أحمد العكازى: المخلفات الغذائية.. أرباح غير تقليدية

أحمد العكازى: المخلفات الغذائية.. أرباح غير تقليدية الدكتور أحمد العكازي مدير المركز الإقليمى للأغذية والأعلاف

أصبحت المخلفات الصناعية والغذائية عبئًا كبيرًا تتحمله البيئة نتيجة التحول الصناعى الذى اجتاح العالم، لذلك كان تفكير الباحثين المصريين خلال السنوات الأخيرة من خلال مبادرة مشروع النمو الأخضر التى تبنتها غرفة الصناعات الغذائية مع المركز الإقليمى للأغذية والأعلاف، هو كيفية الاستفادة من المخلفات الغذائية وتحويلها إلى منتجات غذائية وأعلاف غير تقليدية يمكن الاستفادة منها، وبالتالى الوصول إلى «زيرو فقد وزيرو هدر» وتحويل تلك المخلفات إلى أرباح لتلك المصانع، لذلك كان لنا هذا الحوار مع د. أحمد العكازي، مدير المركز الإقليمى للأغذية والأعلاف، لمعرفة تفاصيل تلك المبادرة، وإلى نص الحوار.

ما مشروع النمو الأخضر الذى أشارت إليه المبادرة؟!


مشروع النمو الأخضر غير خاص بالمركز الإقليمى للأغذية فقط، إنما هو مشروع يهدف إلى استخدام الموارد بصورة تقلل من الحمل البيئى بهدف تفعيل فكرة التنمية المستدامة، وذلك من خلال استغلال الموارد المتاحة دون استنزاف أو إهدار مع توفير جزء من تلك الموارد للأجيال القادمة.


هل جميع أنواع المخلفات ضمن المبادرة؟!


المبادرة تتضمن المخلفات الغذائية فقط أى المخلفات الخاصة بالمحاصيل الحقلية وكذلك الفاقد من المحاصيل داخل الأسواق والمخلفات التى تنتج من المحاصيل الغذائية، مثل القشور الموجودة فى الخضراوات والفاكهة، حيث نفقد خلال عملية الصناعة ثلث الثمرة بدون فائدة، بالإضافة إلى أن تلك المخلفات تعتبر عبئًا كبيرًا على البيئة وللتخلص منها تحتاج تكلفة مالية كبيرة.


والتكلفة تكون فى عملية النقل كما أن تركها والتخلص منها بصورة عشوائية يعمل على انبعاث غازات سامة وتعتبر سببًا رئيسيًا لانتشار الأمراض.


وبالتالي، فكان هدف غرفة الصناعات الغذائية هو إعادة استخدام أو محاولة إعادة تدوير تلك المخلفات وهو ليس بالفكر الجديد، إنما هذا الفكر من الموضوعات المحسوبة فى استراتيجية مصر 2030 لكن الصورة الكاملة للمشروع لم تكن اتضحت كاملة.
والهدف الرئيسى للمشروع هو تحويل المخلفات التى تعتبر عبئًا على البيئة وخسارة على الشركات، وعلى الجانب الآخر فمن أهداف المشروع الوصول إلى زيرو فقد من الثمرة وزيرو إهدار ومنع وصول المخلفات الضارة إلى المستهلكين والبيئة، خاصة أن بعض تلك المخلفات يحتاج إلى وقت طويل حتى تتحلل.


ما المواد التى تدخل فى إطار تلك المبادرة؟!


بادرت غرفة الصناعات الغذائية بتلك الفكرة وتحويل المخلفات إلى مواد يمكن الاستفادة منها، مثل قشر البطاطس والمعاصر الخاصة بالطماطم، والتى ينتج عنها قشور وبذور، بعض تلك المواد ثبت أن لها قيمة غذائية عالية خاصة بالنسبة للحيوانات المجترة ويمكن إجراء بعض المعاملات البسيطة لتحافظ على جزء كبير من محتواها وتحافظ على قيمتها الغذائية.


قبل ذلك كان يتم استخدام تلك المواد لكن بصورة غير مرشدة، أى أن هناك بعض الفلاحين يقومون بتجفيف بعض المواد الغذائية ويقومون بتقديمها للحيوانات، لكن هذا التجفيف العشوائى قد يجعل المواد الغذائية تتعرض لبعض التفاعلات الكيميائية الضارة ويكون لها تأثير سلبى على الحيوانات التى تتناولها.


من ناحية أخرى أن هذا التجفيف العشوائى لا يستغل تلك المواد الغذائية بشكل كامل، فمن خلال التجارب من الممكن إضافة مخلفات أكثر من ثمرة مثل البطاطس والطماطم معا ليعطوا قيمة غذائية أعلى، أما التجفيف العشوائى على العكس قد يعطى نتائج عكسية ويعطى منتجًا سامًا قد يؤثر على صحة الحيوان.


وقد أثبتت التجارب أن المجترات بصفة خاصة قادرة على تحويل المواد الغذائية التى لديها نسبة عالية من الألياف إلى طاقة ومنتج غذائى ذى قيمة داخل جسم الحيوان.


وكيف سيتم تحويل تلك التجارب العشوائية إلى مشروع متكامل؟


الفكرة الرئيسية قائمة على تحويل المخلفات الغذائية إلى منتجات غذائية ذى قيمة لها تركيب كيميائى أقرب إلى الثبات، بمعنى أن منتج مثل قشر البطاطس يكون معروف درجة حرارة التجفيف الخاصة به، ودرجة الطحن، ونتيجة تلك المعاملات بمعرفة نسبة البروتين والطاقة والرطوبة التى تساعد على الاحتفاظ به أطول فترة ممكنة، لذلك فإن الفترة القادمة ستشهد تجارب لمعرفة تلك النسب بصورة دقيقة.
قد تكون تلك التجارب تحتاج إلى إضافات معينة لتدعيم محتواها الغذائي، فى نفس الوقت الهدف من ثبات تلك المعايير هو معرفة المنتجات الغذائية الجيدة أو غير الجيدة عند بيعها فى الأسواق، فيعتبر هذا ضمانًا للمستهلك وللبائع الذى كان يتخلص من تلك المواد وتعتبر عبئًا ماديًا عليه فى تلك الحالة سيستفيد أيضًا من المخلفات وتتحول إلى مصدر ربح.


متى سيتم تعميم المبادرة؟!


تبنت غرفة الصناعات الغذائية تلك المبادرة وعلى وشك وضع الأطر النهائية لها، وقد ساعدت غرفة الصناعات الغذائية فى وضع حصر للمصانع التى تنتج مخلفات بكميات كبيرة ووضع تقدير مبدئى للكميات المنتجة فى بعض محافظات الوجه البحرى، كما ساعدت غرفة الصناعات الغذائية فى توفير فرن تجريبى للمساعدة فى إجراء التجارب الخاصة بتحويل المخلفات.


ما أولى تلك التجارب؟!


أولى تلك التجارب هو تحويل قشر البطاطس إلى علف ذى قيمة غذائية عالية للحيوانات، حيث تم إدراج المصانع الخاصة بإنتاج المصانع للحصول على المخلفات الخاصة بهم والتى لا تحتوى على قشر بطاطس فقط، إنما يكون بها بعض ثمار البطاطس التى لا تكون مطابقة للمواصفات فيتم الاستغناء عنها.
وتعتبر مخلفات ثمرة البطاطس مليئة بالقيمة الغذائية لكن عند تجفيفها بطريقة معينة لأن التجفيف الزائد قد يدمر القيمة الغذائية للمنتج، خاصة أن قشور البطاطس تحتوى على كمية كبيرة من البروتينات المفيدة جدا للحيوان.


هل تلك التجارب مكلفة؟!


لا شك أن تلك التجارب ستكون مكلفة لكن تكلفتها ستكون أقل بكثير من التكلفة العالية للتخلص من المخلفات سواء ماديا أو بيئيا، والآثار الضارة التى تعود على البيئة من تلك المخلفات أما الفائدة الكبرى فهو وجود خط إنتاج جديد لتلك المصانع يساهم فى الوصول إلى زيرو فقد وتحقيق أرباح.


هل قشر البطاطس يعتبر التجربة الأولى؟!


لم تكن تلك التجربة الأولى إنما استطاع الباحثون استغلال مخلفات صناعة السكر وتحويلها لمنتجات ذات قيمة اقتصادية عالية، خاصة السائل الأسود أو الفيناسو التى تنتج من الرواسب الطينية المتخلفة عن صناعة السكر والكحول بدلا من التخلص منهما كمخلفات صناعية بلا قيمة، فقد اكتشف الباحثون أنهما يحتويان على أهم العناصر الطبيعية التى تدخل فى صناعة المخصبات الزراعية بدلاً من الأسمدة.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2