صدر عن مجموعة بيت الحكمة لل ثقافة كتاب " الصين في المُخيلة العربية: البحث عن المشترك التاريخي"، من تأليف الدكتور أحمد السعيد، في 273 صفحة من القطع فوق المتوسط.
وبحسب ما أورده المؤلف وهو من أبرز المتخصصين في العلاقات العربية الصينية، في مقدمة الكتاب، فإن الحضارة الصينية حاضرة بقوة في مخيلة العرب، لأنها قديمة جدا كحضارتهم، فضلا عن كونها الوحيدة التي احتفظت بتواصلها الثقافي منذ الألفية الثانية قبل الميلاد حتى اليوم، وقد اشتهرت الصين لدى العرب قديما بأنها بلاد الحكمة والمعرفة والسلام.
وأشار الدكتور أحمد السعيد إلى أن هذا ال كتاب هو محاولة لإعادة بناء رؤية متكاملة للصين في المخيلة العربية، ومن ثم العلاقات الصينية العربية عبر التاريخ، والذهاب إلى المستقبل عبر أرضية الماضي التليد الذي كان مزدهرا مشرقا، حتى غابت شمسه مع حقبة الهيمنة الغربية الأوروبية على العالم، أو بالأحرى على العرب والصين.
وذكر المؤلف في مقدمة ال كتاب أن التبادل المشترك القائم على الاحترام هو عنوان علاقات التجارة بين الصين و العرب منذ العصور الموغلة في القدم، مشيرا إلى أن ال كتاب يبحث في هذه الحقيقة ويوضح كيف أسس الصينيون مع العرب علاقات وطيدة لقرون طويلة، أدت لبناء أكبر شبكة تجارية في البر والبحر عرفها العالم؛ تجارة نمت وازدهرت عبرها مدن وموانئ، تأسست على علاقات الاحترام القائم على الثقة.
وأضاف: "نقرأ هذا في كتابات الطرفين التي تضم الكثير عن هذا التاريخ المشترك البعيد القريب، وهي العلاقات التي أنتجت التأثير والتأثر المتبادل في الفنون والمعارف ما بين الجانبين".
ويدل التاريخ – كما يقول الدكتور أحمد السعيد - على أن الصين هي بلا شك من أقدم بلدان العالم ومن أسبقها إلى المدنية والعمران والثقافة، لكنها بقيت منزوية لا يسمع الناس عنها شيئا حتى جاء العرب وذهبوا إليها، فكتبوا عنها كتابات كثيرة كانت السبب في توجيه أنظار العالم إليها.
وأوضح أنه مما يدل على ذلك أيضا أن الغربيين لم يجدوا لا في كتب الرومان ولا في كتب اليونان ولا عند غيرهم إلا النذر اليسير عن هذه البلاد، فلبثوا لا يعرفون سوى وجودها في خرائط الجغرافيا، حتى ترجمت الكتب العربية التي دلت على أن العرب ذهبوا إليها بسفنهم بين عامي 850 و887 للتجارة.