محاربي الفشل الكلوي و الوعي المجتمعي

محاربي الفشل الكلوي و الوعي المجتمعيدكتور / يحيى هاشم

الرأى18-9-2022 | 08:38

يعيش الأبطال من محاربي الفشل الكلوي رحلة حياة خاصة جدا مليئة بالتحديات و الصعاب و الاجراءات الروتينية و نفص الوعي المجتمعي الشديد بماهية هذه الحياة الصعبة و للأسف الشديد وعي المجتمع منصب فقط على مرضى السرطان شفاهم الله جميعا فهم بكل الأحوال يحتاجون إلى الدعم و التمكين و لكن لا يمكن أن يكون ذلك على حساب باقي المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة التي تهدد الحياة بشكل مباشر وعلى رأسهم محاربي الفشل الكلوي .

نسمع كثيرا عن الفشل الكلوي و جلسات الغسيل الكلوي أو بتوصيفها العلمي هي جلسات الإستصفاء الدموي و لكن يجهل الكثيرين هذا العالم و ما يحدث فيه لذا دعونا ندخل سويا في رحلة هؤلاء الأبطال اليومية و نعيش معهم أحلامهم و آمالهم .

يعيش محاربي الفشل الكلوي على جلسات الإستصفاء الدموي ثلاث مرات أسبوعيا كل جلسة اربع ساعات متصلة طول العمر و بطبيعة الحال تكون المعاناة الأولى في هذا اليوم هي الانتقال من المنزل الى وحدة الغسيل الكلوي سواء معاناة مرتبطة بوسيلة الانتقال أو تكلفتها المالية التي اصبحت باهظة لأن وحدة الغسيل الكلوي ليست قريبة من كل المرضى .

ثم تأتي المعاناة التالية في توصيل المريض بجهاز الإستصفاء الدموي و تركيب توصيلات الجهاز من خلال إبرة طبية مخصصة لذلك في الشريان و الوريد ليتم خروج الدم من الجسم الى الجهاز لتنقيته و رجوعه مرة أخري للجسم ما اصعب هذه اللحظات التي تتحملها تلك القلوب الطيبة ثلاثة مرات اسبوعيا طول العمر .

و نأتي لمعاناة أخرى أثناء جلسة الغسيل الكلوي و مرتبطة بسحب كمية المياة الزائدة المحبوسة داخل الجسم و مدى تأثيرها على الضغط الدموي سواء بالارتفاع أو بالانخفاض الذي فد يؤدي لا قدر الله إلى الوفاة .

و تنتهي الجلسة بعد أربع ساعات من الصراع من أجل الحياة و يبدأ التفكير في كيف ينتقل هذا المريض المنهك القوى من وحدة الغسيل الكلوي إلى منزله مرة أخرى .

ناهيكم عن بعض الصعاب و المعوقات الجانبية التي يمكن أن يعاني منها أبطال الغسيل الكلوي من تكلفة الأدوية المرتبطة بهذه الحالة المرضية والاجراءات الروتينية لتجديد خطاب التأمين الصحي أو خطاب نفقة الدولة و كذلك التكلفة المالية لفرق سعر الجلسات في الكثير من مراكز الغسيل الكلوي.

و بعد هذه الرحلة الصعبة في حياة محاربي الفشل الكلوي ألا تستحق هذه الشريحة المجتمعية الكبيرة الاهتمام و الدعم و التمكين مثل باقي أصحاب الأمراض المزمنة الأخرى .

لا أملك في نهاية هذا المقال سوى أن انحني احتراما وتقديرا لهؤلاء الأبطال وادعو الله أن يمن عليهم جميعا بالصحة والعافية.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2