة قمة المناخ COP27 في نوفمبر القادم بشرم الشيخ.
وأكد الدكتور حمدي الغيطاني دور المركز القومي في مجال استخدام الطاقة الشمسية في إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال عمليات التصميم والإشراف على التنفيذ للنظام الشمسي الذي يغطي الأحمال الكهربية المطلوبة وإنتاج الخلية الهيدروجينية بالتحليل الكهربي للمياه والدائرة الهيدروليكية للنظام.
وعرض فوائد ومميزات الهيدروجين الأخضر لدعم الاقتصاد القومي ، حيث أن إنتاجه لا يصاحبه أي انبعاثات، وسمي بالأخضر لأن إنتاجه من مصادر طاقات متجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ويعد أحد مصادر الطاقة الجديدة والحديثة، وتسعى جميع دول العالم للاستفادة من الهيدروجين الأخضر.
وأوضح أن الهيدروجين سيكون وقود المستقبل ويساعد مشروع الهيدروجين الأخضر على تحقيق أهداف رؤية مصر 2035 ودعم الاقتصاد بشكل كبير.. كما كشف عن تشكيل مجموعة عمل متخصصة بمشاركة المعاهد البحثية المعنية بالطاقة لدراسة الآثار المترتبة على قضايا التغيرات المناخية.
وأشار إلى أن القائمة الإحصائية للأبحاث والمشروعات التي لها علاقة بتغير المناخ بالمركز كشفت عن وجود ما يزيد على 200 بحث منشور فى دوريات علمية متخصصة وحوالي 30 مشروعا بحثيا وما يزيد على 15 رسالة علمية وبراءة اختراع والعديد من المؤتمرات وورش العمل.
وقال إن المركز أسهم في قضية التغيرات المناخية في مجال الطاقة بما يطابق أهداف الخطة الاستيراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر حتى عام 2050 خاصة وأن مجال الطاقة يمثل الهدف الأول منها.
وأضاف أن هذا الهدف يستهدف تحقيق نمو اقتصادي مستدام وخفض الانبعاثات فى مختلف القطاعات، وذلك من خلال زيادة حصة مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة والبديلة فى مزيج الطاقة الوطني وخفض الانبعاثات الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري وتعظيم كفاءة الطاقة وتبنى اتجاهات الاستهلاك والنتاج المستدامة للحد من انبعاثات الأنشطة الأخرى غير المتعلقة بالطاقة.
وأوضح أنه بناء على الهدف الأول من الاستراتيجية وسبل تحقيقه، فقد اهتم الباحثون بالمركز ب 3 آليات يتم من خلالها مواجهة الآثار الناتجة عن قضية تغير المناخ، وهي تحسين كفاءة استخدام الطاقة لتقليل الانبعاثات واستخدام الطاقات الجديدة والمتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وكشف عن أبرز إنجازات علماء المركز في مجال الطاقة، حيث أنتج الباحثون بالمركز الوقود الحيوي من قش الأرز وزيت الخضراوات وزيت نخالة الأرز وزيت القلى والطهى وزيت دوار الشمس وزيت بذور اللفت وزيت نبات الجاتروفا والكحوليات والأحماض الدهنية والمخلفات الصناعية للزيوت والصابون والأسترة المباشرة للأحماض الدهنية مع كحول البروبيل والبيوتيل وقش الأرز المعالج بالألياف المتعددة الأغراض والمخلفات الزراعية المحلية وزيت الخروع كمادة أولية عن طريق التكسير الهيدروجيني التحفيزي.
وأشار إلى أن علماء المركز برئاسة الدكتور جزين الديواني الأستاذ بقسم الهندسة الكيميائية نجحوا في إنتاج وقود حيوي يعمل على محركات الطائرات وقد أثبتت نتائج التحاليل لهذا الوقود مطابقة لمواصفات الوقود العالمي للطائرات وجار التنسيق مع الجهات المعنية بالدولة لتعميق التصنيع المحلى لهذا الوقود.
ولفت إلى أنه تم اختبار وقود الطائرات المخلوط بنسبة 5% من الوقود الحيوي المنتج من زيت الجاتروفا وتوافق مع مواصفات الدولية وفقًا لتحاليل معامل شركة مصر للبترول.
وقال إنه لتقليل الانبعاثات أجرى بعض الباحثين بالمركز بعض التجارب الناجحة لإنتاج الصفائح الكربونية النانومترية التي يتم إضافتها للوقود السائل لتقليل الانبعاثات الضارة نتيجة حرق الوقود.
وسلط الضوء عن مساهمة المركز في مجال الطاقة لمواجهة الآثار السلبية لغازات الاحتباس الحراري من خلال مجموعة كبيرة من التعاقدات مثل المشروع التعاقدي مع الشركة الشرقية للدخان بمدينة 6 أكتوبر لتطبيق تكنولوجيا تبريد الهواء بأنظمة تبخير المياه المباشرة وغير المباشرة برئاسة الدكتور أحمد فريد أستاذ الهندسة الكيميائية بالمركز.
وأوضح أن المشروع تميز بتطبيق تكنولوجيا مزدوجة من خلال تهوية المناطق الصناعية وتبريد هواء بيئة العمل فى آن واحد، وتم تطبيق تلك التكنولوجيا بسحب الهواء الجوي الخارجي النقي وتبريده ثم إعادة ضخه داخل بيئة العمل ، ومن ثم التخلص من الحمل الحراري العالي داخل بيئة العمل.
وأكد أن هذا المشروع يحقق استخدام تلك التكنولوجيا للحد من استخدام أنظمة التبريد التقليدية والتي يستخدم فيها غاز الفريون ذات الاستهلاك الكبير للطاقة الكهربائية مقارنة بنظام الهواء التبخيري ومن ثم يتم توفير كم هائل من الوقود الحفرى ومايصاحب ذلك من انطلاق كميات هائلة من غاز ثانى أكسيد الكربون ومن ثم تقلل من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي مجال الطاقة الشمسية، أشار الدكتور حمدي الغيطاني إلى مجموعة من التعاقدات في مجال الطاقة الشمسية منها مشروع تعاقدي بين المركز و معهد تيودور بلهارس للأبحاث لتقديم الدعم الفني لمحطة الخلايا الشمسية قدرة 51 كيلووات المركبة في سطح مبنى المعهد، والتي من شأنها تحسين كفاءة النظام وزيادة انتاجية المحطة من الطاقة الكهربية المتصلة بشبكة الكهرباء العمومية وإنتاج الكهرباء من الطاقة النظيفة يحد من انتشار الملوثات التى تطلقها محطات الكهرباء العادية التي تستخدم الوقود الأحفورى .. ولفت إلى المحطة الحرارية الشمسية ببرج العرب تحت مظلة أكاديمية البحث العلمى حيث شارك فريق عمل من المركز بالتعاون مع جامعة حلوان وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة في أعمال تقييم أداء المحطة الحرارية الشمسية ببرج العرب من خلال نماذج محاكاة تم نشرها في مجلات دولية لبيان أداء المحطة في الظروف الجوية المختلفة.
وأوضح ان المحطة تنتج واحد ميجا كهرباء و 250 مترمكعب مياه محلاة، مشيرا إلى أن استخدام الطاقة الشمسية فى توليد الكهرباء وتحلية المياه يساهم في الحد من تغيرات المناخ وتقليل حجم التلوث .
وكشف عن أهمية تطبيقات الليثيوم التي يعمل عليها الباحثون بالمركز، حيث يستخدم في إنتاج بطاريات الليثيوم لتخزين الطاقة الكهربية لأنظمة الطاقة الشمسية وفي إنتاج وقود الاندماج النووي و سبائك خفيفة الوزن للطائرات والسيراميك ، والزجاج ومواد التشحيم والمركبات الصيدلانية.
وأوضح أن تطوير تقنيات بطاريات الليثيوم يساهم بشكل إيجابي في صناعة الطاقة الشمسية للحفاظ على البيئة وتحسين تصميم مواد الكاثود الفعالة لبطاريات الليثيوم، كما أظهرت أنودات أكسيد الموليبدينوم ذات البنية النانوية تحسنا ملحوظا فى سعة بطاريات الليثيوم.