ترافع عن جاسوس إسرائيلي.. فريد الديب الأكثر جدلا في تاريخ المحاماة

يعد المحامي فريد الديب، أحد أشهر المحامين المصريين، وأكثرهم جدلا، نظرا لطبيعة القضايا الشائكة، التي اعتاد تمثيل المتهمين فيها، والتصدي للدفاع عنهم.

لم ينشغل "الديب" الذي بدأ مسيرته في المحاماة عام 1971، بحسابات الرأي العام في اختيار قضاياه، ودائما ما تصدى للدفاع عن متهمين، رفع معظم المحامين أيديهم عنهم، واستطاع النجاة بهم من مصير السجن أو الإعدام.

وتعرض "الديب" مؤخرا لوعكة صحية، أدخلته المستشفى نتيجة إصابته بسرطان الدم، لكن حالته الصحية تحسنت مع تلقي العلاج.

جاء ذلك بعدما كشف المحامي المخضرم قبوله الدفاع عن متهم آخر مثير للجدل، وهو الطالب محمد عادل، الذي ذبح زميلته بجامعة المنصورة، نيرة أشرف، على مرأى ومسمع من الأشهاد أمام باب الجامعة، بدعوى أنه ينتقم منها لخداعه في حبها؛ وقدم المحامي الشهير مذكرة الطعن على الحكم الصادر المحكمة بإعدام موكله.

وتولى "الديب" الذي تخرج من كلية الحقوق عام 1963، وعين وكيلاً للنيابة العامة، واستبعد منها فيما يعرف بمذبحة القضاة عام 1969؛ الدفاع عن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك وعائلته، بعد ثورة يناير 2011، ومثل الرئيس السابق في 3 قضايا هي الاشتراك في قتل متظاهرين ثورة يناير، وتلقي هدايا من الشركة التي يمثلها رجل الأعمال حسين سالم، والاشتراك مع وزير البترول الأسبق في تصدير الغاز الإسرائيلي بأسعار زهيدة.

ونجح الديب في الدفاع عن موكله، على أحسن وجه وحصل له على أحكام بالبراءة من تهم قتل المتظاهرين وتصدير الغاز، والفساد المالي.

وحصل "الديب" لوزير الداخلية السابق حبيب العادلي، على حكم بالبراءة من اتهامه بالاستيلاء على أموال وزارة الداخلية، وقضت المحكمة فقط بتغريم العادلي 500 جنيه، ورفضت محكمة النقض طعن النيابة على الحكم.

أما أغرب القضايا التي تصدر لها "الديب" فهي قضية الجاسوس الإسرائيلي عزام متعب عزام، وتولي المحامي الشهير الدفاع عنه بعد ضبطه عام 1996، أثناء زيارته لمصر بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.

ودافع "الديب" عن الجاسوس الإسرائيلي، وسط غضب شعبي لموقفه، لكنه مضى في طريقه، وانتهت القضية بخسارة "الديب" وإدانة "عزام" والحكم بسجنه 15 عاما؛ وقال لاحقا في حوار صحفي أنه دافع عنه بأوامر من الرئيس مبارك.

وتولى المحامي الدفاع عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، في اتهامه بالتحريض على قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، وبعد الحكم بإعدامه، نجح "الديب" في تخفيف الحكم للسجن المشدد 15 عاماً.

ومؤخرا مثل الديب رجل الأعمال حسن راتب، المتهم في قضية الآثار الكبرى، وخلال إحدى جلساتها، أعلن أنه مريض بالسرطان وستكون هذه آخر قضية يترافع فيها أمام الجنايات، لكنه فاجأ الجميع بالعودة في قضية محمد عادل.