منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية فى شهر فبراير 2022، لم يستطع الأوكرانيون التقدم إلا فى الأسبوع الماضى بعد أن أحدثوا تقدما مفاجئا فى الجنوب والشرق - بحسب المحللين - وهو التقدم الذى عزاه بعضهم إلى استخدام أسلوب الخداع الاستراتيجى فى الوقت، الذى أعلن فيه الروس الانسحاب والعمل على إعادة تجميع القوات، بينما رجح آخرون أن السبب يكمن فى المساعدات والأسلحة الغربية المتطورة، التى يستخدمها الجيش الأوكرانى ضد الروس؛ فما حقيقة هذه الأسلحة؟ وهل سيكون لهذه الأسلحة تأثير كبير قد يقلب موازين الحرب على الدب الروسى فى أوكرانيا؟
فى البداية، أعلن رئيس مجلس الأمن والدفاع القومى الأوكرانى، أوليكسى دانيلوف، أن «الأسلحة الغربية التى تلقتها القوات المسلحة الأوكرانية تغير مسار الحرب بالفعل».
وكتب فى تغريدة عبر موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، فى 11 يوليو الماضى، وفق ما أوردته وكالة أنباء «يوكرنفورم» الأوكرانية، أن «التفوق التسليحى الكمى للجيش الروسى فى نفس مستوى دقة الصواريخ والمدفعية الأوكرانية، والأسلحة الغربية للقوات المسلحة الأوكرانية تغير مسار الحرب بالفعل، ونحن لم نبدأ بعد!».
فما أبرز الأسلحة الغربية التى سلمتها أمريكا وحلفاؤها للجيش الأوكرانى؟
بحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية، تشمل هذه الأسلحة: مسيرات بيرقدار TB2 التركية، ومسيرات «سويتشبليد» الأمريكية، وصواريخ «ستينجر»، وصواريخ جافلين، وأسلحة محمولة مضادة للدبابات، وصواريخ خفيفة مضادة للدبابات، وصواريخ «ستارستريك» المضادة للطائرات، وطائرات هليكوبتر «Mi-17».
وكشف موقع « ميليترى» المعنى بالشئون العسكرية فى الولايات المتحدة، عن أن «أمريكا أرسلت مئات الطائرات المسيّرة إلى أوكرانيا، التى وُصفت بعضها بـ «الانتحارية»، لكن القليل منها لُمح فى ميدان الحرب الروسية الأوكرانية». وأضاف الموقع، أن «غالبية هذه الطائرات المسيرة جاءت من مخازن الجيش الأمريكى، لكن بعضًا منها أتى من شركات التصنيع فورًا، ومن بين هذه الطائرات، طائرة «فونيكس جوست» أو «شبح العنقاء»، التى أعلنت الولايات المتحدة تقديم 120 مسيرة منها إلى كييف فى أبريل الماضى، ضمن حزمة مساعدات عسكرية».
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن الجيش الأوكرانى أحدث مفاجآت كبرى فى هذه الحرب، مستفيدًا فى ذلك من المساعدات العسكرية السخية، التى قدمتها الولايات المتحدة.
ورصدت الصحيفة عوامل صمود وتصدى الجيش الأوكرانى أمام ثانى أكبر جيش فى العالم، وهو الجيش الروسى، فى نقاط عدة، أبرزها؛ أن الجيش الأوكرانى لجأ إلى طرق وصفت بالارتجالية وغير التقليدية، لأجل الاستفادة من الأسلحة، التى حصلت عليها البلاد، ومن الأمثلة على ذلك أنهم قاموا بوضع أنظمة صواريخ على زوارق سريعة، الأمر الذى أدى لزيادة قوة أوكرانيا البحرية، وتمكنت أوكرانيا من مواصلة الهجوم على أهداف روسية، من خلال الطائرات المسيرة، كما استفادت أوكرانيا أيضًا من التكلفة غير المرتفعة لها، وأدخلت تعديلات على بعض المسيرات حتى تحمل قنابل وذخائر لأجل ضرب الأهداف الروسية.
الجيش الأوكرانى قام كذلك بوضع صواريخ «هارم» الأمريكية المضادة للرادار على متن المقاتلات السوفياتية «ميج 29»، وهو أمر لم يجر القيام به على الإطلاق من ذى قبل فى أى سياق عسكرى، بحسب مسئول فى وزارة الدفاع الأمريكية.
وفى السياق ذاته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربى، فى إفادة صحفية، إن «وزارة الدفاع تقوم باستكشاف مبدئى لإمكانية تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة»، لكنه أشار إلى أن ذلك « لن يكون فى المستقبل القريب».
وتخلّت الولايات المتحدة وشركاؤها فى «الناتو» عن مخاوفهم السابقة من إمكانية اتساع رقعة النزاع أو وصول تكنولوجيا حساسة إلى روسيا، وقررت إرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا، مثل مدفعيات «هاوتزر» ونظام «هيمارس» الصاروخى المدفعى عالى الحركة، علماً بأن الأخير قادر على إطلاق صواريخ إلى مدى أبعد وبدقة تفوق تلك المتوفرة فى الأسلحة الروسية.
من جانبه، أعلن نائب رئيس الوزراء الأوكرانى، وزير التحول الرقمى، ميخائيلو فيدوروف، عن إنشاء أول جيش من الطائرات المسيرة «بدون طيار» فى العالم، وهى خطوة عدها محللون «انعكاسًا للنتائج الإيجابية، التى حققتها الدرونز فى الحرب مع روسيا»، بحسب تقرير لـ «سكاى نيوز عربية».
وبشأن أهمية الدرونز، قال المحلل المتخصص فى الشئون الأمنية والاستراتيجية، ليون رادسيوسينى، إن « الطائرات المسيرة حققت نجاحات كبيرة لأوكرانيا فى الحرب، التى جعلت الغلبة لكييف فى حرب المعلومات ومكنتها من استهداف الأرتال والدبابات الروسية، خاصة فى الشمال نظرا لطبيعة التضاريس حتى انسحبت موسكو واتجهت للشرق خشية مزيد من الخسائر».
وعن إجمالى حجم المساعدات الأمريكية والغربية لأوكرانيا، ارتفع من 10.9 إلى 13.6 مليار دولار، منها ما هو عسكرى ومنها ما هو لوجيستى وإنسانى، بحسب تقرير لـ»بلومبرج»، كما تعهد البنك الدولى وصندوق النقد الدولى بمنح أوكرانيا أكثر من 11 مليار دولار.