أكد مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن روسيا باتت تثير المخاوف بشأن استخدام السلاح النووي في حربها في أوكرانيا.
وأشار المقال، الذي كتبه الصحفي إيشان ثارور، إلى أن ما كان العالم لا يتوقعه بالأمس أصبح حقيقة ماثلة اليوم، موضحاً أن قادة الأقاليم الانفصالية في أوكرانيا، والواقعة تحت سيطرة القوات الروسية، أعلنوا بالفعل عن إجراء استفتاءات في الفترة ما بين يومي الجمعة والثلاثاء القادمين لتقرير الانضمام إلى الاتحاد الروسي.
ويضيف الكاتب أنه في حالة الموافقة عبر الاستفتاء علي الانضمام للأراضي الروسية يصبح من حق الكرملين إعلان أن هجمات أوكرانيا على تلك الأراضي يمثل اعتداءً على روسيا نفسها وهو الوضع الذي يحذر منه المحللون حيث إنه قد يدفع روسيا في هذه الحالة إلى إعلان حالة التعبئة العسكرية أو يمنحها الحق في استخدام السلاح النووي ضد أوكرانيا للدفاع عن أراضيها.
ويشير الكاتب إلى أنه من المتوقع أن يوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمة للشعب الروسي، اليوم /الأربعاء/، لتحديد الخطوات التي سوف تتخذها روسيا في هذا الخصوص، في الوقت الذي يسعى فيه البرلمان الروسي لإصدار تشريع لتغليظ العقوبة على جرائم التهرب من الخدمة العسكرية أو العصيان والتي قد ترتكب خلال أي عمليات قتالية أو أثناء أي تعبئة عسكرية.
ويشير الكاتب إلى تصريحات رئيسة تحرير قناة (روسيا اليوم)، مارجريتا سيمونيان التي أعربت فيها عن اعتقادها بأنه على ضوء التطورات الحالية للموقف فإن روسيا أمامها خياران لا ثالث لهما: إما الانتصار في حرب أوكرانيا وإما استخدام السلاح النووي.
ويلفت الكاتب إلى أن الموقف الروسي أثار كثيراً من ردود الفعل الدولية التي تدين روسيا وعلى رأسها ما ذكره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمته أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي أعرب فيها عن رفضه للموقف الروسي وداعا دول العالم لإدانة القرار الروسي بضم أجزاء من أوكرانيا للأراضي الروسية.
ويستطرد الكاتب قائلاً: إن هناك العديد من السياسيين الغربيين يدينون القرار الروسي بوصفه انتهاكاً للقانون الدولي، مشيراً إلى تصريحات جوزيب بوريل مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي التي أكد فيها أن الاتحاد يدرس حالياً اتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية ضد موسكو.
ويرى الكاتب أن الانتصارات التي حققتها القوات الأوكرانية مؤخراً ضد القوات الروسية هي التي دفعت روسيا إلى الإعلان عن إجراء الاستفتاء بضم الأراضي الواقعة تحت سيطرتها في أوكرانيا إلى الاتحاد الروسي.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن المخاطر الناجمة عن الوضع الحالي جسيمة، وأنه لا يوجد أي طرف يريد أن يحول الحرب الحالية التقليدية في أوكرانيا إلى حرب ذات نطاق أوسع بين روسيا ودول حلف شمال الأطلسي.