أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أن بكين مستعدة لتعزيز التنسيق مع فرنسا ودفع التعاون في مجالات مثل تغير المناخ والتنوع البيولوجي و الأمن الغذائي من أجل التعامل بشكل مشترك مع التحديات العالمية، مشيرا إلى أن البلدين تدعوان إلى عالم متعدد الأقطاب وديمقراطية أكبر في العلاقات الدولية، والحفاظ على مركزية دور الأمم المتحدة، ودعم القواعد الأساسية للعلاقات الدولية على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأوضح وانغ يي، خلال لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، على هامش أعمال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفقا لوكالة الأنباء الصينية، اليوم الثلاثاء، أن الصين وفرنسا، وكلتاهما عضوتان دائمتان في مجلس الأمن، تتحملان مسؤوليات كبيرة في الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين، مؤكدا استعداد الصين للحفاظ على التبادلات رفيعة المستوى وتعزيز التضامن والتنسيق مع فرنسا من أجل التصدي للتحديات العالمية الناشئة معا وضخ المزيد من الطاقة الإيجابية والاستقرار في العالم.
من جهتها قالت وزيرة الخارجية الفرنسية، إن العلاقات بين فرنسا و الصين مهمة للغاية وإن البلدين لديهما التقاليد الدبلوماسية لمواصلة الالتزام بالحفاظ على السلام، موضحة أن هدف البلدين المتمثل في الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين لم يتغير رغم التغيرات العميقة في المشهد الدولي، كما لم تتغير جهودهما في الاعتماد المتبادل على بعضهما البعض من أجل حماية مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة بشكل مشترك.
وعبرت خلال اللقاء عن رضا الجانب الفرنسي عن الاتصالات الوثيقة والجيدة بين رئيسي الدولتين والتقدم السلس في التبادلات الثنائية، مثنية على دعم الصين لشركة الخطوط الجوية الفرنسية لاستعادة الرحلات الجوية المباشرة إلى الصين وكذلك مساعدة الطلاب الفرنسيين على استئناف دراستهم في الصين.
و استعرض الجانبان خلال اللقاء وجهات النظر حول الأزمة الأوكرانية، حيث عبرت وزيرة الخارجية الفرنسية عن قلقها إزاء الصراع المطول والمتصاعد، بينما قال الوزير الصيني إن بلاده تدعو دائما إلى حل النزاعات من خلال الحوار وستواصل الاضطلاع بدور بناء في تعزيز محادثات السلام.
وفي سياق آخر، أشاد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال لقائه وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز، على هامش حضورهما أعمال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، بالعلاقات الثنائية بين البلدين، مشددا على الحاجة إلى مواءمة أقوى بين استراتيجيات التنمية للبلدين.
وقال وزير الخارجية الصيني إن بلاده مستعدة للعمل مع كوبا لتعميق الوحدة والتعاون بين البلدين، وتوطيد علاقات الصداقة المتميزة وتطويرها استرشادا بالتوافقات التي توصل إليها زعيما البلدين، موجها الشكر للجانب الكوبي على دعمه القوي للصين في الدفاع عن مصالحها الجوهرية، قائلا إن الصين بالمثل تدعم كوبا بقوة في الدفاع عن استقلالها السيادي وتنميتها بشكل أسرع وتنشيطها، معبرا عن قناعة الصين بأن كوبا ستواصل تحقيق إنجازات جديدة وأعظم على طريق بناء الاشتراكية.
من جهته قال وزير الخارجية الكوبي، إن بلاده سعيدة بالصداقة العميقة والثقة السياسية المتبادلة التي تطورت بين قادة البلدين، مضيفا أن كوبا تدعم سلسلة المقترحات المهمة من الجانب الصيني، بما في ذلك مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي.
ووجهه الشكر للجانب الصيني على دعمه الدائم للقضية الكوبية العادلة، لاسيما التضامن الذي أظهره ومساعدته التي قدمها عندما تعرضت كوبا لجائحة كوفيد-19 وغيرها من الكوارث.
وأكد أن كوبا ستواصل الالتزام الصارم بمبدأ صين واحدة ودعمها الثابت لموقف الصين بشأن القضايا المتعلقة بتايوان وهونغ كونغ وشينجيانغ، مضيفا أن بلاده تعارض أيضا كل وأي تحركات معادية للصين ذات دوافع سياسية.
من جانب آخر، أوضح وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال لقائه وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زارداري،على هامش حضورهما أعمال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الصين وباكستان ستحافظان على التبادلات الوثيقة الرفيعة وستواصلان صداقتهما التي لا تنفصم عراها في جميع الأحوال.
و قال إن الصين مستعدة للعمل مع باكستان لتنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه زعيما البلدين، وبناء الممر الاقتصادي بين الصين باكستان بجودة عالية بشكل مشترك، وبناء مشاريع رائدة على طول الحزام والطريق، وتسريع بناء مجتمع صيني باكستاني أوثق ذي مستقبل مشترك.
وأشار وزير الخارجية الصيني إلى أن بلاده ، حكومة وشعبا، ستقف دائما إلى جانب باكستان، معبرا عن اعتقاده بأنه تحت قيادة الحكومة الباكستانية والجهود الموحدة للشعب من جميع مناحي الحياة، ستتجاوز باكستان بالتأكيد الصعاب التي تواجهها قريبا، وتحقق تنمية أكثر قوة وأمانا واستدامة، وتلعب دورا أكثر أهمية في الشؤون الإقليمية والدولية.
وأعرب وانغ عن أمله في أن يعمل الجانب الباكستاني على التنفيذ الجيد لآلية الحماية المحدثة لضمان سلامة المؤسسات والموظفين الصينيين في باكستان وتوفير الضمان القوي للتعاون العملي بين الجانبين.
من جهته، قال وزير الخارجية الباكستاني إن بلاده تعتبر دائما علاقتها مع الصين حجر أساس في سياستها الخارجية، وهو ما أصبح يشكل فهما مشتركا عند المجتمع الباكستاني، معبرا عن امتنانه لدعم الصين لباكستان في مكافحة كوفيد-19 والفيضانات.
وأشار إلى أن الجانب الباكستاني مستعد للعمل مع الصين لمتابعة التوافق الذي توصل إليه زعيما البلدين، والحفاظ على التعاون الاستراتيجي الوثيق، وتعزيز الشراكة التعاونية الإستراتيجية الباكستانية الصينية في جميع الأحوال، وتعميق التعاون الشامل بين البلدين.
وأضاف زارداري أن باكستان ستواصل التمسك بثبات بمبدأ صين واحدة، والوقوف بحزم إلى جانب الجانب الصيني في جميع القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية للصين، بما في ذلك تلك المتعلقة بشينجيانغ وهونغ كونغ وتايوان.