تساءلت وسائل إعلام عالمية عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يتراجع عن قرار التعبئة الجزئية للجيش الروسي الذي أعلنه الأسبوع الماضي، بعدما أقرت السلطات الروسية بارتكاب أخطاء في حملة التعبئة، فضلاً عن أن القرار أثار ردود فعل دولية ومحلية غاضبة.
ورفع بوتين من لهجته تجاه الغرب حين تحدث عن "الابتزاز النووي"، قائلا: "لمن يطلق مثل هذه التصريحات، أود تذكيرهم بأن بلادنا كذلك تملك أسلحة دمار شامل وفي بعض أجزائها أكثر تطورا من نظيراتها لدى دول الناتو، وأمام أي تهديدات لوحدة أراضينا أو سيادتنا نحن قادرون على استخدام هذه الأسلحة وهذا ليس خداعا".
ونقلت وكالة "بلومبرج" عن رئيسة مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي فالنتينا ماتفيينكو قوله إن السلطات الإقليمية المُشرفة على التعبئة أخطأت، منددة بـ"حالات استدعاء غير ملائمة أثارت جدلاً محتدمًا في المجتمع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي"، مضيفةً: "يرى البعض على ما يبدو أن تقديم تقرير بسرعة أهم من تأدية مَهمة هامة بالشكل الصحيح للدولة.. هذه التجاوزات غير مقبولة على الإطلاق".
وبحسب الوكالة، تشكل هذه الأخطاء مثلاً جديداً عن صعوبات التنظيم التي تشهدها روسيا منذ بدء بدء الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا.
في الوقت نفسه، اعتبر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، الأربعاء أن قرار التعبئة "سيصعد الصراع في أوكرانيا"، واصفاً إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية للجيش وإمكانية استخدام أسلحة نووية بـ"الخطوة الخطيرة والمتهورة".
وقال ستولتنبرج في تصريحات صحفية، إن "أول تعبئة روسية للجيش منذ الحرب العالمية الثانية لم تكن مفاجأة لكنها ستصعد الصراع الذي بدأ مع الغزو الروسي في 24 فبراير"، معتبرًا أن تحركات بوتين تشير إلى أن "الحرب لا تسير وفق خططه" وأن "الحرب لم تبدأ في هذه السنة بل بدأت في 2014، ومنذ ذلك الحين نفذ الحلفاء في الناتو أكبر تعزيز لقدراتنا لأول منذ الحرب الباردة"، لافتاً إلى "نشر تشكيلات ومجموعات ومعدات هجومية في دول شرق أوروبا".
وأوضح أن دول الناتو وحلفائها منخرطون في حوار مع رواد الصناعات الدفاعية لزيادة إنتاج الأسلحة والذخيرة، مشيرًا إلى أن "القوات الروسية تفتقر للعتاد والقيادة المناسبة والسيطرة".
كما قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن وزراء التكتل اتفقوا على المضي قدما في فرض عقوبات جديدة تستهدف روسيا في اجتماع غير رسمي الأربعاء، بعد ساعات من إصدار الرئيس فلاديمير بوتن الأمر بأول تعبئة في وقت الحرب منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي حديثه إلى الصحفيين في نيويورك، قال بوريل إن دول التكتل السبع والعشرين اتخذت قرارا سياسيا بتطبيق إجراءات جديدة تتعلق بقطاعات وأفراد. كما اتفق الوزراء على مواصلة مد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة.