«خبراء الإعلام»: نوع جديد من الحروب

«خبراء الإعلام»: نوع جديد من الحروبصورة تعبيرية

نعيش فى مرحلة انتشار الهوس الإلكتروني تلك الظاهرة الرقمية الغريبة، حيث يسعي البعض لركوب الترند ويكون مضطراً لفعل أي شيء، وعلى نفس الخطى ظهر إعلام الترند، حيث انتشرت فرقعات إعلامية مثيرة لجذب جمهور السوشيال ميديا، فيتناولونها بين مؤيد ومعارض وتنشأ معارك من نوع خاص بين أنصار كل فريق، وما بين ازدواجية المعايير والمهنية والشرف الإعلامي، يبحث أصحاب المصلحة على صراع خطف الترند، حتى لو كان ذلك على حساب ما يتعرضون له من انتقادات وشتائم، غير ملتزمين بمواثيق وشرف المهنة، وكل غايتهم خطف الترند.


قالت الدكتورة نجوى كامل أستاذة الصحافة بكلية الإعلام، جامعة القاهرة: لا يوجد شيء اسمه إعلام الترند فهو دخيل على المجتمع ويضع تصورات وأشكال مختلفة على مجتمعنا من أجل إلهاء الناس.


وأضافت «نجوى» أن وسائل التواصل الاجتماعي هي من جعل الجريمة الفردية صورة وصوت وتعكس صورة سلبية لمجتمعنا، وأن الترند نوع قوي جداً من أنواع حروب الجيل الخامس لتدمير البلاد خصوصا العربية. مشيرة إلى أن وسائل الاتصال الاجتماعي يتم استخدامها بطريقة سيئة جعلوا من حرمات البيوت مزار متاح للجميع دون الحفاظ على أسرار البيوت وهذا كله يضعف مجتمعنا المحترم.


وقالت إن المجتمع المصري له طبيعة خاصة وما يتم تصديره للمجتمع يشوه صورة المرأة ويضرها ويجعل من متبني قضايا المرأة مهاجما لها، وأضافت أنه على الجهات المسئولة عن تنظيم الإعلام اتخاذ اللازم وإصدار بيانات أسبوعية أو شهرية واستخدام القوانين كي يعود الإعلام إلى مساره الطبيعي الهادف الذى يخدم المجتمع من خلال ترسيخ الأفكار البناءة فى عقول الشباب والأطفال وهو ما يسهم فى التنشئة الصحيحة، وألا ننساق وراء كل ما يتم تداوله أو الترويج له.


تدمر المجتمع


وقال الدكتور مدحت رشدي الكاتب الصحفي، إن وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين وهناك منظمات هدفها الأول تدمير المجتمعات من خلال بث ثقافات غير لائقة بمجتمعات ذات حضارة محترمة لهدم أخلاقياتها وإفساد مجتمعها، حتى يسود الفساد والجرائم فى البلاد ومن هنا يتم التدمير.


وأكد أنه يجب الالتزام بميثاق الشرف الصحفي والإعلامي وتطبيق القانون على من يتجاوز الميثاق ويخرج بمواضيع مزيفة من أجل الشهرة، وهناك جهات رقابية عليها تفعيل القوانين كالهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام ونقابة الصحفيين واللجنة التأسيسية لنقابة الاعلاميين.


وضع خاطئ


وقالت الدكتورة حنان جنيدي عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة ، لما نقول إعلام الترند ده وضع خاطئ ولا يجوز أن نعطي له صلاحية ، ف الترند مأساة لها تأثير خطير إما بالإيجاب أو السلب، والإعلام برىء منه فهو موضة وصنعة لمن يريد الربح السريع دون أى اهتمام بالخصوصيات المجتمعية.


وأضافت: للأسف اليوم تنتهك الخصوصيات من أجل ما يسمي الترند عن طريق أشخاص بذاتهم فهو يضر بالمجتمع ويعتمد على الشائعات والتضليل ويدمر العلاقات الاجتماعية.


تشكيل الرأي العام


وقال على عجوة أستاذ العلاقات العامة بجامعة القاهرة، إن وسائل الإعلام تلعب دورا مهما فى تشكيل الآراء والاتجاهات والمفاهيم من خلال ذلك يتشكل الرأي العام عند المجتمعات كناتج لما تقدمه هذه الوسائل من معلومات والعلاقات العامة باعتبارها جوهر الاتصال والفهم المتبادل.
وأضاف أنه لا يوجد مصطلح فى الإعلام بهذا الاسم «إعلام الترنيد» فهو مصطلح تواصل اجتماعي تداخل فيه جهات تريد ركوب الموجة والربح منها دون النظر لما ممكن أن يشكله من ضرر على المجتمع.


رقابة مجتمعية


ومن جانبها قالت كريمة كمال الكاتبة الصحفية إن الإعلام فيما مضى كان هو صاحب السبق والمبادرة فيما يقوم بتقديمه للناس من خلال القضايا وكان هو المتحكم فى ذلك فقط بناء على رقابة مجتمعية، أما الآن فالإعلام يجري خلف السوشيال ميديا ويأخذ منها ولم يعد هو صاحب المبادرة.


وأضافت أن هذا يحدث حتى ولو كان الموضوع غير لائق للتداول ويصنع من مجرمين نجوما يقتدي بهم العديد من الشباب كي يظهروا مثلهم ويصنعوا ترند خاص بهم من أجل الحصول على الأموال والأرباح العالية ويساعدهم أهلهم فى ذلك والغريب أنهم يقومون بالتمثيل والكذب حتى يحصلوا على التعاطف والمشاهدات ومنها جني الأرباح .


ضوابط ومعايير


قال الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة هناك فرق بين الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي فمهنة الإعلام لها مجموعة من الضوابط والمعايير التي يجب الالتزام بها وعدم الخروج عنها، بينما وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا بكل أشكالها تعمل بشكل فردى دون معايير أو شروط، ولا تهتم بالقوانين والتشريعات.


وطالب بتفعيل التشريعات والضوابط الإلكترونية لفلترة باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحليل المحتويات تلقائيًا وفرزها وتنفيذ الإشراف التلقائي على مدى الساعة فى مواجهة خطاب الكراهية، التمييز، العنف، المتصيدين الذين يتعقبون متصفحي الإنترنت ومع ذلك، فإن التحليل التلقائي للمحتوى له حدوده.


صناعة الإعلام


و قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الدولة يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة لصناعة الإعلام، وتقنين ممارساته ومحتوى البث والتوعية المجتمعية هذا بجانب الدور الأسرى التوجيهي وطالبت الدولة المتمثلة فى جهات لها سلطة بأن يعيدوا إلى التليفزيون دوره البَناء الذى بدوره شكل وعى الأجيال السابقة وتطويرة فيما يواكب العصر الحالي حتى يعمل على جذب.
غير حقيقي ومكرر.


ومن جانبه قال محمد العارضة، خبير التسويق الإلكتروني، إن معظم ما يتم تداوله وترويجة على وسائل التواصل الاجتماعي غير حقيقي ومكرر بشكل كبير كما أن هناك العديد من أخبار الترند وهمية ومكشوفة يتم صناعتها من أجل رفع نسب المشاهدات لصفاحات ممولة من أجل الربح الإعلاني وهذا أصبح معروفا لدي الكثيرين وهناك صناع لمحتوى الترند الوهمي معروفين بالاسم.


واستعان الخبير الإلكتروني بـ «مؤشر المعلومات المضللة العالمي»، تكشف من خلالها عن أن قيمة الأخبار المضللة والشائعات تجاوزت تكلفتها ٢٣٥ مليون دولار وهذا ليس فى مصر فقط لكن فى العالم أجمع وهي ظاهرة ستنتهي ويظهر غيرها وذلك بعد معرفة الناس لحقيقتها.

أضف تعليق

أصحاب مفاتيح الجنة

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2