"المجاعة على الأبواب، واليوم نتلقى تحذيرا أخيرا.. الجفاف وشح المياه يهددان ملايين الأشخاص في الصومال" هذا ما أعلنه مارتن جريفيث، منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الصومالية مقديشو. بالإضافة إلى ما سبق تعانى عدة مناطق في الصومال وشرق إفريقيا من الجفاف والتغير المناخي، وموت الماشية، ومرض الأبناء إثر انعدام الأمن الغذائي، وأحيانا يضعهم الواقع أمام الاختيار بين حياة الابن أو الابنة، أو حياة الماشية التي يرتزقون منها.
فى البداية يتحدث المدير الإقليمي لبنك الطعام الصومالى فى مصر، عبد الغنى عبد الرحمن، عن المساعدات المصرية المقدمة إلى الصومال، قائلا: "صراحة من لا يشكر الناس لا يشكر الله".
وأكد عبد الغنى عبد الرحمن، أن شبكة بنوك الطعام الإقليمية بإدارة دكتور معز الشهدي: "يوفرون لنا كراتين غذاء شهريا.. وهذه السنة الثانية على التوالي".
وأضاف عبد الغنى، أن اتفاقية التعاون الموقعة بين بنك الطعام الصومالى، وشبكة البنوك الإقليمية، كانت تحتوى على بنود كثيرة منها الشنط الغذائية، موضحا أن الاتفاقية تضمنت توفير ميزانية وترخيص مكتب فى القاهرة.
يشار إلى أن الصومال شهد 13 موسم جفاف شديد، و19 موسم فيضان، فى 32 سنة فقط، وفي العشرين سنة الماضية ظل هناك كل عام موجة جفاف يعقبها موجات من الفيضانات". يشهد الصومال تناوب في المواسم الجافة، والمواسم الممطرة، موسم ممطر قصير في مارس وأبريل، وموسم طويل بين يونيو وأغسطس.
ويأسف المدير الإقليمي لبنك الطعام الصومالى فى مصر، لعدم استكمال بنود الاتفاقية مع الشبكة الاقليمية، قائلا: "للأسف لم توافق الشبكة على طلباتنا رغم مطالبتنا بها مرارا وتكرارا".
ونوه المدير الإقليمى لبنك الطعام الصومالى عن أن "بنك طعام المصرى برئاسة محسن سرحان، الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، يملك ميزانية كبيرة جدا تفوق طموح شباب الصومال.. ويبقى السؤال هنا، لماذا لا يستجيبون لطلبنا المتواضع لتسهيل عملية الوصول إلى هؤلاء المحتاجين لدينا فى الصومال؟".
ويتحدث عبد الغنى عن طبيعة العمل داخل بنك الطعام الصومالى: "هذا عمل خيري لكنه أيضا يسمح لبعض العاملين بالحصول على رواتب.. وأنا لم اتقاضى راتب منذ بداية عملى فى ٢٠١٦، ونحتسبه أجر وثواب من الله، والآخرة خير وأبقى.. فطموحنا أكبر من الرواتب". مؤكدا: نريد صفر مجاعة في الصومال، ورسالتنا هي (ليس من حق أحد أن يجوع أو يظل جائعا)".
ويعد الصومال البلد الإفريقي العربي، صاحب الموقع الجغرافي الأكثر تميزا، إذ يحتل موقع فريد في القرن الإفريقي، فهو بلد الساحل الأطول في الوطن العربي، والثاني في الترتيب من حيث طول الحدود البحرية في إفريقيا، فهل الجفاف يدق أبواب الصومال مجددا؟