اقترب موسم الحصاد على الانتهاء خاصة فى المحاصيل الصيفية، وقد شهد هذا الموسم نتائج غير مسبوقة خاصة فى محصولى ال قطن والأرز وهما من أكثر المحاصيل الاستراتيجية اللذين شهدا تطورا كبيرا فى زراعتهما، وقد تم رفع درجة الاستعداد القصوى داخل وزارة الزراعة للانتهاء من هذا الموسم بشكل سريع وفوري.
قال د. رضا محمد على مدير معهد المحاصيل الحقلية إن هذا العام شهد زراعة مليون و100 ألف فدان من محصول الأرز على اعتبار أنه أحد المحاصيل الاستراتيجية التى تحظى باهتمام كبير من جانب الدولة، لافتا إلى أن موسم الحصاد أوشك على الانتهاء وأن المزارعين بدأوا موسم الحصاد فى النصف الثانى من شهر أغسطس الماضي.
وأضاف أنه على الرغم من أن محصول الأرز أحد المحاصيل الشرهة للمياه استطعنا تحقيق اكتفاء ذاتى من زراعته خاصة مع جهود المعهد فى استنباط سلالات جديدة تعطى إنتاجية عالية فى مساحة قليلة بالإضافة إلى سلالات غير شرهة للمياه ، مشيرا إلى أن المعهد لديه مجموعة من الأصناف عالية الجودة والتى تعطى إنتاجا كبيرا.
وقال د. رجب شحاتة رئيس شعبة الأرز بغرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية إن موسم زراعة الأرز أعطى إنتاجا مبشرا ووفيرا هذا العام، حيث وصل الإنتاج إلى حوالى 5 ملايين طن وقد تم ضخهم فى الأسواق مما ساهم فى انخفاض الأسعار بشكل كبير خلال الفترة الماضية بعد أن وصل سعر الكيلو الواحد إلى 25 جنيها، مشيرا إلى أن الاستهلاك المحلى لا يتخطى 3.5 مليون طن.
وعن ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة خلال الفترة السابقة قال إن انخفاض المساحة المزروعة من الأرز ساهم بتقليل الكميات ولكن السلوك العام لبعض المواطنين بالتكالب على شراء وتخزين السلع يعتبر العامل الأساسى فى ارتفاع الأسعار بهذا الشكل.
وأضاف أنه من المفترض مع ارتفاع الأسعار أن يتكاتف المواطنون ويتم مقاطعة السلعة المرتفعة فى السعر ما دامت ارتفعت بصورة غير مبررة كوسيلة للضغط على التجار والتى تعطى نتيجة فى بعض الأوقات ولكن ما يفعله البعض هو العكس فمع ارتفاع الأسعار يتكالب البعض على الشراء والتخزين مما يساهم فى ارتفاع الأسعار بصورة أكبر، لافتا إلى وجود حملات لتغيير هذا السلوك ولكنها تعطى نتائج لا تذكر، مشيرا إلى أن هذا الأمر ظهر بصورة واضحة مع أزمة الأرز، بدلا من عرض الكيلو الواحد
بـ 10 جنيهات ارتفع سعره إلى 20 جنيها وأحيانا 25 جنيها.
وتابع: كما أن احتكار بعض التجار للكميات الموجودة لديهم ساهم فى ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية وكل تاجر لديه كمية يقوم بحجبها عن الأسواق رغبة فى بيعها أثناء ارتفاع الأسعار مما يقلل المعروض فى الأسواق وبالتالى إعطاء مؤشر خاطئ بانخفاض الكميات وبالتالى زيادة الطلب وارتفاع الأسعار.
ومن جانبه قال د. وليد يحيى نائب مدير صندوق تحسين الأقطان المصرية إن هذا العام شهد زراعة حوالى 200 ألف فدان من محصول ال قطن وتعتبر مساحة كبيرة لزراعة هذا المحصول الاستراتيجى والنتائج الأولية تعتبر نتائج مبشرة بشكل كبير وإن كان الحصاد لم ينته بشكل نهائي.
وأضاف: تتركز 90% من مساحة زراعة ال قطن فى الوجه البحرى وهناك 26 ألف فدان فقط فى الوجه القبلى وقد بدأ حصاد الوجه القبلى خلال الفترة الماضية والنتائج مبشرة للغاية.
وأشار إلى أن الجنى بدأ فى محافظة الفيوم بالوجه القبلى للزراعات المبكرة بينما قطن وجه بحرى فى طور التزهير وإتمام نضج اللوز، وأن أكبر المساحات من ال قطن جيزة 94 المساحة 233 ألف فدان ثم قطن جيزة 86 المساحة 46 ألف فدان ، ثم قطن جيزة 97 بمساحة 9 آلاف فدان ثم قطن جيزة 92 بمساحة 10 آلاف فدان، و قطن جيزة 96 بمساحة 8 آلاف فدان.
وأوضح أن متوسط الإنتاجية يتراوح من 8 إلى 8,5 قنطار للفدان بإجمالى إنتاج متوقع من 2,2إلى 2,5 مليون قنطار قطن شعر صافى وأن الشراء من المزارعين سيكون بالأسعار العالمية.
وتابع أن وزارة الزراعة وضعت نظام جديد لتوريد ال قطن من خلال المزايدة العلنية للوصول إلى أعلى سعر للفلاح حيث يقوم الفلاح بجمع ال قطن والتوجه إلى أماكن التوريد التى حددتها وزارة الزراعة وبعد القيام بنظم المزايدة يحصل الفلاح على أمواله، مشيرا إلى أن توزيع التقاوى الجديدة سيبدأ فبراير المقبل بعد الانتهاء من الحصاد والتوريد بشكل نهائي.
«أكتوبر - بوابة دار المعارف» تجولت فى بعض حقول ال قطن بالقليوبية، وتبين أنه تتراوح يومية الفرد من ١٠٠ إلى ١٥٠ جنيها، وذلك حسب الجمع، حيث يتم حساب كيلو ال قطن بـ ٥ جنيهات ويحصل الفرد على اليومية عن طريق مقاول الأنفار الذى يقوم بجمع العمالة لجنى محصول ال قطن بالأراضي، حيث يتم وزن ما تم جمعه خلال اليوم الواحد ليحصل كل عامل على حقه.
إبراهيم عويس مزارع ومقاول أنفار قال إن متوسط أعمار الذين يعملون فى جمع ال قطن يتراوح من ٩ سنوات وحتى ٥٠ سنة، حيث يقوم بجمع الأنفار فجر كل يوم بواسطة سيارات وذلك للقادمين من أماكن بعيدة عن القرية، فيما يحضر باقى الأنفار إلى الحقل سير على الأقدام. وأشار إلى أن معظم العاملين أغلبهم من طلبة المدارس يعملون فى فترة الإجازة الصيفية لجلب مصاريف العام الدراسي، حيث يقوم بمساعدة أهاليهم على أعباء المعيشة، وخاصة أن جمع ال قطن يكون فى آخر شهر من الإجازة الصيفية للمدارس.
ميرفت عبدالله، عاملة قالت إنها تقوم بالعمل فى حقول القطن، وذلك لجمع المال لتجهيز نفسها استعدادا للزواج.
أما محمد عفت مزارع قال: يتم الجنى عند تطاير الندى وفى حالة الجنى مع وجود الندى يجب تنشيره عن الندى ولا يفرز أو يعبأ إلا بعد جفافه والتنشير يكون على مفرش نظيف مع التقليب والفرفرة حتى يجف وعند الفرز تستبعد الفصوص المبرومة والمصابة.
وفى نفس السياق يقول رجب صبيح، مرشد مهندس زراعي: يجب العناية بنظافة المحصول بحيث يكون حاليا من الأوراق الجافة والأتربة وخاصة عند تساقط ال قطن على الأرض ويعبأ ال قطن الزهر فى أكياس من الخيش الجديد والنظيف ولا يعبأ فى أكياس السماد أو أكياس بلاستيك.
وأضاف: يراعى عند التعبئة تنظيف القطن، حيث يعبأ ال قطن الزهر الناتجة من اللوز السليم والمتفتح طبيعيا فى أكياس خاصة وأيضًا يجب عدم خلط قطن الجنية الأولى مع قطن الجنية الثانية فى كيس واحد وتغلق أكياس الخيش بخيط من الدوبارة المصنوع من القطن.
أما أضرار التأخير فى الجنى فقد أشار إلى أن ذلك يؤدى إلى تعرض المحصول للعوامل الجوية والإصابة بالكائنات الدقيقة وتساقط ال قطن الزهر على الأرض واختلاطه بالأتربة، مما يؤدى إلى ضياع جزء من المحصول لسقوطه على الأرض.
وحول سؤال كيف يتم الحصول على درجة أعلى؟ أجاب: ضمان عدم بقاء اللوز المتفتح مبكرا فترة طويلة بدون جنى وتعرضها للعوامل الجوية مما يؤثر على صفاته الغزلية.
وأضاف: يجمع ال قطن الساقط على الأرض أولا حتى لا يتلف بدوس الأرجل وينظف تمام مما علق به من الشوائب وأيضا لا يجنى فى أول جنية، إلا عندما تفتح تمام من اللوز أما غير المتفتح (تفتيح جزئي)، فيترك ليجنى من الجنية الثانية؛ لأن جنى هذا ال قطن يقلل من رتبة أول جنية ويعطل العمال لصعوبة انتزاعه والابتعاد عن التنتيف وعدم ترك ال قطن عالقا بالأبراج وأيضا عدم ترك قطن متفتح على النباتات؛ لأن هذا ال قطن يعرضه للسقوط على الأرض وتلفه خصوصا إذا صادفتة رياح أو أمطار؛ لذا يراعى تخزين أكياس ال قطن فى الأماكن الجافة.
وأضاف يتم التخلص من اللوز العالق لاحتمالية وجود إصابة داخلة بديدان اللوز ويتم التخلص منه بالفرم أو الدفن، وبعد ذلك يتم التخلص من الأحطاب كموقد فى الأفران البلدى فى الريف.