أكد محافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصاري، حرص الدولة على إعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون؛ كونها مصدرًا للعمل المباشر وغير المباشر للكثير من أبناء المحافظة.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده المحافظ، اليوم الخميس، بديوان عام المحافظة؛ لمتابعة آخر مستجدات العمل على إنزال أسماك ل بحيرة قارون ومناقشة آليات إعادة التوازن البيئي للبحيرة بشكل كامل، من خلال الجهود العلمية للفريق البحثي في وضع خطة تنفيذية للقضاء على طفيل الأيزوبودا وإعادة تزويد البحيرة بكميات جديدة من الأسماك.
وتابع محافظ الفيوم، استعدادات إنزال الأسماك ببحيرة قارون؛ تمهيدا لتنفيذها خلال الفترة القادمة بعد التحسن النسبي الملحوظ للمياه تبعاً للتجارب والتحاليل التى تجرى دورياً بالبحيرة نتيجة لجهود القيادة السياسية للارتقاء بكافة البحيرات لعودة الحياة المائية والثروة السمكية لسابق عهدها.
وأشار إلى ضرورة تضافر جهود جميع الجهات المعنية بالبحيرة والعمل المشترك في المرحلة القادمة، حيث تم وضع خطة عمل تنفيذية شاملة واضحة التفاصيل واتخاذ كافة الإجراءات للسيطرة على مشكلات البحيرة وعودتها إلى سابق عهدها من الإنتاج السمكي والقضاء على طفيل الأيزوبودا وتنقية مياه البحيرة من الملوثات وتقليل نسبة الأملاح بها ووضع كافة المقترحات حيز التنفيذ خلال شهر بناءً على نتائج الدراسات العلمية التى أجريت على البحيرة.
وقال المحافظ "إن مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" والقرض الأوروبي لتنفيذ مشروعات الصرف الصحي تعد عوامل مؤثرة بالإيجاب في تحسين خواص مياه البحيرة وتخفيض نسبة الملوحة بها" مشدداً على أن أي عمل بحثي أو تجريبي بالبحيرة لابد أن يتم بالتنسيق مع محافظة الفيوم ووزارة البيئة وجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، لافتاً إلى أن أية أبحاث يتم تطبيقها لابد من عرض نتائجها أولاً على هذه الجهات لبيان مدى صلاحية تطبيق هذه النتائج من عدمه تبعاً لطبيعة الحياة المائية ب بحيرة قارون وبناءً على ما تم سلفاً من أبحاث وما ترتب عليها من نتائج.
وأشار إلى أن تنمية بحيرة قارون -خلال الفترة الماضية- جاء بناء على محورين الأول الأعمال التى قامت بها وزارة الموارد المائية والري من أعمال تكريك وتعميق لبحر يوسف من بدايته بمحافظة أسيوط وصولاً إلى الفيوم ومنه ل بحيرة قارون وزيادة نسبة المياه العذبة الواصلة للبحيرة وكذلك السيول التي ضربت الفيوم خلال العام الماضي، وكان لها أثر إيجابي في زيادة المياه العذبة أيضاً بالبحيرة، فضلاً عن تكريك بحر وهبي ومنع مصبات الصرف الصحي بمصرف البطس، والمحور الثانى هو الأعمال التى تقوم بها وزارة السكان وما يتبعه من تنفيذ مشروعات الصرف الصحى سواء من خلال الخطة الاستثمارية أو مبادرة "حياة كريمة" ومراجعة العديد من مصانع المنطقة الصناعية لمنع صرف مياهها للبحيرة وإزالة المزارع السمكية المخالفة.
وأوضح المحافظ أن العمل يأتي في إطار تكاملي مع جميع الجهات المعنية ذات الصلة لوضع الآليات لإنزال الأسماك بالبحيرة مع إحكام السيطرة ومنع الصيد بشكل تام والمتابعة المستمرة لنتائج التجربة بهدف التوسع المرحلي في المساحات وأنواع الأسماك، مؤكداً على التأمين الكامل عقب إنزال الأسماك بالتنسيق بين مختلف الأجهزة التنفيذية من جانب وشرطة المسطحات المائية من جانب آخر، فضلاً عن بحث ودراسة آليات التنسيق مع مسئولي المنشآت الموجودة على ساحل بحيرة قارون لتزويدها بكاميرات المراقبة الليلية.
وخلال الاجتماع استعرضت الأستاذ بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة مستشار محافظ الفيوم لشئون الثروة السمكية الدكتورة نسرين عز الدين نتائج الدراسات التي قامت بها لطفيل الأيزوبودا وخطة متابعته منذ ظهوره ب بحيرة قارون عام 2014 حتى تراجع هذه النسبة بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، مؤكدة انخفاض نسبة الطفيل وأن معدلات الملوحة بمياه البحيرة جيدة في الوقت الحالي، مشيرة إلى قيامها مع الفريق العلمي بالمتابعة المستمرة لوضع الأيزوبودا ومعدلاته وكذلك معدلات جودة المياه مع تطبيقها للإجراءات العلمية الاحترازية لمقاومة والحد من انتشار الطفيل بما يمنع تسببه في أي نفوق جماعي للأسماك بالبحيرة.
وأشارت إلى أن أن اختيار نوع الأسماك الذي سيتم إنزاله بالبحيرة جاء نتيجة دراسات علمية مستفيضة لطبيعة هذه الأسماك وقدرتها على التفريخ في ظل تحسن المياه بالبحيرة وكذا طبيعة طفيل الايزوبودا، لافتة إلى أنه سيتم إنزال الأسماك إلى البحيرة بعد التنسيق المشترك بين المحافظة والجهات المعنية.
ومن جهته، أكد المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية بمجلس الوزراء الحسين فرحات محمد استعداد الجهاز للتعاون البناء والمثمر وتوفير كافة الأسماك المطلوبة كمرحلة أولى، مثمناً جهود المحافظة للارتقاء ب بحيرة قارون كمصدر مهم للرزق لصيادي الفيوم.