قال مسؤولون بولنديون إن القناة البحرية الجديدة التي افتتحتها بولندا رسميا، أمس السبت، ستحقق حرية للحركة البحرية من بحر البلطيق إلى موانيء بحيرة فيستولا البولندية، ما يعني أن بولندا لن تعد بحاجة إلى تصاريح عبور ملاحية من روسيا، حيث ستتفادى القناة الجديدة مضيق "بيلاوا" الروسي.
وأشار المسئولون البولنديون، في تصريحات نقلتها وكالة "اسيوشيتد برس" للأنباء اليوم الأحد ، إلى أن القناة الجديدة، التي يصل طولها إلى 100كم (54 ميلا بحريا)، لم تزل بعض قطاعاتها تحت الإنشاء وتعميق الغاطس وأن افتتاحها بالأمس يعطي دلالة رمزية على رغبة بولندا في التحرر مما تصفه بأنه "قيود روسية" على حركة الملاحة تؤثر على حركة الاقتصاد والتنمية في إقليم فيستولا، مضيفين أن "افتتاح القناة الجديدة في السابع عشر من سبتمبر الجاري يصادف مرور 83 عاما على الغزو السوفيتي للأراضي البولندية في الحرب العالمية الثانية".
وتعد منطقة فيستولا البولندية هي منطقة متاخمة للحدود مع مدينة كالينجراد الروسية وأرخبيلها البحري، ويقول الخبراء إنه بعد افتتاح القناة الملاحية الجديدة في هذه المنطقة سيكون ل بولندا سيادة كاملة على مناطقها الشمالية الشرقية التي تحتاج إلى استثمارات اقتصادية وإنمائية مُلّحة، كما أنها تؤهل الإقليم إلى فرص للاستثمارات السياحية و التجارية بما يخلف مزيد من فرص العمل ويسهم في خفض مستويات البطالة في البلاد والتي بلغت وفق آخر الإحصاءات الحكومية 6ر7%.
وبلغت القيمة الكلية لإنشاء القناة البولندية الجديدة 2 مليار زولوتي (420 مليون دولار أمريكي)، وهي تنطلق من منطقة فيستولا شرقي جادانسك وتسمح بمرور السفن من بحر البلطيق إلى خليج جدانسك وتسمح كذلك بمرور السفن واليخوت إلى منطقة بحيرة فيستولا، إلا أن سفن الحاويات العملاقة لا يمكنها مرور القناة في الوقت الراهن لحين تعميق غاطس ميناء (البيلاج) في شمال شرق بولندا بواقع خمسة أمتار (16 قدما) وهو ما سيتكلف 100 مليون زولوتي (21 مليون دولار أمريكي) ويجري تنفيذه حاليا.