تحتفل مصر في يوم 27 سبتمبر من كل عام، بذكري أنشاء «علم المصريات»، وهو علم يختص بدراسة تاريخ مصر القديمة من جميع الزوايا، من حيث لغاتها وآدابها وفنوناها، وتعد مصر هي الدولة الوحيدة على وجه الأرض الذي لها علم على اسمها، ويعد من أهم علوم الدراسات الإنسانية في العالم، ولم يقتصر دراسته في مصر فقط، بل يُدرس في أكبر الجامعات بالعالم.
تاريخ مصر ولع فرنسي
بدأ تأسيس علم المصريات في 27 سبتمبر عام 1822، بعدما تمكن عالم الآثار الفرنسي «شامبليون» عقب مرور عشرون عامًا من المحاولة، من فك طلاسم رموز الحجر الرشيد، التي كانت مكتوبة بـ اللغة المصرية القديمة، اللغة «الهيروغليفية» ومن هنُا تم التعرف على فهم لغة القدماء المصريين، وانفتحت الآفاق للتعرف على تاريخ تلك الحضارة العظيمة، عن طريق ترجمة النصوص والبرديات، وتم إنشاء «علم المصريات»؛ بكل فروعه الممتدة سواء من ناحية اللغة والديانة والفنون والطب والآدب والهندسة، حيث كان القدماء المصريين متقدمين في جميع المجالات، وتم اطلاق عليه هذا الاسم؛ لإنه يهتم بدراسة جميع جوانب الحياة المصرية القديمة، ومصر هي الدولة الوحيدة التي لها علم يُدرس في شتي جامعات العالم بأسمها.
علوم الفراعنة
لم تقتصر حضارة مصر القديمة على بناء الإهرامات والمعابد التي ما زالت شاهده على عظامتهم، بل برعوا في مختلف العلوم والمجالات، فـ أصول الطب والهندسة والفن والتكنولوجيا، خرجت من رحم "الحضارة الفراعنية".
الطب
كان الطب بعلومه المختلفة متقدمًا إلي أقصي درجة عند الفراعنة، والسبب البارز الذي يوضح ذلك التقدم، هو فن «التحنيط» الذي تميز بها الفراعنة فقط، فالتحنيط تم بعدما تمكنوا من معرفة جميع وظائف الجسم جيدًا وعلاقته ببعضها البعض، وفي عام 1862 تم اكتشاف كتاب في الطب بمقبرة في الأقصر، يحمل عنوان «قرطاس إيبرس» وبه 877 وصفة طبية لأمراض عديدة بالتشخيص، وعندما تم دراسة تلك الأمراض تبين أن جميع الشخصيات الموجودة بالكتاب صحيحة.
أول اكتشاف للبلهاريسيا
قال الدكتور وسيم السيسي أحد علماء المصريات: "أن أول من اكتشف مرض «للبلهاريسيا» هم الفراعنة وكان يطلق عليه اسم«عاع».
وأضاف خلال تقديمه برنامج «يارو»:" وذكر ذلك المرض في 4 برديات، وترجع أصول تلك البرديات قبل 1000 عام أي قبل الطبيب اليوناني الشهير "أبو قراط" الذي يُلقب بـ أبو الطب، ولكن العالم الألماني تودور بلهارس حصل على تلك البرديات ونسب إليه اكتشافه للمرض".
الهندسة
برع المصريين في هندسة البناء والتعمير إلي أقصي حد، ومثلت فلسفة خاصة بمصر وكانت تتميز معظم مبانيهم بالعلو الشامخ، التي تدل على عبقرية الهندسة المصرية وعظمة المهندسيين المصريين القدماء، والدليل على روعة الهندسة المصرية الأهرامات وأبو الهول، غيرها العديد من المعالم المصرية التي ما زالت تبهر العالم.