الحوار الوطنى والمواطنة المتساوية

الحوار الوطنى والمواطنة المتساويةسوسن أبو حسين

الرأى18-9-2022 | 13:19

جميل أن يلتف الشعب بكل فئاته شيوخه وشبابه حول هدف قومى لتصحيح ما أفسدته المتغيرات الدولية والطبقات الاجتماعية الجديدة، لكن لا ننسى أن حكمة الشيوخ وخبراتهم ضلع أساسي فى استكمال مسيرة الوطن، وكلنا نعرف أن الحكمة ضرورة لأنه من أوتى الحكمة فقد أوتى خيرًا كثيرًا، وقد انطلقت من هذه المقدمة لأسباب من بينها ارتفاع أصوات تنادى بإعطاء الفرص للشباب، وأنا بكل تأكيد مع هذه الأصوات وفكرتها ومضمونها لكن فرص الشباب دون حكمة تساندها حتمًا النتيجة مجرد حقل تجارب فى مرحلة تتطلب أقصر الطرق لإنجاز ملفات تحدثنا حولها كثيرًا وضوابطها معروفة، ومن بينها البيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية المناسبة حتى نصل بطموحنا وأحلامنا إلى أرض الواقع – وبحسب نظرية الفلاح الفصيح عندما يقول إن الزراعة الناجحة تحتاج إلى (تنقية تربة الأرض من الحشائش وتهيئتها للزراعة)، ووفق رؤية المسح الميداني هناك فئات كبيرة من الشعب تتحدث عن الظلم والمظالم وأن دخولها لا تتناسب، وتوفير أدنى حد للحياة الكريمة.

وقد تحمل بعض هذه الفئات خاصة جيل الوسط فواتير باهظة الثمن عبر تنازلات قام بتسميتها (الستر) أو حتى الخجل من الإعلان عن دخله، وهو هزيل قياسًا بزميل له فى نفس المهنة وعاش طيلة سنوات عمره فى دائرة - الصيت ولا الغنى – وعلى سبيل المثال فى مهنتى لدينا شيوخ وصل المعاش الخاص بهم إلى ألفي جنيه ومثلهم البدل وهذا هو كل ما يملكه، وفى نفس الوقت لديه أسرة مفترض يساعدها والتزامات – يصعب توفيرها، وحتى الصحفى الشاب تقريبًا دخله لا يجاوز نفس الرقم باستثناء العمل فى الإعلام المرئى له تكاليفه، ومن ثم لا يمكن معاملة الإعلامي فى المجتمع بنفس قدرات مهام إعلامي البرامج المتلفزة فى القنوات المختلفة.

من هنا نتحدث عن حقوق المواطنة المتساوية، وهنا السؤال كيف تقوم هذه العقول والفئات بدورها فى استكمال مسيرة الوطن؟!

وفى تصورى الرؤية النظرية جميلة لكن الأجمل أن يتضمن نقاش الحوار (استبيان) صريح من فئات عشوائية فى ربوع مصر ومحافظاتها حول مناقشة المحاور الثلاثة السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي على أن يتضمن الاستبيان تسجيل مقترحات للشباب و الشيوخ وجيل الوسط والمرأة المعيلة والأسر العادية ومساهمة المرأة العاملة وتجارب نجاح متعددة للتركيز عليها.

أضف تعليق