"الريح تهب باتجاهكم".. هكذا حذر الرئيس فلاديمير بوتين ، منوها أن روسيا تمتلك أسلحة دمار أكثر تطورا مما لدى حلف الناتو، الحديث عن النووى في خطاب التعبئة ، الذى أثار الجدل والقلق والذعر في العالم ، فدعا بوتين إلي التعبئة الجزئية في الجيش الروسي ، متحديا تصريحات الولايات المتحدة ، وتهديداتها ، بأن البيت الأبيض يتعامل بجدية مع تصريحات الرئيس الروسي ، وأن قرارات بوتين تمهيداً لحرب نووية ، إنتهاك فاضح لمعاهدة ، عدم الإنتشار النووى ، ولكن أشار بايدن ، بأنه لا توجد حالياً ضرورة لزيادة قوات الردع !، فهل هي تصريحات عارمة دون جدوى حقيقة لمنع انهيار العالم ووقوعه في حرب نووية ؟.. هل دائماً تثير الولايات المتحدة غضب الرؤساء وابتزازهم دون مساندة للدول الأضعف وردع حقيقي ضدهم ؟ ، كما حدث في بداية الأزمة الروسية الأوكرانية وكذلك أزمة الصين وتايوان ، رغم أنه صرح أن تصريحات الكرملين يتخذها على محمل الجد ! .. فتحدى بوتين بدعوته للتعبئة الجزئية ، في الجيش الروسي ، علي خلفية العملية العسكرية ، في أوكرانيا ، ردًا علي تصريحات مسؤولين رفيعي المستوى في بعض دول الناتو ، حول إمكانية استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد روسيا ، فتصريحاتهم واضحة عن استخدام كافة الوسائل لنزع سيادة روسيا ، ودحر تاريخها وثقافتها وتدمير اقتصادها ، وتدمير روسيا تدميراً كاملاً ، لكن هكذا صرح بوتين " الرياح قد تعكس وتهب في اتجاههم ".
وعلى صعيد أخر قال البيت الأبيض ، إن الولايات المتحدة ستوافق على الإنفاق النووى مع إيران ، إذا كان يصب في صالح الأمن القومي الأمريكي ، وأعلنت طهران أنها تلقت ردًا من واشنطن على النص النهائي الذى قدمه الاتحاد الأوروبي ، لإحياء الإتفاق النووى ، وأكد موقع اكسيوس الأميركي ، أن الإتفاق سيلزم طهران لتخصيب اليورانيوم بنسبة محددة ، فهل يعقل ؟!.. ونحن على شفا إنهيار دولي ، عقب الأزمات الطاحنة في الطاقة والغذاء ، وتهديد روسيا باستخدام أسلحة نووية ، وموقع إيران الجغرافي الذى يهدد الشرق الأوسط الذى ازداد تأزماً عقب أزمة الكورونا والحرب الروسية الأوكرانية ، وميليشات النزاع المسلح المستوطنة في العديد من الدول الشرق أوسطية أن يثير الملف الإيراني النووى دوره والبحث عن حقه في إمتلا ك نووى مرحب به دولياً وتخصيب اليورانيوم بنسب ربما زادت أو قلت ، لكن في النهاية ، هي دمار شامل مهما كانت نسبتها .
وتأتي كل هذه التصريحات ونحن في رحاب انعقاد الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، االمنعقد في نيويورك ، مستضيفة زعماء وقادة العالم ، من أجل الوصول إلي مواد وتصريحات ، تحمي العالم والسلم والأمن الدوليين ، وتواجه تغير المناخ ، وأزمات الغذاء والطاقة ، والقضاء على الإرهاب ، السؤال الدائم الذى يدور في أذهاننا، من يحمي مَن مِن مَن؟.. والبقاء دائماً للأقوى ، ومن يملك ويتحكم؟ .. ورغم أن الغذاء أهم ما كان يحكم العالم ويمنح الدول الراعية لغذاء العالم قوة لا تضاهي ، أصبحت الطاقة والرؤوس النووية حديث الساعة ومقياس القوة ، رغم عالم يفتقر الغذاء ، " فخورة بمصريتي ".